منهج الحوسبة/إرشادات للميسرين
ينبغي تناول كلّ موضوع بما يناسبه من اهتمام و عناية و عدم اعتبار أيّا من هذه الموضوعات من نوافل القول أو مقدّمات غير مهمّة لهام يأتي بعدها
يجب على الميسّر الالتزام بالألفاظ الدالة على المفاهيم و عدم استسهال استبدالها بمقابلات دارجة يراها المدرّب مبسّطة أو عبارات شارحة، لتعويد الدارسين على أهمية اكتساب اللغة الاصطلاحية العلمية الدقيقة المنضبطة.
كما يجب على الميسر تجنُّب وضع نفسه في دور الحكم على آراء و أفكار الطلاب، و تجنّب إيجاد مناخ يكون فيه سلوك الطلاب دافعه إرضاء الميسّر و نيل ثنائه، بل يجب أن يحاول قدر المستطاع حثهم على تقييم آراءهم و أفكارهم بأنفسهم بعد إطلاعهم على أفكار زملاءهم و بعض الأفكار الأخرى الشائعة أو المتفق عليها، و مناقشة و نقد كل هذا بشكل موضوعي، مع تشجيع الطلاب على الوصول إلى قناعة شخصية لدى كل منهم، قد تكون مختلفة من طالب إلى آخر. و نهدف من ذلك إلى التأكيد على قيم استقلال الرأي و الإبداع و الابتكار و النقد الذاتي و تقبل النقد.
كذلك يجب ألا يلجأ الميسر إلى تلقين الطلاب المعلومات و الإجابات الشائعة أو المتعارف عليها في أي موضوع، لأن هذا يحد من قدراتهم على التفكير و يجعلهم غير مؤمنين بحقهم في تحدي هذه الأفكار أو ممارسين لهذا الحق، كما يثبّطهم عن قبول التنوع الفكري و يغرس فيهم التبعية الفكرية. لتجنب هذا، يجب أن يٌطرح عليهم موضوع النقاش على شكل أسئلة مفتوحة و يٌطلب منهم الإدلاء بدلوهم و عرض أفكارهم. و في أثناء النقاش يعرض عليهم الميسر الأفكار الشائعة أو المتعارف عليها على شكل أسئلة مغلقة تسأل عن رأيهم في فكرة بعينها و يناقشهم فيها. و كلما اتفقت المجموعة على فكرة ما، يقوم الميسر بتسجيل هذه الفكرة على لوحة أمام الطلبة، أيا كان عدد الأفكار المتفق عليها و سواء كانت من الأفكار الشائعة أو أفكار عرضها الطلبة أنفسهم، ساعيا في نهاية النقاش إلى تكوين رأي يضم كل الأفكار السليمة أو عرض أكثر من وجهة نظر مقبولة في نفس الموضوع.
عُمد في تصميم المنهج تنظيم جلسات التعلم بحيث يتشارك طلاب في استخدام كل جهاز، و الهدف من هذا خلق وضع يستدعي أن يُوجِد الطلاب طرقهم و قواعدهم للتشارك في الموارد و ينحو بهم نحو العمل سويا لتحقيق الأهداف ويساهم هذا في تحقيق بعض أهداف قسم "التعاون" و بالذات الأهداف التالية من القسم الفرعي "ممارسة التعاون و العمل الجماعي و التشاركي":
- القدرة على العمل تشاركيا لتأليف برمجية أو محتوى و نشره في مستودع حرّ (كود أو نص).
- القدرة على العمل في ثنائيات كوسيلة للتعلم التشاركي و نقد العمل و اكتساب مهارات العمل مع زملاء و التواصل معهم.
و هذا يتطلب من الميسر وعيا بأهداف هذا التنظيم و جهدا إضافيا لحث الطلاب على إيجاد أساليبهم للتشارك و التعاون و للتأكد من أن كلا الطلاب يستفيدان من الموارد المتاحة لهم بشكل متساوي. على سبيل المثال، يجب أن يتأكد من أن كلا من الطلاب المتشاركين في كل جهاز يقوم بتنفيذ التدريبات المطلوبة بنفسه و أن كل طلاب قد قاما بالاتفاق على قواعد لتقسيم العمل تحقق استفادة متساوية لكل منهما أثناء تنفيذ المشروعات المشتركة.
يجب أن يحثّ الميسر الطلاب دوما على التفكير بحرية و عرض آراءهم قبل أن يتعرضوا للأفكار و الآراء الشائعة و المتعارف عليها. و عندما يعرض الميسّرون أفكارهم و آراءهم يجب أن يقدموها كرأي يحتمل الخطأ مصحوبة بمنطق هذه الأفكار و حجتها لا كمسلّمات و حقائق نهائية صادرة من شخص ذو مرجعية عليا، كما يجب أن يتاح للطلاب مناقشة ونقد أفكار الميسر و أفكار زملائهم و مقارنتها بأفكارهم التي توصلوا إليها بأنفسهم، و تشجيعهم على ذلك كلّه. و الهدف من هذا إلى غرس فكرة أن كل الأفكار قابلة للنقد و أن من حق كل إنسان تكوين آراءه و بناء معرفتهم الخاصة. و لا يتم تقديم معلومات أو آراء أو أفكار بشكل مباشر و بدون إتباع هذا الأسلوب إلا في أضيق الحدود، و ذلك عندما لا توجد إمكانية لشرح منطق الأفكار و حجتها، إما نظرا لاحتياج الطلاب لمعارف غير متوافرة لديهم لفهم هذا المنطق، أو لعدم وجود وقت كافي للقيام بذلك.
يجب ألا يظهر الميسر امتعاضه من الإجابات و التصوّرات غير الصحيحة أو المستغربة، حتى و إن كانت إجابة عن أسئلة تعرض الطلاب لها فيما سبق من جلسات، بل يجب أن يحاول قدر المستطاع فهم آراءهم و أسباب تلك الآراء.
لتنمية قدرات الطلاب على التحليل و الابتكار، يجب ألا يعرض الميسر الطرق و الأساليب و الوسائل المتعارف عليها لحل المشكلات مباشرة، بل أن يلجأ إلى طرح المشكلة ذاتها على الطلاب و دعوتهم إلى اقتراح طرق لحلها و مناقشتهم في مقترحاتهم. و من خلال هذا النقاش يحاول الميسر فهم تصور الطلاب لكيفية قيام مقترحاتهم بحل المشكلة و سؤالهم عن كيفية تعامل حلولهم المقترحة مع الحالات المختلفة، بما فيها ما يظن أن مقترحاتهم غير قادرة على التعامل معها. إذا ما وجد الميسر أن بعض جوانب المشكلة التي قد استغلقت عليهم و لم يتمكّنوا من مقاربتها في الحلول التي يقترحونها، فإنه يشرح لهم هذه الجوانب و يدعوهم لإعادة التفكير في الحل. إذا توفر الوقت الكافي، يدعو الميسر الطلاب لتجربة مقترحاتهم و التأكد من مدى نجاحها في حل المشكلة. يجب أن يترك الميسر للطلاب الحكم على مدى صحة حلولهم. يجب كذلك أن يقدم الميسر من خلال هذا النقاش الطرق و الأساليب و الوسائل المتعارف عليها كمقترحات لحلول و أن يطلب من الطلاب تجربة هذه الحلول. من المفيد كذلك حث الطلاب على مقارنة الحلول المختلفة عم طريق اختيار معايير للمقارنة و تطبيق هذه المعايير على كل من الحلول لتحديد أفضلية الحل طبقا لهذا المعيار.