المسارات المختزلة ليست دوما مناسبة

من ويكي أضِف
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

المسارات المختزلة (shortened URL) وسيلة لتقصير مسارات الوِب التي أحيانا ما تكون طويلة للغاية و غير ذات دلالة للمستخدمين، باستبدالها بصيغة مختصرة ضمن أسماء نطاقات قصيرة للغاية.

فوائدها

الفائدة الأساسية للمسارات المختزلة و الدافع لاختراعها هو إمكانية استخدامها في منصات التواصل الاجتماعي التي تفرض قيودا على عدد أحرف المداخلات، مثل 140 حرفا في تويتر، أو عندما يفرض نظام إدارة المحتوى، و مثل حال أغلب منصات التواصل الاجتماعي، على المستخدمين نشر المسارات في متن النصّ مباشرةً دون إمكانية تغطيتها في الروابط (links) بمرابط (anchor) في سياق نص اللغة الطبيعية، و عندها قد تتسبب المسارات بصيغتها التقنية الطويلة في تشويه شكل النصّ.

كذلك يكون استخدام المسارات المختزلة مفيدًا عند الرغبة في إدراج مسارات في وسائط مطبوعة بغرض تيسير إعادة إدخالها يدويا لاحقًا في المتصفحات.

من الفوائد الأخرى تتيحها بعض خدمات اختزال المسارات: تقديم إحصائيات عن مشاهدات الصفحات المربوط إليها بالمسار المختزل و هو ما قد يكون مفيدًا لناشري المحتوى عندما لا تُتاح لهم وسيلة أخرى لمعرفة ذلك، و كذلك إمكانية تغيير الوجهة النهائية للمسار المُختزَل، أيْ تحقيق وظيفة المسارات الدائمة على نحو ما لمحدودي الإمكانيات الذين لا يديرون خواديمهم، كما قد يفيد في الحملات مثلا.

و من دواعي استخدامها التي تشيع بين مستخدمي الوِب بالعربية استخدامها كونها حلّا لتلافي تضمين مسارات الوب العربية المُرمَّزة، و هو ما نعرض له لاحقًا بتفصيل أكبر.

برغم من قصر المسارات المختزلة مقارنة بالمسارات الطبيعية الطويلة المقابلة لها فإنّ أغلب المسارات المختزلة يصعب تذكّرها، لذا فهي لا تشكّل وسيلة فعّالة لتسهيل حفظ المسارات لأغلب الناس. على أنّ بعض خدمات المسارات المختزلة تتيح وضع مسار مختزل من اختيار المستخدم.

كيف تعمل

كل المسارات المُختزلة تعتمد على خدمة ما - أشبه بدليل مركزي لكل منها - لاسترجاع الصيغة الطويلة للمسارات المقابلة للمسارات المختزلة ليُمكن فعليا الوصول إلى المحتوى الذي تشير إليه، و خدمات اختزال المسارات كلّها تديرها منظمات تحكم استمراريتها عوامل الربحية، كما أن الآلية ذاتها، على غير نظام أسماء النطاقات (domain system) رغم عيوب مركزيته، لا تُعدّ من البنية التحتية للإنترنت التي يوجد إجماع حول وجوب ضمان استمرار عملها، بل هي تعمل في مستوى طبقة التطبيقات.

عيوبها

بسبب طبيعة عملها فإنّ خدمات اختزال المسارات تعد خطوة إضافية في صيرورة حل الأسماء و المسارات (name resolution)، و هي لمركزيتها (بالنسبة لمستخدمي كل خدمة) تعد نقاط ضعف إضافية في تلك الصيرورة تزيد من وَقْع ظاهرة تحلل الروابط (link rott) التي يتسبب فيها تقادم المسارات مما يؤدي إلى انعدام القدرة على الوصول إلى المحتوى.

ظاهرة تحلل الروابط تطرأ طوال الوقت على الوِب، بسبب تغيّر هياكل المحتوى في المواقع، أو بتغيّر أنظمة إدارة المحتوى المستخدمة في مواقع الوِب دون أن يعمل مدير الموقع على وضع آلية تحويل مناسبة من المسارات القديمة إلى الحديثة، مما يجعل كل الروابط المنتشرة على الوِب لمحتوى ما بلا فائدة، فور تغيّر مساره، بالرغم من وجود المحتوى نفسه منشورا في مسار مختلف.

فإذا أضفنا إلى العوامل التقليدية لتحلل الروابط احتمالات تعطّل خدمة دليل المسارات المختزلة مؤقتا أو توقفها نهائيًا، فإن هذا يزيد من هشاشة نظام الوِب في مجمله و يزيد احتمالية عدم القدرة لاحقا على الوصول إلى الصفحات و المواقع المربوط لها باستخدام تلك المسارات المختزلة، حتى بالرغم من كون المواقع ذاتها لا تزال منشورة! و عليه فإن زيادة الاعتماد على مراحل "عنق زجاجة" أخرى ليس في صالح بقاء و انتشار المحتوى على الإنترنت.

