تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
←‏المونتاج: إضافة بعض القواعد و الإعتبارات الأساسية للمونتاج
سطر 862: سطر 862:       −
هذه البرامج كلها تتشابه في ترتيب العناصر و الشبابيك و شكل التنظيم و تعتمد على برامج أخرى لتشغيل صيغ و كوديكس ملفات فيديو مثل كويك تايم و غيرها (أنظر قسم الكوديكس و الصيغ "الفورماتس").
+
هذه البرامج كلها تتشابه في ترتيب العناصر و الشبابيك و شكل التنظيم و تعتمد على برامج أخرى لتشغيل صيغ و كوديكس ملفات فيديو مثل كويك تايم و غيرها (أنظر قسم الكوديكس و الصيغ "الفورماتس"). و لكن يجب مراعاة أن أساس المونتاج هو بناء القصة (أنظر القسم السابق)، و ترتيبك و صياغتك للقصة هو جوهر العملية المونتاجية و ليست الأزرار أو الإمكانيات المختلفة في الأجهزة، فأعظم مونتيرين السينما لم يستطيعوا استخدام الحاسوب أصلا.
    +
 +
=== قواعد الإنتقال السلس ===
 +
 +
في معظم الأفلام التي نعمل عليها نريد للمتفرج ألا يحس بعملية القطع و اللصق للقطات، فالمطلوب منه أن يتابع الموضوع أو القصة المصورة بسلاسة، و لهذا هناك قواعد للإنتقال من لقطة إلى أخرى بشكل سلس، في حال كسر هذه القواعد يصبح الإنتقال خشناً، و هذا أيضا قد يكون مطلوبا في بعض الأوقات لدفع المشاهد للإنزعاج مثلا، و لهذا وجب معرفة كيف يكون القطع سلساً و كيف يكون خشناً.
 +
 +
قواعد الإنتقال السلس هي:
 +
 +
# تغيير حجم اللقطة
 +
 +
# تغيير زاوية اللقطة
 +
 +
# المحافظة على إتجاهات الحركة
 +
 +
# المحافظة على سرعة الحركة
 +
 +
# المحافظة على الثبات من لقطة لأخرى
 +
 +
# المحافظة على إتجاهات النظر
 +
 +
# المحافظة على الخط الوهمي:
 +
"الخط الوهمي" هو دليل فى ذهن كل من المخرج والمونتير للأسترشاد به ,عن أي جانب من الموضوع يصورون أو ينظرون.وتخطي هذا الخط أثناء التصوير ينتج عنه موقف متناقض بصريا بالنسبة للمتفرج. فإنه سيواجه وجهات نظر مختلفة للحركة,وسيتغير إدراكه لما يحدث على الشاشة.
 +
إذا كانت سيارة تسير من اليمين إلى اليسار عبر الشاشة,حينئذ يكون الخط في اتجاه سير السيارة.
 +
 +
(صورة)
 +
 +
وإذا كانت اللقطة التالية مأخوذة من الجانب الآخر من الخط .
 +
 +
(صورة)
 +
 +
فستظهر السيارة الآن وهي تسير من اليسار إلى اليمين، أي الاتجاه العكسي.
 +
 +
وفي الواقع أن السيارة تسير في نفس الطريق الذي سارت فيه من قبل، ولكنها ستظهر على الشاشة وكأنها تسير في الاتجاه العكسي. وتركيب تلك اللقطتان سويا، واحدة من الجانب (A) ,والأخرى من الجانب الآخر (B ) سوف يكسر التدفق البصري ,وسيجعل المتفرج يرتبك ويسأل، "لماذا تسير السيارة الآن في الاتجاه المعاكس؟". لذلك يتعين على المونتير اختيار اللقطة من اتجاه واحد فقط من الخط إلا إذا بدا الخط يتغير، أي أن السيارة تشاهد على الشاشة وهي تغير اتجاهها.
