حوار تمهيدي مع لينا عطا الله حول معسكرات الإعلام الحر نوفمبر 2013
إحنا بنبقى عارفين واحنا بنشتبك بالمؤسسات التقليدية إن احنا عندنا تاريخ صلاحية.. بس المهم إن احنا نحرص إن لما تاريخ الصلاحية يبقى عندنا "البراند" بتاعنا.. اللي بيرتبط في الغالب في سمعة فريق العمل.. زي تجربة باسم يوسف وتجربة egypt independent.. ساعتها بنقدر نخرج من التجربة كسبانين وبيبقى أسهل نعمل المشروع بتاعنا.
أنا ببني "مدى" مش علشان بحب أبني مؤسسات.. لو علي.. أحب أشتغل في مؤسسة تتيحلي كتابة ما أريد.. لكن بعمل كده دلوقت علشان مفيش حل تاني.
رأيي إن لعب الصحافة التقليدية دور العلاقات العامة للجيش والاحتفاء بالفاشية مؤقت.. وستعود مرة أخرى لما كانت عليه في إطار يحكمه علاقات رجال الاعمال مع النظام.
أنا غير مهتمة بثنائية إعلام مؤسسي وإعلام بديل.. قضيتي ترسيخ ممارسات بديلة في إطار مؤسسي.. ممكن يكون طبعا الأشخاص اللي بيتحركوا في دواير غير مؤسسية مصدر إلهام للممارسات الصحفية البديلة.
لو مهتمة بإنتاج سرد ينتشر على نطاق واسع.. لو عاوزة أحتل جزء معتبر من المساحة التي تؤثر على الرأي العام برسالة موازية.. فلابد من المراهنة على الإعلام المؤسسي.
مشكلة الإعلام البديل إنه مدفوع أيدولوجيا ولا يضع اعتبار للمهنية ولا يضمن الاستدامة. لو مهتمة بالاستدامة يبقى لازم اشوف خطر في الإعلام المعتمد على الأفراد؛ الشخص المهتم بمتابعة قضية وتغطيتها، ممكن يبطل يعمل كده، ممكن يزهق، ممكن يرتبك، ممكن يحبط..
ومشكلة النشطاء لما بيقوموا بدور صحفي، بيتماهوا مع القضية اللي بيغطوها، وده مش بس مش مفيد على مستوى الإعلام، لكن كمان مش بيخدم القضية، اللي زي ما هي محتاجة تشجيع، محتاجة عين ناقدة من برة تشاور على نقاط النقص والعيوب، علشان تقدر تطور.
لما بخضع الإنتاج الصحفي لشروط العمل، بضمن الاستدامة، في إطار مؤسسي لا يتحدى قيمنا، ويتبنى علاقات عمل مغايرة ويشجع على ثقافة الاستثمار الأهلي، طبعا تعتمد على مستثمرين تقدميين، تعيش ربحها الخاص، وتتبنى نمط للملكية بديل فلا تعتمد على شيك مقدم من شخص واحد.
ممكن طبعا إن هذا النوع من المؤسسات يستهدف توظيف أفراد قادمة من العالم البديل للصحافة. وسواء هؤلاء أو الصحفيين المهنيين الشباب في حاجة شديدة للتدريب على: تضخيم صوتهم amplified their voice، ثقافة البحث، اختيار الموضوع، سبب الاختيار، التعامل مع المصادر، الرجوع للتاريخ و بناء نمط للإرشاد Mentorship...
واحنا كمان بنفكر في هذه العملية لازم مننساش الناس الأحرار الللي لسه داخل المؤسسات التقليدية.. نسمع مشاكلهم.. ونشوف طريقة لدعمهم.. وطبعا الأمل إن المحاولات المؤسسية اللي لسه بتحبو تكبر وتكثر بحيث إنها تستوعبهم.. بس لازم نعرف إننا لسه في البداية ومنعرفش هتنجح وهتستمر وهتأثر ولا لأ.. على الأقل ده إحساسي بمدى مصر.. في حين تجارب تانية زي مصرين مثلا اختارت إنها تبقى في الهامش مش في المتن.
التركيز مع الأطراف شديد الأهمية.. لا نلتفت إليها إلا عند حدوث أزمه، ساعتها بيهتم صحفي من المركز بتغطية الموضوع، لكن لو قام بهذه المهمة حد من أبناء المجتمع، التغطية هتبقى أقرب للواقع، وطبعا الموضوعات اللي هتتغطى هتكتر، وهيبقى تحديد أهميتها مرهون بتقدير أبناء المجتمع نفسه ومصلحتهم، وليس مرهونا بوجهة نظر أبناء العاصمة فيما هو مهم وما هو أقل أهمية.