تقرير زيارة محمود عاطف إلى جزيرة فاضل - مايو 2013
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
مقدّمة:
جزيرة فاضل، قرية فلسطينية على أرض مصرية. تقع القرية في نطاق مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية. القرية نزح إليها مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين بعد نكبة 48 وكانوا وقتها 20 فردًا.
صاروا الآن حوالي 4000 فرد. السفارة الفلسطينية علمت بشأن القرية فقط من 8 شهور وكل ما فعلته كان عبارة عن معونات ضعيفة جدا تتمثّل في 50 جنيها للمحتاجين.
دعا لزيارة القرية وتسليط الضوء على معاناتها الناشطان الفلسطيني المقيم بالقاهرة/ أحمد البيقاوي والمصري/ عبد الرحمن منصور، بعد زيارة سابقة قاما بها وزاملهما فيها ثلاثة أفراد من أصدقائهما الناشطين.
تفاصيل الزيارة:
- ميعاد الزيارة: الجمعة 17 مايو 2013
- عدد المشاركين في الزيارة: حوالي 80 فرد تتنوع اهتماماتهم وتخصصاتهم بين مجلات عدة، منها التصوير الصحفي والعمل مع الأطفال والطب.
مشاهدات وملاحظات ومعلومات:
- القرية تبعد عن الطريق الرئيسي "الأسفلت" حوالي 300 متر. الطريق إليها ترابي وضيق. القرية محاطة بسور كبير أنشأه أصحاب الحيازات المجاورة للقرية لكن هذه الأسوار استدعت إلى ذهني معسكرات الاعتقال النازية "أوشفيتز".
- معظم بيوت القرية من الطوب اللبن، والمبني منها من الطوب الأحمر عاري من أي طلاء تقريبا، اللهمّ إلا مضيفة القرية والتي تُقعد بها أي احتفاليات أو تجمّعات أ/ مصالحات ودّية.
- على ذكر المصالحات الودّية، القرية أخْفت هويّتها الفلسطينية في عهد السادات تحديدا بسبب من انقطاع العلاقات المصرية العربية بُعيْد توقيع اتفاقية السلام وذهاب السادات للقدس، لذلك الشرطة لا تدخل هذه القرية تقريبا، وكل المشاكل يتم حلّها ودّيا، لدرجة أن بعض أبناء القرى المجاورة يأتون لجزيرة فاضل لحل مشاكلهم بعد أخذ رأي كبرائها.
- لأن القرية غير مدرجة ضمن القرى المصرية، لا توجد وحدة صحية ولا مدرسة من أي نوع. لا رعاية صحية ولا تعليم. الأمراض منتشرة بشكل كبير وأهل القرية تعايشوا معها. معظم الأطفال يسيرون في الشوارع حفاة بملابس رثّة.
- نسبة التعليم ضعيفة جدا، فمن بين 1000 طفل/ة تقريبا في القرية، لا يدرس منها في مدارس القرى المجاورة سوى 100 طفل.
- النشاط الرئيسي الذي يعمل به أهل القرية هو جمع الزبالة وفصلها، كعمل حي الزبالين في القاهرة، لكن يسيطر على هذه التجارة قلة قليلة جدا من سكان القرية، لدرجة أنه يمكن التعرف عليهم من خلال منازلهم المبنية بالطوب الأحمر والتي تتعدى الطابقين والثلاثة. والغالبية العظمى من أبناء القرية أشبه بعمّال يومية.
- نظرا لقلة الوعي داخل القرية بسبب نسبة التعليم المتدنّية جدا، هناك سيطرة لشخص يُدعى أبو الفاضل (حاصل على دبلوم فني) هو الوحيد الذي يتواصل مع السفارة وله سيطرة نفسية على أهل القرية، لذلك كانت واحدة من أهم نتائج هذه الزيارة هي سحب البساط من تحت أرجله، ووصل أهل القرية بناشطين مختلفين كل ما يعنيهم هو مصلحة أهل القرية.وهو ما أكده الناشط أحمد البيقاوي الداعي للزيارة مرارا في كلمته لأهل القرية.
- لا توجد وحدة صحية بالقرية، ومديرية الصحة لكي تقوم بإنشاء وحدة صحية طلبت من أهل القرية التبرع بـ 3 قراريط أرض مسجلة، وحيث أن المساحات بالقرية محدودة جدا قرر أهل القرية- هكذا ادّعى أبو الفاضل ووافقه الكبار من أهل القرية- أنه لا داعي لوجود وحدة صحية داخل القرية وأنه يكفي الذهاب لأقرب وحدة صحية بالقرى المجاورة.
- الدولة المصرية كانت تصرف للأرامل واليتامي والمحتاجين من اللاجئين مرتبا شهريا قدره 250 جنيها مصريا. تم إلغاء هذا المعاش في نهايات عهد حسني مبارك لكن تنفيذ هذا القرار بقي معلّقا حتى تم تنفيذه وقت حكم المجلس العسكري وظل ساريا فترة حكم محمد مرسي.
- الأطفال تقريبا لا يعرفون شيئا عن فلسطين. مفردات الحياة الاجتماعية هناك مصرية إلا قليلا. يتكلم معظم أهل القرية- فيما عدا الطاعنين في السن- اللهجة المصرية السائدة في المنطقة.
- لم يطأ أرض القرية أحد من خارجها تقريبا منذ أن سكنوها في العام 48.