الجامعة الدولية الإلكترونية
تأملات في رحلة البحث عن جيران بقاهرة المعز..!
موريتانيا- محمد أعبيدي
شركة التعبير الرقمي العربي للتكنولوجيا و التدريب تمنحنا فرصة للتعليم وإضافة جيران في قاهرة المعز مهد الحضارات وأرض الفراعنة، لمد جسور التواصل مع منظمات فاعلة وجمعيات ومراكز حقوقية وقانونية، وما إن تقدمنا بطلب للحصول على منحة "أضف جيران" التي حصلنا على معلومات عنها دفعتنا للتقديم الطلب بسبب ما تحمله المؤسسة من رؤية وطرح نتطلع إليه كشباب حالم بمستقبل أفضل رغم اختلاف الجغرافيا وتباعد الحدود التي وضعت بينا كأمة لديها قواسم مشاركة. كان الخبر المفرح القادم من شركة التعبير الرقمي "بالمعطم بجمهورية مصر" ذات صباح من الشهر المنصرم على بريدي الالكتروني مفاده " تم قبولك للمنحة التي تقدم بها الى أضف جيران " كان الخبر سارا في يومياتي، لأبدأ ترتيب حقيبة ملابسي بعد اكمال إجراءاتي وتوجهت الى المطار متأبطا جهاز "الابتوب"، لتكون وجهتي قاهرة المعز، جلست في الطابور مع المسافرين لإكمال إجراءات السفر، كان الجو في تلك الليلة يشي بنوع من الهدوء والرتابة، وبعد ساعات من طيران حلقت بنا الطائرة فوق سماء أم الدنيا وبدأ شريط الأحداث والذكريات يدور في مخيلتي بعد آخر رحلة لي الى أم الدنيا قبل بداية الربيع العربي.
كانت اول محطة ازورها مقر شركة التعبير الرقمي العربي للتكنولوجيا و التدريب، حيث أخذني سائق التاكسي المصري الذي بدأ لي "ثرثرة على النيل" ولم تنتهي إلا ونحن في " المعطم" تارة يجلد التيار الإسلامي ويبرهن على فشله بحالة البلد ويشيد بالعسكر وتارة يقحمنا لمعرفة موقفنا، لكننا أخذنا على انفسها للوهلة الأولي الاستماع أكثر من الكلام كذا الحياد والموضوعية ، حتى وصلنا مقر الشركة حيث وجدنا الكل يتبتل في ذلك المحراب منهمكا في عمله، وبدأنا "دردشة" معهم و كانت مثمرة وكانت الصورة والألوان المتناغمة على حائط المؤسسة تلهم المتأمل لأن الصور الملصقة عليها "تتكلم" وتعطيك إجابات عن دور أضف جيران ورؤية الشباب الذي حصل على منحتهم المتميزة التي تشكل إضافة نوعية في حياة ومجتمع كل شابة أو فتاة تحصل عليها. توجهت الى مقر جامعتي الشعوب العربية والجامعة الدولية الإلكترونية بــ" المعادي" وكان رئيس مجلس إدارتها الزميل الدكتور محفوظ سلام الذي يحمل على عاتقه مع نخبة من الشباب والأكاديميين مسؤولية نشر التعليم الإلكتروني، إضافة الى طموحه في تجسيد الحلم العربي الكبير " شعب واحد ..أمة واحدة" الذي وضع في أهداف ومبادئ جامعة الشعوب العربية، وقد تطرقنا الى كل السبيل و الخطط والإستراتجيات والرؤية المستقبلية التي تساهم في مد جسور التواصل بينا كالشباب عربي، حيث إتفقنا على نقل تجربة جامعتي الشعوب العربية والإكترونية الى موريتانيا، كذا العمل على ترتيب بدورات تدريبية حول التنمية البشرية والعمل على نشر ثقافة التنوع وقبول الأخر والتعليم عن بعد، وقد شاركنا في كل الندوات واللقاءات التي عملتها الجامعة، وعملنا مع فريق الجامعة متطوعين بقناتها الدولية الإكترونية من خلال تقديم حوارات ثقافية وإجتماعية ونعمل حاليا على التنسيق الجهود من أجل العمل على انتاج برنامج ثقافي يقام في موريتانيا بالتعاون مع قناة الجامعة.
وبعد أيام حافلة بالعطاء وتبادل الخبرات والتجارب ورسم رؤية مستقبلة ليدوم التواصل بيننا لنعطي للرحلة جيران مفهومها الحقيقي، عدنا الى المهندسين للمشاركة في دورة تدريبة للمركز الدولية للتحكيم الدولي وحل النزاعات الذي يترأسه الدكتور المستشار أسامة محمد خيري الذي يبذل كل جهده مع خبراء ومحامين للعمل على تدريب كادر شبابي للعمل في مجال التحكيم الدولي وحل النزاعات، وقد أضافت التجربة لنا الكثير من خلال فهم بعض الآليات القانونية والنظم والمواثيق الدولية، كما وقعنا اتفاق تعاون بين جمعيتنا ومركزهم بمصر. لكن موعد العودة الى الوطن لا بد منه لنعود الى موريتانيا ولسان حالنا يقول" لو نعطي الخيار لما إفترقنا" لكننا عدنا نحمل الكثير من الأحلام والطموحات ولا زال في وجداننا باعث وبارقة أمل تدفعنا للتجوال حول العالم لهدف ثقافي و تعليمي، لكننا نحمل الكثير من الشكر والعرفان لشركة التعبير الرقمي العربي للتكنولوجيا و التدريب لما اضافته في مسيرتنا.