لماذا تزداد الحاجة للأرشفة الحُرّة؟

من ويكي أضِف
مراجعة 19:37، 19 أكتوبر 2014 بواسطة أحمد (نقاش | مساهمات) (تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

نمر كمجتمع وجماعات ومؤسسات مختلفة بالعديد من الأحداث والفعاليات المختلفة التي تهمنا جميعا وننسى أننا نحتاج لتذكرها من آن لأخر ولكن ذاكرتنا لا تستطيع القيام بذلك، ولأن كل إنسان الآن أصبح يملك القدرة على الأرشفة والتسجيل! أصبحنا نفعل ذلك بطريقة لا إرادية من خلال أجهزة صغيرة بحوزتنا، إما كاميرا الهاتف الخلوي أو حتى التسجيل الصوتي المصاحب للهاتف الخلوي.


فقد زادت الحاجة للأرشفة من أجل حفظ المعلومات والذكريات من الاندثار وخاصة تلك التي في ذاكرة وعقلية المواطن والإنسان العادي. أما في حالة الأحداث والفعاليات العامة أو المتعلقة بالمجتمع والوطن أو المؤسسة أو الكيان الاعتباري تكون تذكر اللحظة أو الحدث أكثر صعوبة خاصة مع تواجد العديد والعديد من القصص الفرعية تجاه الحدث أو الفيديو أو القصة الواحدة.


وفي نفس الوقت مع تنامي فكرة حقوق الملكية الفكرية وفكرة أن التاريخ يكتبه المنتصر، رغب العديد من المفكرين في نشر فكرة الأرشفة الحرة المعتمدة على المواطنين العاديين؛ لأن كل فرد عادي له العديد من الخبرات والتجارب تجاه الحدث الواحد وبالتالي تكون لدية الفرصة ليحكي ويسرد قصته أو الجانب الذي اهتم به. ولكل فرد طريقة ومنطق تفكير وحكي تجاه قصة أو حدث قد شاهده أو عاصره وعندما يحكي جزءا منه يبرز منه ما جذبه ويترك ما لم يجذب انتباهه وبذلك عندما يجتمع مجموعة من الأفراد حول فيديو أو حدث محدد ونطلب منهم أن يذكروا أهم ما جذبهم حول هذا الحدث سنجد كمية معلومات هائلة وغنية تجاه الحدث الواحد.


هذه الأرشفة الجماعية تحاول أن تحد من التحيز تجاه رأي أو وجهة نظر محددة دون الأخرى، لأنه على سبيل المثال إذا ما كان هناك أكثر من تفسير للحدث الواحد فهذا يُجبر من يشاهد ويستمع ويقرأ تفاصيل الحدث على التعرض لكافة الآراء ويقتنع بأي منها وفقا لقناعاته.


كذلك تُحفز الأرشفة الحرة على التفكير العميق لتجميع كافة عناصر الموضوع أو الحدث لمزيد من الصدق والموضوعية، فهي ليس لها أثر أو سلطة على عقل الإنسان لتقول له اهتم بالجانب المحدد أو اذكر كذا وكذا، ولكن على عكس ما هو معروف تتطور كيفية التعبير عن الرأي الشخصي وتعرض التفاعلات الحقيقية والآراء المختلفة، ويحدث تنمية لمفهوم الديمقراطية من خلال المعرفة وزيادة الوعي المجتمعي بالأحداث المحيطة، كذلك الأرشفة الحرة تُنمي فهم احتياجات الآخرين واحتياجات الإنسان الذي يستمتع بالأرشفة.


كذلك تساعد الأرشفة الحرة على التعرف على مختلف الثقافات والفئات والأفراد والمفاهيم الجديدة التي تظهر من خلال التفاعل الإنساني بين الأفراد وبعضهم البعض تجاه الفيديوهات المأرشفه.


الأرشفة تعطي أمل جديد للمجتمع، وتمنع وسائل الإعلام من التحيز أو اللعب في المضمون الحقيقي للأحداث، لأنها تظهر الواقع على قدر المستطاع وعلى الفرد أو المواطن أن يستخدم عقله في معرفة خبايا والأحداث المتواترة وكذلك تصبح السلطة للأفراد الذين أرشفوا الحدث أو الواقعة دون تدخل من الإعلام.


تساهم الأرشفة أيضا في وضع جدول لتنظيم الأحداث والفعاليات التي تمر بحياتنا ومن ثم نستطيع أن نحدد على أساسها شكل مستقبلنا كما نريد.


وفي ظل كل تلك المميزات التي تم سردها تحاول أضِف مضاعفة تأثير الأرشفة الحرة في المجتمع وللمؤسسات والحركات المعتمدة على التوثيق، ولكن تواجهنا مجموعة من العقبات التي يجب إزالتها منها:

  • الكسل: فقد يمتنع الأفراد عن تسجيل وتوثيق اللحظات التي يستمتعون بها أو يتعرضون لها، اعتقادا منهم أن الآخرين سيقومون بذلك.
  • الخوف من كسر حاجز الخصوصية: وكيفية معالجة هذا الأمر وتوضيحه للأجيال القادمة.
  • الخوف من فقدان المجهود: قد يشعر الفرد المنتج للحدث أو الفعالية بأن مجهوده سيضيع هباء عندما يقدم ما نفذه للمجتمع مفتوحا ومتاحا للجميع ويستطيع غيره الاستفادة منه.
  • الخوف من اعتقاد الفرد أن مساهماته غير مهمة.
  • الخوف من إساءة استخدام تلك الجهود والمساهمات.