جمعية مشهد الثقافية
دَعّم برنامج أضف أنتم جمعية مشهد و مقرها مدينة قفصة في الجنوب الغربي للبلاد التونسية وهي تطرح رؤية بديلة لفضاء يحقق للجميع شروطا حياتية على أرض الواقع، لا تنحدر بالمواطن إلى مستوى التهميش بل تسعى إلى تحريره عبر التأسيس لعلاقات مواطنة "أفقية" و"متكافئة"، من اجل بناء صرح مجتمعي متساوِ وعادل تنمو فيه عملية التخطيط الجماعي و التعاون والتعاضد، والعمل على احترام معارف وقدرات الجميع.
هذه المقاربة التشاركية تتضمن الطرق والأساليب التي تساعد المواطنين على التدبير الذاتي بحصولهم على الثقة في النفس وعلى الفهم والشعور بامتلاك مشاريع التنمية التي ستحدث تغييرات دائمة اعتمادا على القدرات الذاتية والموارد المحلية من أجل إنجاح الحلول المقترحة.
تهدف "مشهد" إلى:
- تدعيم ثقافة التشارك و حرية تبادل وإنتاج المعرفة في المجتمع وجعلها جزءاَ من الهوية الجديدة للمواطن؛ من اجل تمكينه من التعبير بحرية بشكل مبدع باستخدام المتاح الفني و الثقافي.
- بناء أطر تنظيمية قادرة على المزاوجة بين التشاركية و الإبداع من جهة أولى، والتنمية الثقافية من جهة ثانية، وتعظيم الإحساس بالقيمة الفنية والثقافية المحلية.
- تنمية قدرات الشباب و استقطاب الفاعلين منهم، مع تدعيم تجاربهم، ومناقشة آرائهم، وربط جسور التواصل بينهم وبين كل مكونات الفعل التنموي في الداخل و الخارج، بأفراده ومنظماته.
- إيجاد بدائل تنموية تسمح بإعادة استخدام المتاح في المجال الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي للمساعدة على تجاوز الأزمات.
- تدعيم الإعلام الشعبي والحث على خلق أطر بديلة للتواصل.
- تدريب المواطن على إدارة المشاريع التشاركية.
- العمل على الهامش الثقافي بكل الوسائل التعبيرية الفنية المتاحة و الحلم ببناء قرية أو مدينة التعبير الفني الرقمي المواطني البديل لأولئك المهمشين و المشردين الغير المعترف بهم و بما يكتنزونه من قدرات لا حصر لها.
- إنشاء مركز للفنون التعبيرية البديلة يحتوي على أساسيات العمل من استوديو للتسجيل الصوتي واستوديو للتصوير الفوتوغرافي و قاعة للإنترنت. يكون موجهة للشباب المغرم والمهتم بالفن الرقمي و بالفنون الأخرى خاصة منها فنون الشارع من رسوم جدارية ومسرح وغناء وموسيقى و التي تدخل ضمن أشكال التعبير المستخدمة في الفن الرقمي البديل. كذلك تواجد المركز بالحي الشعبي الأكبر بمدينة قفصة و الذي سيكون بوابة لربط الفن بواقعه وتوقيع عقد المصالحة والتعمق بين المهمشين والممنوعون من التنوين.
- هدف المشروع هو أن يمسّ اكبر شريحة ممكنة من الشباب سواء كان من التلاميذ أو الطلبة او المهمشين أو العاطلين عن العمل وتدعيم وتعميق اهتماماتهم الفنية و زرع عقلية التنظم الذاتي واستعمال المتاح في التعبير الفني.
- زرع الطمأنينة بين شباب الحي المفقر و المركز من خلال تدريبهم وتعليمهم و تمكينهم من حق التعامل و التواجد في المركز و التعامل مع محتوياته دون أي مانع أو حاجز.
- إعطاء الفرصة لهؤلاء الشباب للتمتع بمركز ثقافي وفني ينطلق من واقعهم و يعبر عنهم و يمنحهم فرصة الإبداع و التشارك مع الآخرين في الإبداع.
- العمل على تركيز مهرجان جهوي سنوي يجمع مختلف الإبداعات الشبابية ويخرجها للناس.
- إعادة الاعتبار لمدينة قفصة التي كانت في سنوات الماضي بوابة للإبداع والثقافة
- تمكين كل سكان الجنوب و المدن القريبة من المركز الفني لتتاح لهم فرصة الإبداع والخلق.
- كسر المركزية التي تغلب على البلاد التونسية حيث أصبحت تونس العاصمة تستقطب كل شيء.
تجربة مركز ممكن مع أضف
تعتبر التجربة فريدة من نوعها في مدينة قفصة و في تونس عموما و هي خلق مساحة ثقافية للشابات و الشبان للابداع للترفيه و لانتاج اعمال ثقافية ذات ابعاد و قيم تناهض العنصرية و العنف و الفئوية و تمجّد الانسان و التشارك و الاختلاف و التعبير الحرّ. داخل المساحة الثقافية اصبح الشاب او الشابة فاعلا و فاعلة مسؤولا ومسؤولة وحرّا وحرة و اصبح سيّد و سيدة الفضاء و مالكه ومالكته و المشرف و المشرفة عليه . كبرت احلام فريق جمعية مشهد و اصبح الامل في بناء فسحة امل للشباب عبر العمل على تطوير مركز ممكن للفنون و التعبير الرقمي و الاضافة له لتزيد سعة استقطابه للفئات الشريكة.
