تعلم
التعلٌّم هو العملية التي ينتج عنها فرداً مُمكّناً بصوته الداخلي ومدركاً لقدراته، وقد وجد مساحته ودوره في وَسْط الجماعة التي يعيش فيها. نؤمن بأن داخل كل إنسان احتياج أو دافع طبيعي يدفعه إلى النمو والتطوير من ذاته. وعندما تنجح بيئة التعلُّم من إثارة تلك الدوافع يكون التعلم ممتعاً والمتعلِّم هو الفاعل في رحلة نموه المعرفي والمهاري والإبداعي.
وقد يختلف التعلم عن التعليم من حيث يُركز الأول على الأفراد و قدراتهم و أنماط استقبالهم للمعرفة أما الثاني فهو العملية و الأساليب التي يتم من خلالها تقديم و تيسير المعرفة و المهارات والمفاهيم.
أنواع التعليم
التعليم النظامي
التعليم النظامي هو التعليم النمطي الذي يبدأ خلال مرحلة الطفولة ويتلقاه الأشخاص في المدارس الرسمية - التعليم المدرسي. تحدد وزارات التعليم الحكومية المناهج ومنهجية التعليم الأكاديمية (الحضور والإمتحانات إلخ) وتعمل إدارة المدارس مع المعلمين/ات على تنفيذها. في الأغلب يشترط على الطلاب والطالبات الحضور إلى المدرسة بانتظام، خمس أيام أسبوعيًا وفي أوقات محددة، وتُعقد إمتحانات دورية لقياس مدى تقدم الطلاب في الدراسة. وفي نهاية العام ينتقل الناجحون/ات من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى مرحلة. وتنقسم المراحل إلى خمس مراحل رئيسية: الروضة والإبتدائية والإعدادية والثانوية والجامعة والدراسات العليا (اختيارية). وفي نهاية كل مرحلة يحصل على شهادة إتمام تؤهله للانتقال للمرحلة التالية.[1]
التعليم الغير رسمي
- هو التعليم الناتج عن الأنشطة اليومية المرتبطة بالعمل او قضاء الأوقات مع الأسرة أو الأقران. وليس ضروريا أن يكون بشكل منظم، ولا ينتج عنه الحصول على شهادة.عادة ما يمارس خارج نطاق المؤسسات التعليمية ولا يسير وفق منهج دراسي محدد، إنما يشجعه دوافع واهتمامات الأفراد وليس بالضرورة أن يكون قد خطط تربويا ولا يتبع منهجا خاصا لمواضيع دراسية ثابتة وبعكس التعليم الرسمي لا يوجد نظام الامتحانات والتقييم. عادة ما تتسم هذه العملية باكتساب مهارات تتعلق بالمواقف والخبرات الحياتية.[2]
التعليم الغير نظامي
- نوع منفصل من التعليم يقع بين الرسمي والغير رسمي. وهو يحدث في بيئة تعلم رسمية، لكنه لا يعترف به رسميًا. ويشمل عادةً ورش عمل، أو دورات قائمة على الاهتمامات، أو دورات قصيرة المدى لكنه لا يُعترَف به رسميًا في إطار منهج أو خِطَّة دراسية. البرامج التي تضعها منظمات المجتمع المدني على سبيل المثال، يتم نقل المعرفة بوعي وتعمد ومنهجية لتلبية احتياجات المجموعة المحددة ويستلزم المرونة في تصميم المنهج وأسلوب تقديمه وخطة التقييم لأثر العملية.[3]
مدارس التعلم
ممارسة التعلُّم في أضف
ننطلق من مبدأ إدراك إن الجيل الرقمي [4] (مواليد ١٩٩٥ وما فوق) يشترك في لغة وممارسة معرفية واجتماعية مختلفة اختلافا جذريا عن الأجيال التي تسبقه. نستخدم إذا هذه اللغة والممارسة بنفسها كخطوة أولى في بناء عَلاقة تعلم.
نتبنى التعلم القائم على التجربة والممارسة والتطبيق والتعرض لمصادر المعرفة والأدوات المختلفة المتاحة والاختيار بينها، ولا تخضع عملية التعلم على مقاييس الصواب والخطأ بل مراجعة الاستنتاج للتجارب السابقة، ونشجع الاستقلالية في التعلم، ونهتم بتهيئة جو الاختلاف والتنوع كوسيلة للتعلم.