كما أنّ استعمال المسارات المختزلة له تبعات على الخصوصية حيث أنّ مقدّم الخدمة يكون بمثابة وسيط بين القارئ و المحتوى، و هذا الوسيط يراقب فعليا، و لو بغير سوء نية، اتّصالات المستخدمين بالمواقع المختلفة و طلباتهم منها و الخدمات و يمكنه تكوين صورة عن نمط استخدام المستخدمين للوِب.

لذا فالمسارات المختزلة ليس من المناسب استخدامها إلا في حالات الضرورة (طالع فوائدها) و استخدامها في غير ذلك مُضرّ عموما للوِب، أي للمحتوى المنشور بتلك المسارات، التي تكمن قيمتها الأهم في الروابط بين صفحاتها، و هي حتما ضارة بصيرورات أرشفة المحتوى، و في كل الحالات التي يُراد فيها بقاء المحتوى منشورًا على الوِب لفترة طويلة و ضمان القدرة على الوصول إليه لأطول أمد ممكن.

بعض ناشري المحتوى يديرون بأنفسهم خدمات اختزال مسارات المحتوى الذي يقدمونه، و هذا يقلل من وقع استخدام المسارات المختصرة طالما داوم الناشر على صيانة نظام إدارتها، مثال على ذلك youtube.com التي تدير بنفسها خدمة الاختزال youtu.be أو جوجل لبعض خدماته: goo.gl، و غيرها، كما توجد مبادرات لأرشفة بعض أدلة لمسارات المختزلة، إلا أنه من المستبعد أن يشملها ذلك كلّها.

توجد اعتبارات تصميمية يمكنها إذا ما طبّقها ناشرو المحتوى تقليل الحاجة إلى اختزال المسارات في بعض الأحيان، منها تصميم مسارات المحتوى المنشور على الوِب بحيث لا تكون طويلة بلا داعي، باختصار ما يمكن اختصاره فيها، مثل معاملات المسار (url parameters) و تطبيق آليات المسارات المُجمّلة (pretty url)، و تلافي تمضين عناوين المقالات و الصفحات في المسارات و الاستعاضة عنها بالمعرِّفات الرمزية.

مع ملاحظة أن ممارسة حفظ و إدخال المسارات يدويًا يكاد يكون نمطا منقرضا في تصفّح الوِب، إذْ أن أغلب المستخدمين اليوم يصلون إلى المحتوى و يجدونه غالبا بطريق روابط متداولة في منصات التواصل الاجتماعي أو المواقع الأخرى و محركات البحث. بل نجد حقل مُحرّك البحث يحلّ كلّية محل حقل المسار في الكثير من أنماط الاستخدام و تصميمات التطبيقات، بخاصة للنبائط المحمولة.

حلّا لتلافي المسارات العربية المُرمَّزة

يلجأ البعض إلى استخدام المسارات المُختزلة، بالذات في المطبوعات و التقارير، لتفادي تضمين مسارات مُرمّزة في النصوص، فعادة ما تنتج مسارات مُرمَّزة عند نسخ مسارات وِب تحوي نصوصًا عربية من حقل المسار في متصفِّحات الوِب.

و الدافع إلى ذلك مفهوم، لأنّ المسارات المُرمّزة تكون طويلة للغاية، حيث يُستبدل في ترميز percent-encoding كُلُّ مَحَرَفٍ بما لا يقلُّ عن ثلاثة محارف، إلى جانب قبح مظهرها في المطبوعات.

لكنْ ثمّة وسائل لتفادي ترميز المسارات في حقل المسار في المتصفح، و من ثم الاستغناء عن المسارات المختزلة:

  • إضافة محرف المسافة إلى أوّل المسار أو آخره قبل نسخه، فهذا يُعطِّل مؤقّتا وظيفة ترميز المسار في المتصفح عند نسخه
  • تعطيل وظيفة ترميز المسارات في المتصفح على نحو دائم:
    • في فَيَرْفُكْس بطريق فتح صفحة التضبيطات بإدخال about:config في حقل المسار، ثم تعيين true للتضبيطة browser.urlbar.decodeURLsOnCopy.
    • في المتصفحات المبنية على Chromium، مثل Chrome و Brave: باستخدام ملحقة مثل Copy Unicode URLs
  • باستخدام تطبيق أو خدمة لعكس ترميز المسار، مثل https://www.urldecoder.org

قالب مسارات مختزلة

لهذه الأسباب فإننا لا نحبّذ تضمين محتوى هذا الويكي مسارات مختزلة إذا لا يوجد داعٍ لذلك، و نفضّل استبدالها بالصيغ الطويلة. كما يوجد قالب إداري مخصص لوسم المقالات التي تحوي مسارات مختزلة لتنبيه محرري الويكي إلى وجوب استبدالها في أقرب فرصة. توسم المقالات بتضمين متنها الوسم {{مسارات_مختزلة}}

طالع كذلك