 +
يجب المحافظة أيضا على الخط الوهمي أثناء تصوير الأشخاص.فإذا كانت اللقطات مأخوذة من الجانب (A)
 +
 +
عندها يظهر الشخص رقم 1 وهو ينظر إلى اليسار
 +
 +
و يظهرالشخص رقم 2 وهو ينظر إلى اليمين. ويمكن تركب هاتين الصورتان معا.
 +
 +
ولكن إذا صور الشخص رقم 2 من الجانب (B)، فسيظهر وهو ينظر أيضا إلى اليسار.
 +
 +
ومن الواضح أنه إذا نظر الشخصان إلى الاتجاه الأيسر، فهما ينظران إلى شخص ثالث، ولكنه غير مرئي لأنه خارج الشاشة off-screen . ولذلك فإما أن تصور كلتا اللقطتان من الجانب (A) , أو من الجانب (B)، ولكنهما لا يصوران أبدا من اتجاهين مختلفين.
 +
 +
وما يحدث في الواقع ليس له علاقة بواقعية ما يظهرعلى الشاشة. فما يحدث فعلا في اتجاه ما فى الواقع , ليس له علاقة بالاتجاه الموجود على الشاشة. فواقعية الشاشة هي مفهوم زائف يصنعه المخرج والمونتير (أنظر الجزء السابق عن الخيال). وما يفعله المونتير عمليا هو إعادة تجميع الصوت والصورة لتتوافق مع واقعية الشاشة.
 +
 +
# كلما كان القطع سلسا، كلما قلت ملاحظته من قبل المتفرج:
 +
الوضع المثالي هو ألا يشعر المتفرج بأن البرنامج الذي يشاهده تم عمل مونتاج له. لأنه عندها ستتدفق الأحداث بسلاسة من البداية للنهاية.
 +
وأحيانا تكون الأنتقالات من القوة ، بسبب حسن اختيار اللقطات التي يتم مونتاجها. وبالتالى لن يحسها المتفرج أيضا ، وهو ما يساعد على التدفق البصري من لقطة الى أخرى. وهذا العمل لا يتأتي إلا من مونتير مبدع. وقطع سيئ واحد بين لقطتين , يدمر في الغالب مشهد كامل مكون من عدد كبير من اللقطات .
 +
إن إحدى الجوانب التي تساهم في جودة البرامج، هي أن تبدو كما لو كانت لا تحتاج إلى مونتاج بالمرة. أو أن باستطاعة أي فرد القيام بهذا المونتاج. وهذه هي علامة المونتير الجيد.
 +
 +
# المونتاج عملية إبداعية :
 +
يقول المثل القديم أن "القواعد وضعت لكي نخالفها Rules are made to be broken ". و القواعد العامة للمونتاج ليست استثناء من هذه القاعدة. ولكن كسر القواعد العامة بدون سبب مقنع يُعد درباً من التهور. وعموما فإن كسر القواعد لتحقيق نتيجة معينة مسموح به تقريبا في كل الظروف. وبالطبع عندما يسعى المونتير لتحقيق تلك الظروف الخاصة، فيجب على الأقل ان تتغير بعض قواعد العمل العامة.
 +
وهناك بعض مشاهير المخرجين وبالتعاون مع المونتير الذى يعمل معه ,استطاعوا الحصول على نتائج مشرفة جداً عن طريق كسر القواعد الأساسية للمونتاج. لدرجة أن بعضهم استخدم حتى القطع القافز Jump cut (أو ما يسمى بالقطع الخشن) للوصول إلى هدف إبداعي.
 +
 +
وهكذا من المفيد دائما تعلم قواعد المونتاج Grammar of the edit- قبل محاولة كسرها ومع ذلك فإن هذه القواعد ليست غاية في حد ذاتها ولكنه الأبداع ولهذا السبب فقط تنطبق عليها مقولة"الإبداع لا يتقيد بقواعد"Creativity Overrules Grammar".
      سطر 892: سطر 946:     
تذكر أيضًا أن الإيقاع يخلقه البناء و إحساسك بالأحداث التي تحدث أثناء اللقطة. فكر جيدًا في متى تنقل من لقطة إلى أخرى.
