تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
تقرير ما بعد الورشة
سطر 188: سطر 188:     
عشاء بعدها استكمال العمل على البرامج التي نعدها ثم نشرها
 
عشاء بعدها استكمال العمل على البرامج التي نعدها ثم نشرها
 +
 +
 +
 +
=== تقرير ما بعد الورشة ===
 +
 +
الإعلام البديل وروافده المختلفة ما بين المسموع والمقروء والمرئي هو إعلام له مستقبل يبحث عن ذاته، له موضوعات وإهتمامات تختلف ماهيتها من مؤسسة لأخرى، في الماضي كان الإعلام وسيلة للإخبار وتنوير المجتمعات، وظهر في الأساس من أجل المعرفة ومحاولة إيصالها للمواطنين بطريقة سهلة ويسيره. فكانت الكتابة هي أولى الوسائل لإخبار الناس.
 +
 +
 +
لم تكن الوسيلة مُعضلة ولكن كان المحتوى هو الأساس،.. المهم المواطنين .. هل يهتمون بما يُكتب؟ هل هم يشعرون بالرضا مما يتعرضون له من معلومات؟ .. هل المحتوى يلبي رغبات المتلقيين؟.. كان المحتوى والمُتلقي هما الأساس بعدها تأتي الوسيلة والطرق المستخدمة لتوصيل المعلومة في المراتب الثانية.
 +
 +
فلنتحدث في تلك المساحة الفكرية عن ثلاث موضوعات مهمة متعلقة بالإعلام البديل – وخصوصا الوب راديو والذي كان يدور حوله نقاشا ثريا يومي 1و2 فبراير من العام 2013 في إحدى ورش الإعلام البديل التي بدأتها أضِف مؤسسة التعبير الرقمي العربي مع مبادرة الإعلام الدولي IMS في شهر أكتوبر من العام 2012.
 +
 +
 +
هذه النقاشات ثلاثاً مزدوجة المعني والمواجهة، أولاَ الوب راديو في مواجهة الراديو الكلاسيكي، ثانياً الإعلام البديل في مواجهة الإعلام التقليديـ ثالثاّ المركزية في مواجهة المحلية.....!
 +
 +
 +
هل راديو الإنترنت راديو حقيقي؟، سنتطرق في سياق متابعتنا لهذة النقطة الجوهرية إلى المحتوى ودرجة التشابهه والاختلاف ما بين محتوى إذاعات الوب راديو الحالية مع محتوى ما قبل يوم 31 مايو عام 1934، ذلك اليوم الذي بدأ فيه إرسال أول محطة إحتكارية إذاعية وكانت بداية للإذاعة المصرية الرسمية.
 +
 +
 +
بداية، الراديو هو اختراع كلاسيكي بدأ عام 1901 مع نجاح "ماركوني" في صنع أول جهاز استقبال لاسلكي تطور بعدها لتصبح هناك أول محطة إذاعية في عام 1906 ولم ينتشر هذا النوع من التواصل إلا في عام 1920، واهتم به المصريون مع بدايات عام 1930 ونشأت العديد من الإذاعات الأهلية التي بلغ عددها 11 إذاعية محلية. انتشرت هذه الوسيلة بشكل كبير لسهولة التواصل السريع عبر مسافات مختلفة باستخدام جهاز رخيص الثمن واحتماليه تواجده في أي مكان ومن مميزاته سهولة إيجاد البث وتوافر امكانيات الوصول إليه وعدم بذهل جهد ذهني في الاستماع إلى موجاته المختلفة ومحطاته المتعددة، ومع ذلك قد يعاني من سلبية التواصل في اتجاه واحد والذي تغلب عليه البعض في ذلك الوقت بتلقى ردود الفعل بالإتصالات التليفونية قبل أو بعد البرامج.
 +
 +
 +
ولنقفز قفزة هائلة لنتحدث عن الوب راديو الذي يعتبره البعض ليس راديو حقيقياً!! ….