ونؤمن في عملنا بأن كل إنسان يتمتع بمعرفة نتيجة لخبراته في الحياة وتفاعله معها. فالمعرفة ليست مقتصرة على التعليم النظامي او الأكاديمي المتعارف عليه، وإنما تحتاج إلى أن يخوض الإنسان تجارب حياته مدركاً كيف يتعلم منها وماذا يتعلم منها. وهكذا يبني الإنسان ثقته في معرفته، ويتعلم كيف أن يدركها ويكتشفها في من حوله ويبني عليها، كما ينمي ثقته في قدرته على إنتاج المعرفة ومشاركتها مع الآخرين.
نؤمن أيضاً بالحق في المعرفة، وفي ضرورة أن تكون حرة ومتاحة وغير محجوبة. وهذا ما يساعد الإنترنت والتكنولوجيا على تحقيقه بشكل كبير. لذلك نشجع المشارك ان يُنتج معرفة عربية رقمية حرة داخل سياق الثقافة العربية باحترام تنوعها، وباختيار نقدي للأدوات التي يستخدمها.
من المفهوم للرؤية التربوية
نؤمن بالتشاركية في التعلم خلال العمل مع أشخاص بقدرات متنوعة من خلفيات مختلفة، وتطوير آليات العيش والعمل المشترك من قبل افراد المجموعة، وتقسيم ومشاركة الموارد المتاحة داخل المجموعة. وقد تكون العبارة التي تصف رؤيتنا للتعلم ببساطة هي أن ما نسمعه ننساه، وما نسمعه ونراه نتذكره قليلاً، أما ما نمارسه فنتذكره جيداً، وما نمارسه ونعلّمه فنتقنه.
وفي كل الحالات، تبقى المعرفة مربوطة بالإطار القيمي الذي يعطيها المعنى، لذا فإننا نهتم أولاً ببلورة و تدعيم الاتجاهات والقيم، وبتنمية المهارات والأدوات الفكرية، كونهما الإطار الأساسي الذي يحيط بالمعرفة ويُمّكن من تقييمها واستخدامها، ويساعد على إنتاجها وتطويرها بمعنى إننا نأخذ بعين الاعتبار بتربية الاتجاهات والقيم، ومن ثم المهارات، ومن ثم المعرفة.
حيث ان التربية في الأساس هي عِلاقة تنشأ بين طرفين وتؤثر على كليهما بشكل فيه نمو وتعلم، تقوم العِلاقة على الاحترام المتبادل والاهتمام المشترك والشغف تجاه عملية التعلم والاستكشاف، حيث لا تتأثر العِلاقة بعامل السن أو بالأقدمية، وتتجه تدريجياً نحو صيغة الاتفاق العضوي الضمني.
من الرؤية التربوية لعملية تعلٌّم
الرؤية التربوية تعكس ممارسات عملية التعلم في برامج أضف من خلال الأطار المحدد للبرنامج الذي يوضح اسباب وجود البرنامج واهدافة العامة والفرعية والفئة المستهدفة ومحددات الزمكان
مقاربات التعلُّم
هي نظرية عامة تتكون من مجموعة من المفاهيم التوجيهية التي تحتاج إلى تَرْجَمَة إلى خطوات إجرائية بواسطة منهجية محددة
التعلم المتمركز حول الشخص
- المحتوى ذو صلة ومعنى بالنسبة للمتعلم، نهتم باشتباك وتفاعل المتعلم مع المحتوى.
- نأخذ في الاعتبار المعارف السابقة لدي المشارك مع افتراض انها قليلة، ونقدم محتويات تناسب المستويات المتعددة.
- نأقلم ونعدل في المحتوى بناء على تفاعل المشاركين.
- نترك مساحات لاختيار المشارك ما يريد العمل عليه (مشروع).
- نضع المتعلم في مركز عملية التعلم ونرى أن تجربة التيسير هي أيضاً تجربة تعلم فيصبح التعلم عَلاقة بها أخذ وعطاء.