ملاحظة: من خلال التجربة تمكنا من تطوير مفاهيم العمل في المجتمع المدني التونسي و انتقلنا من مفردة : الفئات المستهدفة الى الفئات المستفيدة و الان اصبحنا نقولها بكل فخر و ثقة في النفس : الفئات الشريكة او الشركاء.
يرتاد مركز ممكن للفنون و التعبير الرقمي اكثر من ثلاثون شابا و شابة و يتوزعون كالاتي :
- مابين 7 و 10 فنانين راب تتراوح اعمارهم مابين 17 سنة و 25 سنة يتقاسمون الموسيقى و تاريخها و انواعها و يتشاركون في تدريب بعضهم البعض.
- ما بين 5 و 8 يهتمون بصحافة المواطنة و المدونات و الامان الرقمي و المشاع الابداعي و البرمجيات مفتوحة المصدر ، و قد افرزت هذه المجموعة مدربا فيما بينها ، تم اكتشاف موهبته خاصة في الامان الرقمي وتوجيهه و تطوير تقنيات التواصل لديه بعد ان كان خجولا منزويا لا يشارك الاخر لا ميولاته و لا افكاره و لا اهتماماته و لا خبراته و هذا بالنسبة لجمعية مشهد او لمركز ممكن لفنون و التعبير الرقمي يعتبر مؤشر نجاح مهم جدا.
- حوالي العشرة شابات و شبان يهتمون بالسينما و الافلام الوثائقية وقد تجاوزوا تطوير المهارات و القدرات بفضل مدربين ممتازين الى العمل الميداني بعد ان تمكنوا من بناء افكار و سيناريوهات مهمة و نموذجية من حيث القضايا التي تطرحها و التي تتلخص عموما في مشاغل و مشاكل الشابة او الشاب في مدينة قفصة التي تنعدم فيها فضاءات الترفيه و الفقر و البطالة و التلوث.
من اهم ما تمكنت جمعية مشهد من انجازه هو بناء ستوديو للتسجيل الصوتي تكاليفه زهيدة جدا ان لم نقل منعدمة تماما و قد زاره العديد من نشطاء الجمعيات و المثقفين من تونس و خارجها و عبّروا عن نقل التجربة و تكرارها في اماكن اخرى . و اخيرا تم توجيه الدعوة الى فناني الراب الناشطين في مركز ممكن للفنون و التعبير الرقمي ، للمشاركة في ورشة عالمية للشباب يؤطرها خبرات من العالم و التي انعقدت بمدينة الحمامات في منتصف شهر مارس من هذه السنة.
من النجاحات التي شهدتها تجربتنا هي انجاز موقع انترنات سيكون قاعدة بيانات للانتاجات الفنية و الثقفافية للشباب و للشابات.
اسهمت هاته التجربة في نقلة نوعية لنا في المستوى المهني و خاصة اثر زيارتنا لمقر اضف في مصر لمرات عدة وهو التأثر بطريقه عملها و تسييرها فاصبحنا لا نشرف على جمعيتنا او مشروع ممكن بل نتشارك فيه مع الاخرين فهو ملك لهم و ملك لنا و هو العائلة التي تحتضن الجميع و ذلك من اجل نشأة جيل قادر على الابداع و التعبير الحر و انتاج معارفه و التشارك فيها مع الاخرين.
لا يمكن ان نرى علاقتنا المستقبلية مع اضف الا علاقة عمل و تشارك و تبادل للخبرات فعلاقتنا تجاوزت الزمن لتصبح ازلية فنحن نعتبر انفسنا جزء لا نتجزّأ من عائلة اضف. كانت التجربة مع مؤسسة التعبير الرقمي العربي مميزة جدا من النواحي التالية :
- التعاون و المساعدة و تقديم النصائح من فريقها الاداري حتى اننا اصبحنا لسنا مجرد شركاء بل ارتقى ذلك الى مستوى الاحساس بالمسؤولية كطرف اساسي في المؤسسة .
- الثقة المهمة التي منحونا اياها و التي تزيد من الاحساس بالمسؤولية .
- اهمية الارشيف الذي يتشاركون فيه مع كل الناس عبر موقعهم على الانترنات و الذي اعاننا كثيرا.
- التعاون مع شركائهم الاخرين و التنسيق و التشبيك معهم و على سبيل المثال كون المخرج احمد عبد الله مكننا من فيلمه الاول " مكروفون لعرضه بمدينة قفصة " و مكننا من فيله الثاني " فرش و غطاء " و قد تم التنسيق مع السيدة رنوة التي لم تدخر جهدا في اعانتنا و توجيهنا
- اهمية الدعم المالي الذي كان فسحة امل اخرى لشباب الاحياء الشعبية بمدينة قفصة اذ تمكنا بواسطته من تأثيث مساحة ثقافية تدرّب و تؤطر و تشارك الشاب اهتماماته و ميولاته و ابداعاته .
- سهولة التواصل مع المشرفين على المشروع من العاملين في مؤسسة التعبير الرقمي العربي.