 +
 +
 +
لأن عمليه الوصول إليه ليست سهلة؛ بل على العكس يجب على المستمع كتابة اللينك الخاص بالراديو بطريقة صحيحة حتى يستمع لمحتواه، كما أن إمكانايات الوصول له أقل من الراديو الكلاسيكي فهو يحتاج للإنترنت الذي قد لا يكون متوافرا في أماكن فقيرة أو غير مدعومة بشكبة الإنترنت لأن الإنترنت في مصر لا يستخدمة سوى 35% من السكان طبقا لموقع وزارة الإتصالات1، وطبيعة الراديو كوسيلة إعلامية هدفها الوصول للفئات الأكثر تهميشاً، ومن ناحية أخرى المستمع يبذل جهدا كبيرا في الوصول للمعلومات الترفيهية أو العلمية أو الفكرية التي يعرضها الوب راديو، وبالتالي الوب راديو هو شكل مختلف تماما عن الراديو الكلاسيكي سواء في البث وطريقته وشكل المعرفة وطبيعتها وطبيعة جمهورها المقدمة له.
 +
 +
 +
ويقول مسيرة عبد الحق تقني ومهتم بالمعرفة الحُرة "إن هذه الآليات أو الوسائل تُتيح مساحات صوتية لتستوعب عدد لا نهائي من المحطات الإذاعية الموجودة على الموجات الطويلة والمتوسطة والقصيرة وكذلك الإنترنت به تجارب لمساحات صوتية واقعية تُستخدم على اليوتيوبYouTube الذي يحتوي على ملفات صوتية ومرئية أو على SoundCloud المتخصص في الملفات الصوتية بالأساس؛ ومن ثم يجب علينا تسمية الوب راديو بمسمى مغاير تماماً لما هو عليه لأنه مختلف في الأساس عن الراديو التقليدي وما هو إلا بث تسجيلي أو مباشر لمحتوى صوتي عبر الإنترنت".
 +
 +
 +
المعضلة الحقيقية هي هل يستوعب الانترنت عمق الانتاج المعرفي والفني الصوتي كونه وسيلة مرئية أيضا من شأنها أن "تشوش" علي قدرتنا في رسم صورة بالصوت؛ وهذه المهارة بالأساس أحد أعمده الراديو الكلاسيكي و قدرته علي الاستمرار بالرغم من الثورة المرئية المصاحبة لحياتنا. كيف نظل نفكر في الراديو كصوت مصاحب لنا في حياتنا و معاركنا اليومية وهو قادر علي جذب حواسنا بدون وجود صور مادية؟!
 +
 +
 +
ثنائية الإعلام البديل في مواجهة الإعلام التقليدي، تلك النقطة الثانية التي يجب أن نعترف أنه مع بدايات وسائل التواصل الجماهيرية لم تمحو وسيلة الأخرى بل تعايشوا معا وقاموا بترتيب مكانتهم في عقول وأذهان الناس على اختلاف طبيعتهم وبقى المحتوى أو المعرفة هي المتحكمة في استقطاب جمهور المُتلقيين؛ إن حظيت بجودة معرفية عالية إهتموا بها وإن كان المحتوى ضعيف غير مُطعم بالمعرفة الجادة.. ذهبت سُدى ولم يهتم بها أحداَ. فالمحتوى المعرفي تضاعف آلاف المرات بعد الثورة الصناعية والذي يتضاعف بشكل رهيب أكثر مما توقعه الجميع مع الثورة التكنولوجية، ومع ذلك قد يتواجد في الوسائل الإعلامية محتوى غير جيد يجذب الناس ولكنهم يعرفون أنه لا يرتقى لما يرغبون ولكن في نفس الوقت منجذبون له لأنه لا يتعالى على ثقافتهم ويقدم ما يرغبون بطريقة سهلة ويسيرة تتفق مع طريقة تفكيرهم.
 +
 +
 +
وربما نعتقد أن هناك تشابة بين الإعلام البديل في القرن الماضي وخصوصا الإذاعات الأهلية والإعلام البديل متمثلا في الوب راديو في وقتنا الحالي، فبداية الإذاعات الأهلية كان عبارة عن مبادرة فردية من مواطنين مصريين يحاولون إقتحام هذا المجال الجديد بإذاعة مقتطفات تمثيلية ومسرحية للأدباء العالميين وكذلك مقاطع موسيقية تسجيلية لمجموعة من الفنانين في ذلك الوقت مثل "صالح عبد الحي" و"نجاه علي" أو مجموعة من التواشيح والطقاطيق الغنائية المختلفة، ما يهُمنا في ذلك النقاش هو المبادرة من المواطن الذي يشعر أن لديه معرفة أو رغبة في مخاطبة الناس، ومشاركتهم في معرفة أو أغنية أونقاش أو غيره من الأفكار تُعد هي نفس الطريقة والدافع الذي انتشر من أجله الوب راديو في عصرنا الحالي.
