سطر 4: |
سطر 4: |
| | | |
| | | |
− | فإذا اعتبرنا أن "الإعلام الحر" هو كل محاولة لمقاومة هذه الهيمنة، من خلال تمكين الناس العاديين من التعبير عن أنفسهم بحرية وباستقلال عن توجهات الأنظمة والفئات المسيطرة؛ لو اعتبرنا انه يشمل كل وسيلة تعبير حر، يستخدمها فرد أو مجموعة من الأفراد، لطرح رسالة ما، تخصه أو تخصهم، على الرأي العام؛ لوجدنا أن محاولات ومبادرات الإعلام الحر لم تتوقف ولا للحظة واحدة من لحظات التاريخ؛ ففي اللحظة التي كان ينقش فيها الفراعين التاريخ من وجهة نظرهم على أعمدة المعابد والمسلات، إستطاع الفلاح الفصيح أن يطرح رؤيته الخاصة من خلال رسائله. | + | فإذا اعتبرنا أن "الإعلام الحر" هو كل محاولة لمقاومة هذه الهيمنة، من خلال تمكين الناس العاديين من التعبير عن أنفسهم بحرية وباستقلال عن توجهات الأنظمة والفئات المسيطرة؛ لو اعتبرنا انه يشمل كل وسيلة تعبير حر، يستخدمها فرد أو مجموعة من الأفراد، لطرح رسالة ما، تخصه أو تخصهم، على الرأي العام؛ لوجدنا أن محاولات ومبادرات الإعلام الحر لم تتوقف ولا للحظة واحدة من لحظات التاريخ؛ ففي اللحظة التي كان ينقش فيها الفراعين التاريخ -من وجهة نظرهم- على أعمدة المعابد والمسلات، إستطاع الفلاح الفصيح أن يطرح رؤيته الخاصة من خلال رسائله. |
| | | |
| | | |
− | ولكن إذا ركزنا على العشر سنوات الماضية في مصر، لوجدنا أن موجات صعود وهبوط هذا النوع من الإعلام ارتبطت بخطوات الحركة المعارضة الأشمل. فلقد نشأ هذا النوع من الإعلام على أساس وفي كنف أزمات عصر مبارك والتشققات التي طالت سلطته وهيمنته الكاملة. وأخد مسارات متعددة، كان واحدا منها عضويا بامتياز بمعنى كسر احتكار الصوت، وهو تليفزيون الحارة، الذي ظهر في المجتمعات المغلقة والعشوائية. كما بدأ مسارا آخر في ظل توازنات النظام القديم، داخل مؤسسات أنشأها رجال أعمال كبار مثل قناة دريم الفضائية وجريدة المصري اليوم ثم قناة أون تي في وجريدة الشروق. فلم تفرض الحركة المعارضة بصخبها على وسائل الإعلام هذه، تغطية فاعلياتها فقط، بل تمكنت أيضا من نقل خطابها عبرها، عن طريق رموزها الذين تحولوا بالتدريج لمصادر وضيوف دائمين لهذه المنصات الإعلامية. | + | ولكن إذا ركزنا على العشر سنوات الماضية في مصر، لوجدنا أن موجات صعود وهبوط هذا النوع من الإعلام ارتبطت بخطوات الحركة المعارضة الأشمل. فلقد نشأ هذا النوع من الإعلام على أساس وفي كنف أزمات عصر مبارك والتشققات التي طالت سلطته وهيمنته الكاملة. وأخد مسارات متعددة، كان واحدا منها عضويا بامتياز بمعنى كسر احتكار الصوت، وهو تليفزيون الحارة، الذي ظهر في المجتمعات المغلقة والعشوائية. كما بدأ مسارا آخر في ظل توازنات النظام القديم، داخل مؤسسات أنشأها رجال أعمال كبار مثل قناة دريم الفضائية وجريدة المصري اليوم ثم قناة أون تي في وجريدة الشروق. حيث لم تفرض الحركة المعارضة بصخبها على وسائل الإعلام تلك، تغطية فاعلياتها فقط، بل تمكنت أيضا من نقل خطابها عبرها، عن طريق رموزها الذين تحولوا بالتدريج لمصادر وضيوف دائمين لهذه المنصات الإعلامية. |
| | | |
| | | |
سطر 13: |
سطر 13: |
| | | |
| | | |
− | كما دفعت الثورة في لحظات انتصارها، كثير من أعدائها، لمحاولة ربط أنفسهم بها بأي طريقة، للمحافظة على مصالحهم المضادة لها، وهكذا ملأ شباب الثورة الطاهر الشاشات، ولم يشذ عن هذا الركب غير المؤسسات النظامية الغارقة في العفن. | + | كما دفعت الثورة في لحظات انتصارها، كثير من أعدائها، لمحاولة ربط أنفسهم بها بأي طريقة، للمحافظة على مصالحهم المضادة لها، وهكذا ملأ "شباب الثورة الطاهر" الشاشات، ولم يشذ عن هذا الركب غير المؤسسات النظامية الغارقة في العفن. |
− | | + | بنظرة جدلية عميقة، سنجد أن "الصوت الحر"، إن جاز التعبير، نجح خلال هذه الفترة في التأثير على أجندة وسائل الإعلام الحكومية والخاصة وتمكن من نقل خطابه عبرها، وإن كان بالطبع أعاد صياغة هذا الخطاب بما يتناسب مع هذه المنابر، كما أن "المتحكمين في الأمور"، استغلوا الشعبية التي كان يحظى بها أصحاب "الاصوات الحرة"، لتسريب، أو على الأقل، تحييد بعض المفاهيم المعادية. |
− | | |
− | بنظرة جدلية عميقة، سنجد أن "الصوت الحر"، إن جاز التعبير، نجح خلال هذه الفترة في التأثير على أجندة وسائل الإعلام الحكومية والخاصة وتمكن من نقل خطابه عبرها، وإن كان بالطبع أعاد صياغة هذا الخطاب بما يتناسب مع هذه المنابر، كما أن "المتحكمين في الأمور"، استغلوا الشعبية التي كان يحظى بها أصحاب "الاصوات الحرة"، لتسريب، أو على الأقل، تحييد بعض المفاهيم المعادية. | |
| | | |
| | | |