الفصل الخامس: الصوت

من ويكي أضِف
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

5.1 أنواع الصوت للصورة

تم تقديم الصوت في السينما منذ العشرينيات لتتحول الصور المتحركة الصامتة تحولاً كبيرا منذ هذا التاريخ. بينما يظل عمل مهندسي ومصممي الصوت من أكثر المهن السينمائية الغير مقدرة يظل عملهم جوهري لأفلام اليوم، فعملهم يخلق الحوار ويساعد المشاهد في إدراك أبعاد الَمشاهد وينقل له مشاعر المقصودة. حرفية هذا المجال تظل مجهولة للعديد وتقارن بالسحر والشعوذة بينما لم تتطور أساسياته كثيرا منذ أربعينات القرن الماضي.

ومن ثم أصبحنا نعرف الصوت بعلاقته بالصورة أو بالمشهد المصور، وبالتالي نستطيع أن نبسط تقسيم أنواع الصوت في الأفلام إلى قسمين:

5.1.1 أصوات من داخل موقع التصوير diagetic sounds

أثناء تصوير المشاهد المختلفة يتم أيضا تسجيل الصوت، قد يكون هذا الصوت حوارا أو أي أصوات أخرى تحدث أثناء حركة الشخصيات في المشهد. وهذه الأصوات قد تكون مرغوبة أو غير مرغوبة بمعنى أن  بعضها: مثل صوت مروحة السقف أو الأزيز الخاص بالإضاءة الفلورسنت لا نريده ونفضل استبعاده، بينما البعض الأخر أثناء التصوير نريد التقاطه: أهمه طبعا هو الحوار وحديث الشخصيات الأساسي وأيضاً الأصوات الأخرى مثل صوت فتح الباب غلقه أو صوت المطر وأصوات العناصر المحيطة التي نراها في الصورة وتساهم في جعل المشاهد جزء من الحدث عند إعادة عرض ما تم تصويره وتسجيله. عادة نسجل لكل موقع تصوير عدة دقائق من صوت المكان فقط على ملف مُنفصل.

5.1.2 أصوات من خارج موقع التصوير non-diagetic sounds

وهي أصوات تركب بعد ذلك إما لإضافة معلومات أو معنى أو للإيحاء بجو معين أو للتفسير والتأكيد على معاني الفيلم. وقد تكون أي شئ مثل: التعليق الصوتي - مؤثرات توحي بأنها من المكان - مؤثرات خارجية - موسيقى.

لكل عمل طابعًا محددا يدير عملية اختيار الأصوات التي تضاف للمشهد من خارج مواقع التصوير، فيجب على الشخص المسئول عن شريط الصوت تحديد ما هي الأصوات التي يجب أن تكون في شريط صوت هذا العمل، ولماذا.

أثناء عملك على تحضير تسجيل الصوت لعملك يجب أن تسأل نفسك هذه الأسئلة:

هل هناك فرق إذا كنت تصور مشهدًا لفيلم رعب مثلًا أو كوميدي في الأصوات من داخل موقع التصوير التي تلتقطها؟ لماذا؟ أمثلة؟ ما هي الأماكن التي ستصور فيها؟ ماهي أصواتها؟ ما هي الأصوات التي تساهم في شكل العمل الذي اخترته؟ ما هي الأصوات التي يجب أن تتجنبها؟ كيف يمكن أن تتجنب تلك الأصوات؟

5.2 وجهة السمع

الصوت ليس مثل الصورة. الكاميرا تحدد ما تراه، ولكن الصوت يسجل كل ما يسمع، قريبًا أو بعيد. ولهذا لابد دائمًا من أن نضع في اعتبارنا تسجيل النقي للصوت المطلوب دونًا عن غيره. هذه الفكرة البسيطة تسمى ب"وجهة السمع" Point Of Hearing وجهة السمع تعني أن يحدد صانع الفيلم والشخص المسئول عن تسجيل الصوت ماهي الأصوات الهامة في كل مشهد وما هو منطقها. هل نسمع المشهد من منطق أحد الشخصيات؟ هل نسمع ما يدور في رأسه؟ ذاكرته؟ كيف يسمع ما تصوره الكاميرا؟ هل نسمع المشهد بشكل محايد؟

شاهد المشهد المرفق من فيلم: Apocalypse Now

بناء على هذه الاختيارات يتم تحديد كيف يتم تسجيل الصوت أثناء التصوير: ماهي الأصوات الهامة التي يجب التقاطها وما هي الأصوات التي لابد من تجنبها. لابد من وضع وجهة السمع الجيدة في الاعتبار دائماً، فالتصوير الجيد غير ذات قيمة إن لم نسمع ما يقوله الشخص.