 
تذكر أيضًا أن الإيقاع يخلقه البناء و إحساسك بالأحداث التي تحدث أثناء اللقطة. فكر جيدًا في متى تنقل من لقطة إلى أخرى.
 +
 +
 +
=== إعتبارات عامة في المونتاج ===
 +
 +
# الصوت والصورة شريكان وليسا غريمان:
 +
هذا يبدو واضحا، ولكن من المدهش أن نرى كثيرا من المونتريين يسمحون للصوت "بمحاربة" الصورة. فالصوت يعتبرشريكا وليس غريما ,ويجب الاعتناء والحرص على تفاصيل مونتاجه مثلما يحدث مع الصورة.
 +
 +
فالأذن والعين يعملان بانسجام ويكملان بعضهما البعض، وبالتالي سيؤدي أي اختلاف بينهما إلى الارتباك.فالمعلومات السمعية يجب أن تُدعم الرسالة التى تؤديها المعلومات البصرية. بل انها يجب أن تزودنا بالمعلومات التي تقوي وتؤازر اللقطة. فعلى سبيل المثال، إذا عُرضت لقطة سيارة تمر على لوحة في الطريق مكتوب عليها "مطار"، فبإضافة أصوات المطارالمناسبة، تصبح الرسالة البصرية قوية وبالتالي أوضح للمشاهد . وقد تحتاج صورا معينة لأصوات معينة بالفعل. فالحافلة الكبيرة، مثلا، تحتاج إلى صوت محرك كبير. ولتبسيط ذلك يجب القول أن المونتير يجب ألا تكون لديه صورة على الشاشة أبدا بدون أصوات غير متوافقة معها. والسبب في ذلك هو أن الصوت يعكس الواقع أسرع من الصورة. فالعين تميل إلى إدراك ما تراه بالفعل، بينما الصوت يمكن أن يثير الخيال بطريقة مباشرة. وبالتالي فإن "حث الأذن على مساعدة العين" هي أحد المهام الأساسية للمونتير. ولكن إذا تناقض الصوت مباشرة مع الصورة،فالنتيجة ستحدث تنافسا ,وارتباكا. وينبغي أن يتذكر المونتير دائما أن الصوت والصورة هي أدوات، وأن الصورة يمكن أن تقتل الصوت, وأن الصوت يمكن أن يقتل الصورة. فيمكن لأي منهما أن يطغى على الآخر، ولكن لا ينبغي أن يقتل أحدهما الآخر.
 +
 +
وبالطبع توجد أمثلة عديدة لاستخدام "الصراع والعداوة" عند عمل مونتاج الصوت, والصورة. وعند تنفيذ ذلك بطريقة صحيحة فستكون النتيجة قوية للغاية، وخاصة إذا كان الصوت مرتبطا بالحركة.
 +
 +
# يجب أن تحتوى كل لقطة جديدة على معلومات جديدة:
 +
"اللقطة من غير سبب قلة أدب" تعد هذه الممارسة العامة أحد أهم عناصر المونتاج . وهي جديرة بأن نطلق عليها اسم "قاعدة". ويعتمد نجاح البرنامج الجيد على توقعات الجمهور من التدفق المستمر للمعلومات. فإذا وصل ذلك التدفق بطريقة صحيحة ، فسيُحدث ويزيد باستمرار المعلومات البصرية التي لدى المتفرج عن أحداث البرنامج.
 +
 +
# يجب أن يكون هناك سبب لكل قطع:
 +
"القطع من غير سبب قلة أدب" يرتبط هذا العرف بالدافع motivation. وإذا كانت اللقطة جيدة وكاملة في حد ذاتها، أي أن لها بداية ووسط ونهاية، فليس من المفيد قطع أي جزء منها واستبداله وخاصة إذا كانت النتيجة النهائية ليست بأفضل منها ,ولا تلبي توقعات المتفرجين عن اللقطة الأصلية. باختصار، لا تقم بتشويه اللقطة.