 +
 +
 +
كذلك البدايات وجودتها تُعتبر متشابة بمعني؛ عندما بدأت الإذاعات الأهلية في عام 1932 وإنتشارها في مصر كانت الإذاعة معتمدة على غير المحترفين غير المتقنين لأدوات الإلقاء الجيد ولكن مع مرور الوقت زادت جودة المعرفة المعروضة وجذبت المزيد من المستمعين وإنتقل المذيعون من محطة لأخرى من أجل الرغبة في الوصول لجمهور أكبر طبقا لجودة البث وقوتة وزادت عدد تلك الإذاعات لتصل إلى 11 إذاعة أهلية تستحوذ على إهتمام المصريين وكذلك جيرانهم من الدول العربية، كمثال المذيع "مُحرم أحمد” وهو أحد المذيعين الذين نزلوا ضيوفاً على أكثر من راديو بدأ مع إذاعة "سابو” ومنها إلى "الأمير فاروق” إلى "وادي الملوك” وإلى غيرها من الإذاعات يقدم صور تمثيلية ومقاطع من مسرحيات لمؤلفين عالميين، فعلى الرغم من عدم الدقة والتجويد في النطق إلا أنه مع مرور الوقت وقدرته على التدريب وإستيعاب الأخطاء وتحسين قدرته على الإلقاء إنتقل بناء على ذلك من إذاعة لأخرى تختلف قوة بثها من واحدة للأخرى حتى وصل لإحداها تمتلك قوة بث تصل لفلسطين كما ذكر في كتابه وبالتالي إنتشر جمهوره وكبر على مدار عامين من العمل في الإذاعات الأهلية في الفترة من 1932 حتى يوم 29 مايو 1934 يوم إنهاء عمل الإذاعات الأهلية في مصر2.
 +
 +
 +
كذلك الوب راديو في مصر الأن وكثرة العدد وكثرة الراديوهات المنطلقة من المحافظات كُلاَ منها لديه أهدافه وموضوعاته الخاصة التي يهتم بها وغالباً بعضها يهتم بالقضايا المحلية، وهذا ينقلنا مباشرة على الموضوع الثالث الرئيسي والذي يتحدث عن ثُنائية المركزية والمحلية.
 +
 +
 +
مع ثورة 1952 تحول الإعلام للمركزية الشديدة التي تُخالف تماما لما كان يحدث قبل هذا التاريخ حيث كان الإعلام المصري يتمتع ببعض اللامركزية من خلال الصحف التي كانت تظهر ويكتبها المواطنون على مناديل الورق ويوزعونها على الجماهير وكذلك الإذاعات الأهلية والتي توقفت عن البث يوم 29 مايو1934 لتبدأ الإذاعة المُحتكرة يوم 31 مايو عام 1934. مع هذه المركزية الإدارية للمحتوى الصادر عن الإعلام التقليدي في ذلك الوقت بدأت تعاني المدن والمراكز المحلية من الاهمال وعدم مناقشة المشاكل والموضوعات التي يعانون منها بشكل موسع مثلما تُناقش الموضوعات الأخرى في العاصمة أو مركز الدولة. كانت الإذاعات الأهلية تحاول أن تُنشأ تعددا في مصادر المعلومات وهذا ما حاولوا الحفاظ عليه لاخر فترة حيث اتحد الـ11 إذاعة أهلية وأوقفوا البث لفترة قصيرة وقاموا ببث مشترك اعتراضا على قرار الحكومة بوقف الإذاعات الأهلية لتكون هناك إذاعة رسمية حكومية واحدة فقط ولكنهم لو ينجحوا في ضغطهم على الحكومة وقتها.
 +
 +
 +
تقول لينا عطا الله، صحفية بجريدة Egypt Endenpendent "الرغبة في التعددية ونبذ المركزية يظهر بعض الشيئ في الوقت الحالي مع الوب راديو، ولكن الفكرة هنا ماهية المحلية هل هو جذب جمهور واسع عن طريق اعادة انتاج منطق المركزية و لا هو محاولة حقيقية للاشتباك مع قضايا محلية و وضعها علي الخريطة الوعي العام. هل يمكن للصحافة المحلية ان تقهر مفهوم ان الثورة لا تنجح الا اذا قامت العاصمة؟.......