- التعلم هو مسؤولية مشتركة بين الميسر والمتعلم يستطيع كل منهما إلهام الطرف الأخر وإخراج أفضل ما لديهم.
- تقديم محتوى يناسب المستويات المتعددة والذكائات المختلفة.
التعلم القائم على عملية التعلم
- يهتم بالرحلة أكثر من نقطة الوصول.
- للمتعلمين تحكم أكبر على تعلمهم.
- هناك مرونة أكبر لتغير مسار التعلم.
- خبرة التعلم تتمحور حول التجربة بدلا من النتيجة النهائية.
- التجربة والاكتشاف جزء من الخبرة.
- لغة الميسر وموقفه تجاه الخطأ لها تأثير كبير على مسار التعلم.
التعلم التشاركي
التعلم التشاركي هو دمج مجموعات من المتعلمين يعملون معًا لحل مشكلة/إكمال مهمة/إنشاء منتج.
- يحدث التعلم في ثنائيات أو في مجموعات أكبر خلال الاشتراك في نفس النشاط أو اللعبة.
- يساهم التعلم التشاركي في تنمية مهارات التواصل، والتعرض لوجهات نظر متنوعة.
- يساهم في تطوير مهارات تنظيم جماعي مثل تنظيم الأدوار واقتراح مبادرات واتخاذ مسؤوليات وأيضا مشاركة المعرفة واتخاذ قرارات جماعية.
- يضيف/يزيد من شغف وحماس لدى المشاركين.
- يكتسب الفتية مهارات للتعامل مع الديناميات المتنوعة داخل المجموعات ولاسيما التعامل مع ديناميات السلطة والقوى في المجموعة.
- يختبر الفتية خبرة العيش المشترك والمساهمة في الحياة الجماعية.
التعلم الحواري
- التعلم الحواري هو التعلم الذي يحدث بواسطة الحوار، آي إن نتيجة الحوار يقدم فيه أشخاص مختلفون حجج منطقية تستند إلى صحة المنطق، وليس إلى نفوذ السلطة.
- علم التربية الحوارية هي نظرية وممارسة التدريس، التي يكون فيها الحوار محوريًا حيث يرتبط المعلمون والطلاب بعلاقة متساوية ويستمعون إلى وجهات نظر متعددة.
هناك عدد من صيغ التدريس، التي تم الاعتراف بها على أنها "حوار" مثل؛
- التفاعل ويتضمن الحوار نسبة عالية من التحدث بين الطلاب، والمعلمين، أي بتبادلات تفاعلية.
- إجابة سؤال ويشمل الحوار إما مدرسًا يطرح أسئلة على الطلاب ويحصل على إجابات من الطلاب أو الطلاب يطرحون أسئلة ويحصلون على إجابات من المعلم أو من هذا وذاك.
- المحادثة تم تصميم الحوار التعليمي على غرار المحادثات اليومية العادية الدنيوية.
- دون سلطة يحدث التوجيه الحواري بين نظراء متساوين لأن السلطة تشوه عمليات الحوار.
التعلم من أجل المشاركة المجتمعية
- نسعى إلى تمكين المتعلّمين من كافة الأعمار لفهم أعمق لواقعهم سواء المحلي أو العالمي وللعب أدوار فعالة فيه.
- في مجتمعاتنا المعاصرة، تتأثر الحياة بشدة بالتكنولوجيا وبالإعلام المفتوح ومن هنا نهتم بالتربية الإعلامية التي تهدف إلى "فهم أفضل لوسائل الإعلام ووظيفتها الاجتماعية ودورها وفهم نقدي لمضمونها ومحتواها".
- نؤمن بأن وعي المشارك بالسياق الاجتماعي والاقتصادي لواقعه وكذلك إدراكه بما يميز هويته جزء مهم من مسيرة التعلم.
- نهتم باكتساب المشارك أدوات للتعبير الرقمي حيث يمكن ان يستخدمها في السياقات التي تهمه.
- لا نعزز ولا نشجع المشارك على لعب دور اجتماعي معين، وإنما على اكتشاف دوره الأنسب والأليق له في مجتمعه وسياقه.
