سطر 4: |
سطر 4: |
| | | |
| | | |
− | فإذا اعتبرنا أن "الإعلام الحر" هو كل محاولة لمقاومة هذه الهيمنة، من خلال تمكين الناس العاديين من التعبير عن أنفسهم بحرية وباستقلال عن توجهات الأنظمة والفئات المسيطرة؛ لو اعتبرنا انه يشمل كل وسيلة تعبير حر، يستخدمها فرد أو مجموعة من الأفراد، لطرح رسالة ما، تخصه أو تخصهم، على الرأي العام؛ لوجدنا أن محاولات ومبادرات الإعلام الحر لم تتوقف ولا للحظة واحدة من لحظات التاريخ؛ ففي اللحظة التي كان ينقش فيها الفراعين التاريخ -من وجهة نظرهم- على أعمدة المعابد والمسلات، إستطاع الفلاح الفصيح أن يطرح رؤيته الخاصة من خلال رسائله. | + | فإذا اعتبرنا أن "الإعلام الحر" هو كل محاولة لمقاومة هذه الهيمنة، من خلال تمكين الناس العاديين من التعبير عن أنفسهم بحرية وباستقلال عن توجهات الأنظمة والفئات المسيطرة؛ لو اعتبرنا إنه يشمل كل وسيلة تعبير حر، يستخدمها فرد أو مجموعة من الأفراد، لطرح رسالة ما، تخصه أو تخصهم، على الرأي العام؛ لوجدنا أن محاولات ومبادرات الإعلام الحر لم تتوقف ولا للحظة واحدة من لحظات التاريخ؛ ففي اللحظة التي كان ينقش فيها الفراعين التاريخ -من وجهة نظرهم- على أعمدة المعابد والمسلات، إستطاع الفلاح الفصيح أن يطرح رؤيته الخاصة من خلال رسائله. |
| | | |
| | | |
سطر 13: |
سطر 13: |
| | | |
| | | |
− | كما دفعت الثورة في لحظات انتصارها، كثير من أعدائها، لمحاولة ربط أنفسهم بها بأي طريقة، للمحافظة على مصالحهم المضادة لها، وهكذا ملأ "شباب الثورة الطاهر" الشاشات، ولم يشذ عن هذا الركب غير المؤسسات النظامية الغارقة في العفن. بنظرة جدلية عميقة، سنجد أن "الصوت الحر"، إن جاز التعبير، نجح خلال هذه الفترة في التأثير على أجندة وسائل الإعلام الحكومية والخاصة وتمكن من نقل خطابه عبرها، وإن كان بالطبع أعاد صياغة هذا الخطاب بما يتناسب مع هذه المنابر، كما أن "المتحكمين في الأمور"، استغلوا الشعبية التي كان يحظى بها أصحاب "الاصوات الحرة"، لتسريب، أو على الأقل، تحييد بعض المفاهيم المعادية. | + | كما دفعت الثورة في لحظات انتصارها، كثير من أعدائها، لمحاولة ربط أنفسهم بها بأي طريقة، للمحافظة على مصالحهم المضادة لها، وهكذا ملأ "شباب الثورة الطاهر" الشاشات، ولم يشذ عن هذا الركب غير المؤسسات النظامية الغارقة في العفن. بنظرة جدلية عميقة، سنجد أن "الصوت الحر"، إن جاز التعبير، نجح خلال هذه الفترة في التأثيرعلى أجندة وسائل الإعلام الحكومية والخاصة وتمكن من نقل خطابه عبرها، وإن كان بالطبع أعاد صياغة هذا الخطاب بما يتناسب مع هذه المنابر، كما أن "المتحكمين في الأمور"، استغلوا الشعبية التي كان يحظى بها أصحاب "الاصوات الحرة"، لتسريب، أو على الأقل، تحييد بعض المفاهيم المعادية. |
| | | |
| | | |
سطر 19: |
سطر 19: |
| | | |
| | | |
− | لم يقتصر مأزق "الأصوات الحرة" على استبعاد منابر الإعلام السائد لها، بل الأكثر فداحة، أن بعض هذه الأصوات تذيل خطاب أعدائه، والبعض الآخر وجد نفسه في وضع دفاعي، أفقدته الفدرة على صياغة سرد مستقل. | + | لم يقتصر مأزق "الأصوات الحرة" على استبعاد منابر الإعلام السائد لها، بل الأكثر فداحة، أن بعض هذه الأصوات تذيل خطاب أعدائه، والبعض الآخر وجد نفسه في وضع دفاعي، أفقده الفدرة على صياغة سرد مستقل. |
| | | |
| | | |
− | إنطلاقا من هذه اللحظة والإشكالية، وبالأخذ في الاعتبار كون حرية التعبير والإعلام ليست فقط القيمة التي تمثل حجر الزاوية بالنسبة لمؤسسة التعبير الرقمي العربي "أضف"، والمتشعبة في جميع أنشطتها، إنما هي أيضا المجال الذي تعمل على تعزيزه وتطويره سواء عن طريق نشاطها المباشر أو عن طريق دعم شبكة، تتسع كل يوم، من الشركاء المصريين والعرب العاملين في هذا المجال، وجدت "أضف" أن هذه اللحظة تحتم عليها القيام بتدخل مدروس يسعى لمساعدة أصحاب "الأصوات الحرة"، الذين لا يمتهنون بالضرورة مهن إعلامية، ولكن لديهم محتوى ورسالة يريدون مخاطبة الرأي العام بها، على صياغة سردياتهم المستقلة، وتمكينهم من المهارات والأدوات التي تسهل هذه المهمة، جنبا إلى جنب آليات تنظيم العمل الجماعي والتنسيق والتعبئة، إضافة لخلق بيئة لتبادل المهارات والممارسات الجيدة، بيئة داعمة على التعبير الحر وخلق المساحات المحررة من هيمنة الأنظمة والملاك على حد سواء. | + | إنطلاقا من هذه اللحظة والإشكالية، وبالأخذ في الاعتبار كون حرية التعبير والإعلام ليست فقط القيمة التي تمثل حجر الزاوية بالنسبة لمؤسسة التعبير الرقمي العربي "أضف"، والمتشعبة في جميع أنشطتها، إنما هي أيضا المجال الذي تعمل على تعزيزه وتطويره سواء عن طريق نشاطها المباشر أو عن طريق دعم شبكة، تتسع كل يوم، من الشركاء المصريين والعرب العاملين في هذا المجال، وجدت "أضف" أن هذه اللحظة تحتم عليها القيام بتدخل مدروس يسعى لمساعدة أصحاب "الأصوات الحرة"، الذين لا يمتهنون بالضرورة مهن إعلامية، ولكن لديهم محتوى ورسالة يريدون مخاطبة الرأي العام بها، على صياغة سردياتهم المستقلة، وتمكينهم من المهارات والأدوات التي تسهل هذه المهمة، جنبا إلى جنب مع آليات تنظيم العمل الجماعي والتنسيق والتعبئة، إضافة لخلق بيئة لتبادل المهارات والممارسات الجيدة، بيئة داعمة على التعبير الحر وخلق المساحات المحررة من هيمنة الأنظمة والملاك على حد سواء. |
| | | |
| | | |