 +
 +
إنها أسئلة متشعبة ومعقدة للغاية وإن كان لابد من التأكيد على محلية المحتوى... الذي يجب أن يكون متوافقا مع الجمهور المستهدف المنتمي للمكان الذي يبث منه الوب راديو، كما أن الوب راديو يجب عليه أن يتذكر أن مجرد منافسة الإعلام التقليدي بهذا الشان ولو مؤقتا على الأقل في بدايات كل وب راديو قد يكون هو الخاسر في معركة غير متكافئة للحصول على ثقة الجمهور. لذا على كل ناشطي الوب راديو عدم التفكير في منافسة الإعلام التقليدي ولو مؤقتا حتي يكتسبوا الخبرة التي تؤهلهم لذلك بدلا من الطرح أرضا من الجولة الأولى للمنافسة”.
 +
 +
 +
لكن الشيء الأكثر إلحاحاً في تلك النقطة التي تتناول المحتوى بالبحث والتدقيق، هل يعتمد الوب راديو على المحتوى الجذاب غير الدقيق لجذب آذان المستمعين أم عليهم التدقيق في المعلومات ليبنوا ثقه الجمهور والمستمعين بمرور الوقت. لأن الحصول على تلك الثقة من الجمهور لا تظهر بشكل مفاجيء ولكن بالصدق والدقة والاستمرار في انتاج محتوى معرفي قيم.
 +
 +
 +
خلافاَ لتلك النقاط الثلاث مزدوجة التشعب، تناولت ورشة الوب راديو الخطوات التي بدأها مجموعة من ناشطي الإعلام لمحاولة الوصول إلى البث عبر موجات الـ FM ، فبعد نقاشنا الذي أكد على أن الوب راديو مختلف تماما عن الراديو التقليدي وما يُبثه ما هو إلا مجرد بث صوتي عبر الإنترنت، وأن الراديو الحقيقي يجب أن يستغل أدوات الراديو الكلاسيكي حتى يستحق لقب راديو.
 +
 +
 +
بالفعل بدأت مجموعات عِده المحاولة للحصول على تردد على موجة FM ليكون راديو حُر مستقل بعيد عن تحكم السُلطة، منها حملة ”موجة حرة“ أطلقتها مؤسسة بكرة للدراسات الإعلامية والحقوقية تهدف للعمل على إتاحة موجات FM وأن يكون إنشاء الإذاعات عن طريق الإخطار دون قيود أو تعقيدات فى ذلك. التحول من احتكار الدولة إلى إعلام شعبي يتيح إقامة إذاعة حتى ولو لكل شارع. ويتم ذلك عن طريق حملة توقعيات للمهتمين بإنشاء إذاعات. حملة توعية عن أهمية الإذاعات وإتاحتها للمواطنين. العمل مع منظمات المجتمع المدني المهتمة بحرية وسائل الإعلام. إرسال إنذار إلى إتحاد الإذاعة والتليفزيون للمطالبة بتخصيص موجة إذاعية. والطعن على قرار ماسبيرو أمام مجلس الدولة.
 +
 +
 +
أما عن اتجاهات الحكومة وتعليقها على تلك المطالب أن تقديم تلك الخدمة الخاصة بفتح ترددات للجمهور صعب جدا في المرحلة الحالية حيث من المنتظر أن تقوم الحكومة بطرح 5 تردات واحد للمؤسسة العسكرية وأخرى للإعلام وواحدة لوزارة الداخلية وإثنتين لرجال الاعمال والشركات...!!!!
 +
 +
 +
هذه بعض الأفكار التي تمت مناقشتها يومي 1و2 فبراير في الإسكندرية في الورشة الثانية من ورش الإعلام البديل والتي بدأت الأولى منها في شهر أكتوبر الماضي للعام 2012، حيث استضاف الورشة مركز الصندرة الثقافي، نتقابل مرة أخرى في الورشة الثالثة المتظر عقدها بعد 3 شهور. ورش الإعلام البديل تُنظمها أضِف "مؤسسة التعبير الرقمي العربي” وبتمويل من مبادرة الإعلام الدولي IMS.
 +
 +
1موقع وزارة الإتصلات المصرية، http://www.mcit.gov.eg/Indicators/Ar/Ind_Internet.aspx
 +
 +
2تسمعون الأن ، مُحرم أحمد، (درا المأمون، شبرا، ط1)،
    
== الميزانية المقترحة==
 
== الميزانية المقترحة==
staff
3٬841

تعديل

قائمة التصفح