تعدد وتداخل التخصصات
- كل المعارف مترابطة ومتداخلة في تطبيقاتها.
- هناك تقاطعات بين جميع المجالات.
- هذا التعلم يولد فهمًا للموضوعات والأفكار التي تتقاطع مع التخصصات وعلاقتها بالعالم الحقيقي.
- يُنظم التعلم حول بناء المعنى في سياق مشكلات أو موضوعات العالم الحقيقي.
- دمج الفنون والتكنولوجيا كأدوات تساعد على للتعبير.
- التعرض لمهارات مختلفة ومتنوعة في مجالات الفنون والتكنولوجيا.
تطوير منهج
تطوير المناهج هي عملية تفكير وبلورة ومراجعة مستمرة لغرض المنهج حيث يتكون المنهج من شقين الاول هو الأهداف القيمية المستهدف الاشتباك معها والثاني هو الموضوعات والمهارات والافكار، يستهدف تطوير اي منهج تقديم معرفة متكاملة سواء نظرية او مهارية، تعد الجلسة هي وحدة بناء المنهج معرفيا ومهاريا ويصمم المنهج بحيث يتيح تحصيل المعارف و القدرات و الأهداف التربوية من خلال جلساته وبشكل تراكمي للمعلومات، يتكون المنهج من مجموعة من الأنشطة الأساسية وهم؛
عرض/محاضرة؛ هو نشاط يقدم من فرد (المدرب/الميسر) و يستقبله المجموعة (المشاركين/المتدربين). يقصد بها عندما يتم عرض محتوى ما: قد يكون الميسر / المدرب يشرح شيئاً أو مقطعا من فيلم أو أي نوع عرض اخر.
تدريب؛ هو نشاط يقوم به كل المشاركين تحت إرشاد المدرب و توجيهه، و متابعته لهم.
لعبة؛ هو نشاط جماعي يعتمد على تساوى كافة المشاركين و تهدف لادماج المشاركين مع الميسر في تجربة عملية تتيح التعلم الذاتي/الإدراك.
مشروع؛ في هذا النشاط يعمل المشاركون وحدهم و دون متابعة مباشرة على "عمل" من إنتاجهم.
تطوير ورشة
تطوير نشاط
أنشطة حسب النوع
نوع النشاط | وصف |
---|---|
معرفي | يهدف هذا النوع من الأنشطة الي الأشتباك مع المفاهيم والمجردات التي تمهد لممارسة واعية. |
مهارية | النشاط المهاري يهدف الي إكساب المشارك المهارات العملية المطلوبة لإنجاز المهمة/المشروع/المنتج. |
أنشطة حسب المجال
تصنيف النشاط | الأهداف |
---|---|
السرد | إكتساب مهارات بناء القصة والحكي وفهم عناصر تكوين القصة. |
صناع | إكتساب مهارات العمل الحرفي سواء نجارة، حدادة، لحام…ألأخ. |
فيديو | إكتساب المهارات المتعلقة بالتصوير والمونتاج والأضائة وتسجيل الصوت ليتمكن المشارك من إنتاج فيديو أو فيلم. |
الصوت والموسيقى | إكتساب مهارات الإنتاج الرقمي للموسيقى وتعديل وتحسين الصوت - المكساج - وفهم حركة الأصوات ونظريات الإيقاع. |
تقنية | إكتساب مهارات التفكير الحوسبي وفهم منطق الخوارزميات والتعرض للغات برمجة مختلفة وفهم منطق تكوين الشبكات. |
سلوكية | تهدف إلى الاشتباك مع المهارات الأجتماعية للمشاركين وكسر الجليد بينهم وبين المدربيين، |
قرائات
مراجع
- ↑ مقالة التعلم الرسمي على ويكيبيديا العربية.
- ↑ مقالة التعلم الغير رسمي على ويكيبيديا العربية.
- ↑ مقالة التعلم الغير نظامي على ويكيبيديا العربية.
- ↑ الجيل الرقمي؛VALUES EDUCATION PEDAGOGY FOR Z LEARNERS https://www.dlsud.edu.ph/coed/ncvre/docs/2019/DrChesterRelleve-PEDAGOGYGENZ.pdf