5.3 تسجيل الصوت

5.3.1 تسجيل الصوت بميكروفون الكاميرا

العديد من الكاميرات المدمجة والهواتف تسجل الصوت بميكروفون داخلي. هذا ليس أفضل الاختيارات جودة ونقاء ولكنه له مزايا أخرى مثل سهولة الإدارة وعدم الاحتياج لشخص إضافي للتسجيل، فهي تأخذ وقتًا أقل للضبط.

يمكنكم الحصول على جودة معقولة ومقبولة جدًا إذا راعيتم اقتراب الكاميرا أو الهاتف مسافة كافية من الشخص لالتقاط صوته بشكل جيد. والابتعاد عن عناصر صوتها عالي (قطار - ماكينات - ضوضاء سوق أو سيارات - الخ). يمكنكم أيضًا طلب أن يرفع الشخص صوته بشكل معقول لتضمنوا تسجيل كافة ما يقال.

5.3.2 تسجيل الصوت بميكروفون خارجي

إذا كنت تسجل بميكروفون خارجي لابد أن تتعرف على أنواع الميكروفونات. لكل ميكروفون زاوية التقاط و نطاق حيوي يسجله أفضل مما دونه، هذا لا يمنع الأصوات العالية من خارج هذا النطاق حيث أن الصوت لا يمكن التحكم به وتحديده

صورة

الميكروفون الخطي Shotgun Microphone

هذا الميكروفون يسجل في اتجاه شريحته للأمام فقط. وعادة ما تكون له زاوية ضيقة يرمز لها بالخط (|)، وزاوية أوسع يرمز لها بالخط المكسور (\). كل ما يخرج عن هذه الزاوية ينخفض كثيرًا في مستواه الصوتي.

صورة

الميكروفون الحيوي Dynamic Microphone

وهذا هو النوع الأكثر شيوعًا في الحفلات و البرامج التليفزيونية. وشريحته حيوية وضيقة جدًا تسجل فقط أقرب صوت إليها وتخفض كل الأصوات الأبعد، لهذا يفضله الكثير من الذين يصورون في الشارع. عيبه الوحيد أنه لابد من اقترابه كثيرًا من فم المتحدث وإلا لن يسجل الصوت جيداً، لهذا ترى المذيعين في البرامج يدفعون به في فم المتحدث.

صورة

الميكروفون المكثِّف Condenser Microphone

زاويته شبه دائرية (عادة ما يكون نطاقه الحيوي بشكل ٨ و لكن هناك تنويعات أيضاً) ويسجل كل الأصوات المحيطة بشكل متساوي ويكثفها للتوصل لنفس المستوى. وهو مناسب لتصوير الأحداث التي ليس بها متحدث واحد واضح (مظاهرة مثلاً) لأنه يسجل أفضل نتيجة لكل المعطيات الصوتية المحيطة.

توجد أنواع أخرى كثيرة من الميكروفونات ولكن هذه الأنواع الأساسية، الأهم هو معرفة النوع المستخدم أيًا كان زاويته ونطاقه الحيوي. عبر فهمك لزاوية الميكروفون تستطيع تحديد الأصوات المرغوبة في موقع التصوير وإيجاد أفضل موقع وتوجيه لتسجيلها.