 +
 +
ويجب أيضاً أن يبقى خيار المونتاج متاحاً في الأساس تحت كل الظروف. ولا يعني هذا عدم عمل مونتاج لصورة شخص يتحدث لآخرلمدة ثلاث دقائق. فإذا كان ذلك الشخص منصتا، فسيقوم على الأغلب بإحداث ردود فعل ,وتعبيرات بوجهه وجسمه ردا على ما يقال. عندها يجب عرض ردود الأفعال تلك. ولكن إذا كان الفرد يتحدث مع نفسه على شكل مونولوج Monologue ، بدون لحظات يتذكر فيها الماضى Flashbacks مثلا , أو بدون ضرورة الرجوع إلى أية لقطات أخرى، عندها إذا تم اضافة لقطات أثناء المونتاج لهذه اللقطة ,فقط لمجرد ضرورة مشاهدة المتفرج لشيء مختلف، فعلى الأغلب إن المونتاج في حد ذاته سيشوه هذا المونولوج. فإذا كانت اللقطة مملة، فقد يرجع الخطأ إلى نوعية اللقطة ,أو طريقة تكوينها أو للعاملين سوياً. ويعد القطع إلى لقطة أخرى لمجرد زيادة السرعة , أمرا مشكوك فيه أيضا. وقد أنتشرت هذه الطريقة بشكل ينذر بالخطر مع اللقطات الأكثر من 3 ثواني, والتي يرى بعض المنتجين والمخرجين بأنها "مملة وطويلة".وهذا بالطبع يعتمد على طريقة التصوير, ومحتويات الصورة ,وعادات الفرجة. وما هو مقبول مع مشاهد الحركة ,غير مقبول مع المشاهد الغرامية مثلا. لذلك يجب أن يكون هناك سبب وجيه للقطع. ودائما أبحث عن الحافز والسبب ,حينئذ سيبدو المونتاج "طبيعا".
 +
 +
# اختار الشكل المناسب للمونتاج:
 +
إذا لم يكن المونتاج ناجحاً، فلا يعني هذا أن استعمال المزج والظهور والأختفاء التدريجي سيجعلها ناجحة بشكل تلقائي. القطع غير السليم مثل المزج غير السليم.
 +
إذا لم تتوافق لقطتان سويا في المونتاج بإستعمال القطع، فهما بالتأكيد لن يتوافقا باستعمال المزج. والسبب في هذا هو إما أن:
 +
هناك خطأ فى زوايا اللقطتين .
 +
أو خطأ في الاستمرارية بينهما .
 +
أو عدم وجود معلومات جديدة فى اللقطة الثانية.
 +
أو أنه لا يوجد دافع للقطع.
 +
أو أن هناك خطأ فى التكوين بينهما .
 +
أو يوجد سبب مركب من الأسباب السابقة.
 +
وعندها لن يستطيع المونتير عمل الشيء الكثير لتحسين ذلك الإنتقال. مثال:
 +
 +
لنفترض أن الخط الوهمى تم عبوره بطريقة خاطئة.
 +
 +
بالتالي سيصبح الرجل أو السيدة في الجانب الخطأ من الصورة.
 +
 +
واذا تم القطع من اللقطة الأولى الى الثانية ، فسوف يتولد أسوأ أنواع القطع الحاد. وسيحدث اضطراب بصري لدى المتفرج, ولن يكون هناك استمرارية بين اللقطات. واذا تم استعمال المزج Dissolve بدلا من القطع cut فسيحدث ارتباك تام لدى المتفرج. وسيكون من حقه القول: "لماذا تحولت المرأة فجأة إلى رجل, والرجل إلى امرأة؟ هل لذلك مغزى خاص؟ فإذا فشل المونتاج باستعمال القطع، فالفشل سيكون ذريعاً في حالة كونه مزجاً.
 +
     
staff
394

تعديل

قائمة التصفح