الفصل العاشر: الأرشيف
عندما تخزن المواد التي صورتها فانت لا تحفظها فقط للمؤرخين الذين سيأتون بعد ثلاثين عاما لمعرفة ماذا حدث. ليس الأرشيف مجرد مادة انت تحاول إبقاءها في أمان، و لكن أسرع مما تتصور ستجد الحاجة للرجوع لما صورته لإعادة استخدامه بشكل جديد. في وسط موقف سياسي واجتماعي متحول، كل الأحداث و تحليلها يأخذ منحى جديد كل يوم. بعد ثلاث سنوات من لقطة صورتها يأتي حدث ما ويعطي لهذه اللقطة معنى جديد كليا، لقطة عادية منذ سنة قد تكون لها قيمة كبيرة في ضحد السرد الحكومي اليوم. النسق السياسي الجديد، والصراع اليومي مع الإعلام الرسمي يجعل السرد في حد ذاته هو أرض الصراع، خاصة مع المحاولات المستمرة للتأثير في الذاكرة الجمعية لشعوبنا عما حدث وكيف حدث. أنت تحتاج لمادة مصورة تعينك في صراعك، ونظام يسهل عليك استخدامها. المواد المصورة، من هذا المنطلق، لا تموت على القرص الذي خزنت عليه، ولكنها حية تتفاعل مع أحداث يومك، وأنت تحتاج للرجوع إليها بشكل مستمر.
كن منظماً
لا يهم أي نظام تختار ولكن المهم أن تختار نظاماً ما لملفاتك، كن منظماً واتبع شكلاً محددا في تسمية الحافظات والملفات (حتى لو اعتمد هذا الشكل الأسماء الميكانيكية المصدرة من الكاميرا مباشرة). أيضا حاول الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من المعلومات عن الملفات المصورة معها: أين صورت، متى، من الذي صور، ما لذي يحدث، من يظهر على الشاشة. يمكنك كتابة هذه المعلومات في ملف txt وتخزينه في نفس الحافظة بنفس اسم ملف الفيديو، وهذا أبسط الطرق. هذا سيساعدك على البحث الإلكتروني عن تفاصيل الملفات بسهولة، كما سيساعد أي شخص أخر لا يعرف ما لذي تحتويه الملفات على فهم نظامك.
شجرة الحافظات
أبسط نظام لأرشفة الفيديو هو عمل شجرة من الحافظات منطقية مثل (العام به ملفات الأشهر به ملفات الأيام، وداخل كل يوم المنطقة المصورة).. يمكن عكس هذا المثال فعمل شجرة الحافظات تعطي الأولوية للمكان المصور ثم الزمان، أو الشخص المصور، وغيرها. أهم شئ في عمل شجرة الحافظات هو إمكانية المستخدم على فهم هذا النظام بسهولة حيث أنه لا يتطلب معرفة تقنية معقدة، وإختيار المحددات طبقا لأولويات الأرشيف نفسه حيث أنه لا يوجد أرشيفين للفيديو متشابهين.
الأرشيف كجزء من طريقة عملك
لا تعامل الأرشيف وطريقة إنتاجك للأفلام أو الفيديوهات كأنهم فعلان منفصلان، يجب أن يناسب طريقة نقل الملفات وحفظها وتسجيل بياناتها طريقة وسرعة وطبيعة عملك. وبالتالي يعكس طريقة ترتيبك للملفات و هيكل الحافظات طريقة تصويرك و جمعك للمادة. إذا استطعت إيجاد برنامج سهل الاستخدام يتيح لك تنظيم الأرشيف و تسجيل معلومات عن كل ملف بشكل يناسبك يكون أفضل، و لكن إذا لم تستطع، فلا تقلق فشجرة الحافظات تعمل جيدا إذا ناسبتك.
حدد سيناريو الاستخدام الأمثل بالنسبة لك
لا يوجد أرشيفين مماثلين، يجب على كل صناع مواد سمعية وبصرية أن يقرروا العديد من القرارات المناسبة لاستخداماتهم، هذه هي بعض الاستفسارات التي يجب أن تفكر فيها:
- نحن لسنا أمناء مكتبات
- المكتبات والأرشيفات التقليدية لديها أنظمة تسمح بتسجيل كمية هائلة من المعلومات، ولكنها ليست مصنوعة للاستخدام العادي، الإضافة أو البحث، هي للحفظ التاريخي. ما هو سيناريو الاستخدام للمادة الأرشيفية لديك؟ وعلى أساسه تحدد كمية المعلومات وكيفية حفظها.
الأمان في مقابل سهولة الاستخدام
يمكنك تشفير كل قرص صلب باستخدام أدوات عدة مثل PGP - AESCrypt - BitLocker - AxCrypt وغيرها، أغلبها سهل للغاية ويعمل على أي نظام تشغيل ولكن التشفير يصعب قدرتك على استخدام المادة مباشرة. إذا كنت تمنتج مباشرة من المادة الأرشيفية فهذا سيضاعف وقت عملك ويبطئك. يجب أن تفكر في احتمالات العمل وعلى أساسها تقرر التشفير من عدمه.
موقع الأرشيف المادي والنسخ
أين ستحفظه وكيف ستصل إليه وتستخدمه؟ كم عدد النسخ؟ ما هي المدة الزمنية التي ستجدد فيها عملية نسخه لحفظه من الضياع؟ أين ستحفظ النسخ في مكان آمن؟
عدد المستخدمين و نقاط الاتصال بالأرشيف
هل الأرشيف مصنوع للاتصال بحاسوب واحد فقط أم بعدة أجهزة في نفس الوقت؟ هل يستخدمه شخص واحد أم يجب تنظيمه بشكل يسمح لمجموعة من الناس أن يستخدموه بشكل جماعي؟ هذه الأسئلة ستحدد ما إذا كنت ستحفظ موادك على قرص صلب فحسب أم على خادوم للمواد الإعلامية أم على شبكة الإنترنت. أخيرا، الأرشيف و أين سيحفظ ومن سيتحكم به هو قرار سياسي. فحافظ الأرشيف يملك العلاقة المباشرة مع الأحداث والتاريخ وتحكمه بها هو تحكمه بسرد الوقائع ووجهة النظر التي سيتذكرها المجتمع.