5.4 المكتبة الصوتية

5.4.1 تصميم مكتبة صوتية لكل فيلم

1. كما رأينا في قسم أنواع الصوت للصورة، لكل عمل هوية صوتية محددة. يجب قبل البدء في العمل تحديد ماهي الهوية الصوتية للفيلم ثم عمل قائمة بالأصوات المرغوب تسجيلها وطريقة التسجيل الأنسب لها. إذا كان هناك أصوات لا يمكن تسجيلها في أماكن التصوير هناك ثلاث اختيارات أخرى: الأول هو الذهاب لتسجيلها في أماكن أخرى، الثاني هو الحصول عليها من مكتبات للمؤثرات والأصوات (أنظر المؤثرات الصوتية) والثالث هو صنع المؤثرات الصوتية نفسها (أنظر صنع المؤثرات الصوتية للأفلام). بشكل عام نستطيع في عمل خطة صوت الفيلم أن نقسّم الأصوات للفئات التالية:

  • حوار أو حديث شخصيات الفيلم وهذا عادة هام لقصة ومحتوى الفيلم ويجب تسجيله بأوضح وأنقى جودة ممكنة.
  • حوار داخلي أو تعليق صوتي وعادة يتم تسجيله في الاستوديو لاحقا.
  • أصوات خلفية Ambient Sounds وهو صوت المكان المحيط الذي يتم التصوير به ويختلف باختلاف المكان أو باختلاف طبيعة العمل. ففيلم رعب يصور في حديقة قد يسجل الصوت المحيط بشكل مختلف عن فيلم رومانسي.
  • مؤثرات صوتية Sound FX وهي أصوات سواء من موقع التصوير أو خارجه ولكن وجودها ضروري لفهم المشهد والحالة النفسية العامة له.
  • موسيقى تأثيرية وهي موسيقى تستخدم في مواقع محددة بغرض تأثيري وتشبه في ذلك المؤثرات الصوتية ولكنها نغمات موسيقية محددة.
  • موسيقى تصويرية وهي موسيقى الفيلم بشكل عام (في العديد من الأفلام القديمة كانت تحتوي على أغاني أيضا).

يمكنك تقسيم أصوات فيلمك بالشكل الذي يناسبك، فهذا التقسيم هو تحليل منطقي وليس ملزم، هناك أفلام لا تحتوي على أي حوار وأخرى لا تحتوي على أي موسيقى.

أهم عنصر هو التأكد من معرفتك لكل الأصوات الضرورية في الفيلم وعمل خطة لتسجيلها مع تصويرك لمشاهد الفيلم. أيضا عمل هرمية تنظيمية لها سواء بتاريخ التسجيل أو بالنوع أو بالمشهد، بحيث تناسب فيلمك. (أنظر الفصل العاشر: الأرشيف).

5.4.2 المؤثرات الصوتية

هي أصوات مصطنعة تضاف لتعزيز المحتوى الفني أو المعنى المرغوب في إيصاله أو الحالة العامة للفيلم أو المشهد. أنظر المشهد التالي وحلل كيف تؤثر الأصوات في استيعابك للحالة النفسية للفيلم.

العديد من المؤثرات الصوتية يتم تسجيلها أثناء التصوير مثلا أرض خشبية تهتز، طنين لمبة تطفئ وتعمل، كسر زجاج، خطوات قدم، صوت التنفس، أزيز باب حديدي، نباح كلب، زن ذبابة وغيرها. يجب قبل أن تبدأ يوم التصوير أن تكون على علم بمكان التصوير وما هي المؤثرات الصوتية اللازمة لفيلمك لكي تسجلها، أو أن تكون حددت أماكن تسجيلها حتى لو لم يكن بها تصوير.

في حالة رغبتك في الحصول على مؤثرات صوتية لا يمكن تسجيلها بموقع حقيقي، يمكنك أن تحصل عليها مع أي من مكتبات المؤثرات الصوتية الحرة أو المجانية مثل: freesound.org - youtube.com/audiolibrary - ccmixter.org - bensound.com - soundbible.com و غيرها.

5.4.3 صنع المؤثرات الصوتية للأفلام Foley

في كل الأفلام ذات الإنتاج الكبير يتم صنع العديد من المؤثرات الخاصة مباشرة للفيلم وذلك باستخدام عناصر أخرى تعطي أصوات مشابهة. شاهد الفيلم المرفق: Foley

على سبيل المثال رمي الرز على سطح رخامي قد يعطي صوت مشابه للأمطار، أو فيه حالة رغبتك في تسجيل صوت حفر بالفأس لا تحتاج سوى طبق صغير وملعقة معدنية لكي تلتقط صوت مشابه تماما له. هناك بعض الألعاب البلاستيكية التي تخرج صوت يشبه صوت الأبقار تماما.

ماهي الأفكار الأخرى التي قد تطرأ على ذهنك لتسجيل مؤثرات صوتية؟