تم إضافة 20٬249 بايت
، قبل 9 سنوات
# خلفية تاريخية:
## القمرة:
حسن ابن الهيثم هو عالم عربي ولد بالبصرة و جاء إلى القاهرة بناء على دعوة الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله حيث طوَّر معظم دراساته العلمية بالجامع الأزهر. له إكتشافات و دراسات في علوم كثيرة منها الرياضيات و الفلك و أسس المنهج العلمي و الهندسة، و لكن من أهم ما قدَّمه هو نظريته للإبصار التي قدَّمها في كتاب المناظر.
قبله اعتقد العديد من العلماء أن الرؤية تتم اعتمادًا على إنبعاث أشعة الضوء من العين خارجةً لتتعرف على ما أمامها.و لكن حسن ابن الهيثم استطاع إثبات نظرية الولوج، والتي تفترض أن الرؤية تأتي من إنعكاس الضوء على الأجسام ليدخل لعدسة العين، وهو ما أثبته عن طريق التجارب. كما وحّد علم البصريات الهندسية مع فرضيات أرسطو الفيزيائية لتُشكِّل أساس علم البصريات الفيزيائية الحديثة.
أثبت ابن الهيثم أيضًا أن أشعة الضوء تسير في خطوط مستقيمة، كما نفذ تجارب مختلفة حول العدسات والمرايا والانكسار والانعكاس. وكان أيضًا أول من اختزل أشعة الضوء المنعكس والمنكسر في متجهين رأسي وأفقي، والذي كان بمثابة تطور أساسي في البصريات الهندسية، و على أساسه اقترح تكثيف الضوء في بؤرة واحدة لينعكس على شاشة، و كانت هذه بمثابة أول آلة تصوير.
قدّم ابن الهيثم أول وصف واضح وتحليل صحيح للكاميرا المظلمة والكاميرا ذات الثقب، فكان بذلك أول من نجح في مشروع نقل صورة من الخارج إلى شاشة داخلية كما في الكاميرا المظلمة التي اشتقّ الغرب اسمها من الكلمة العربية: "قُمرة"، عن طريق كلمة camera obscura اللاتينية، التي تعني "الغرفة المظلمة". و نفذ حسن ابن الهيثم أول تجربة نقل صورة ضوئيا في قمرته الخاصة بجوار الجامع الأزهر في القاهرة.
## نظرية بقاء الصورة على شبكية العين
في أواخر القرن الثامن عشر وصل العلماء لنظرية بسيطة توضع أن ما يراه الإنسان يثبت على شبكية عينه لفترة قصيرة (تقريبًا ١/١٢ من الثانية) حتى بعد إنتهاء رؤيتها.
هذا يعني أن إذا عرض صورتين تلو بعض في وقت قصير جدًا ستدخل جزء من الأولى في الثانية و بالتالي سيتوهم العقل وجود حركة حتى لو الصور ثابتة. كان هذا الاكتشاف الأساس للعديد من صناديق الدنيا و الصناديق السحرية التي تعرض صور بسرعة كبيرة للمتفرجين فيتوهمون الحركة، ومع تطور الوسيط الفوتوغرافي في أواخر القرن التاسع عشر نفذت نفس الفكرة عليه لتظهر أوائل اللقطات السينمائية (الصور المتحركة).
## التجارب السينمائية الأولى
في الفترة بين ١٨٣٠ و ١٨٨٠ تطورت العديد من الإختراعات والابتكارات التي تعتبر ممهدة لتحريك الصور على شريط سينمائي فمثلا سنة ١٨٣٢ وفي وقت واحد اخترع كل من الفيزيائي البلجيكي الشاب "جوزيف بلاتو" والأستاذ النمساوي "ستامبفر" آلات لعرض صور متحركة، وقد تجاوز "بلاتو" منافسه في النتائج التي حصل عليها من تركيب آلة "الحركة الوهميّة" التي طرحها عام ١٨٣٣ بنفس مبادئ السينما ذاتها.
من ثم ولإثبات صحة رأي الملياردير الأمريكي "لولاند ستانفورد" حول رهان دخل فيه يتعلق بأشكال وأوضاع الحصان أثناء العدو، أنفق هذا المليادير ثروة طائلة لكي يصمم الإنجليزي "مايبريدج" جهازاً يستخدم أربعاً وعشرين حجرة سوداء يجلس في كل منها رجل يجهز صفيحة تصوير ليعبئ آلة التصوير الضوئي، ثم تندفع الخيول في الحلبة مصورة ذاتها بمجرد قطعها للخيوط الموضوعة في طريقها والمتصلة بآلات التصوير وقد استلزم إحكام هذا الجهاز منذ ١٨٧٢ وحتى ١٨٧٨ حيث نشرت في كل مكان هذه الصور الضوئية المأخوذة في كاليفورلنيا فأثارت حماسة الباحثين العلميين وسخط الفنانين المحافظين الذين ظهرت أخطاء رسمهم للأحصنة أثناء العدو فزعموا أن التصوير الضوئي ذو رؤية خاطئة.
وفي الوقت ذاته كان "أديسون" ينقل السينما إلى مرحلتها الحاسمة وذلك باختراعه الفيلم الحديث قياس ٣٥ ملم ذو الأزواج الثقوبية الأربعة في الصورة، وحاول دمج التصوير الحي بـ "الحاكي Phonographe" لكنه فشل، ثم أدخل الإنكليزي "ديكسون" وبإرشادات "أديسون" تحسين أساسي وهو ثقب الأفلام واستعمال أفلام "السليولويد Celluloid" بطول ٥٠ قدماً التي صنعت خصيصاً من قبل معامل الإنتاج الفوتوغرافي "ايستمان كوداك."
أما الإختراع الشامل كان من صنع "لوميير" بدءاً من مارس ١٨٩٥ الذي أخترع جهازاً أسماه "السينما توغراف" ومنه اشتقت كلمة "سينما" وهو جهاز يجمع بين الغرفة السوداء والمنوار والسحّـابة للصور الإيجابية، وقد تم صناعته في المعامل التي يديرها "كاربنتييه" ليحقق "لوميير" بذلك آلة تفوقت على مثيلاتها، وبكمالها التقني وجدّة موضوعات أفلامها حققت انتصاراً عالمياً.
وفي أواخر سنة ١٨٩٦ خرجت السينما نهائياً من حيز المخابر وتعددت الآلات المسجلة مثل آلات : "لوميير"، "ميلييس"، "باتيه" و"غومونت" في "فرنسا"، و"أديسون" و"البيوغراف" في "الولايات المتحدة" وأمّا في "لندن" فقد أرسى "ويليام بول" قواعد الصناعة السينما توغرافية حتى صار ألوف الناس يزدحمون كل مساء في قاعات السينما المظلمة.
# الصورة:
## اللقطة:
من لحظة تشغيل زر التسجيل على الكاميرا و حتى لحظة إيقاف التسجيل، هذه لقطة واحدة، فهي تختلف عن المشهد أو الفصل أو الصورة الواحدة، كما جربنا في الدرس السابق اللقطة تتكون من مجموعة من الصور تعرض تباعا بشكل سريع لكي تنقل إحساس بإستمرارية الحركة. فالصورة هي ثابتة ليس لها زمن محدد، و المشهد قد يرى من عدة لقطات تركب على بعض. و بالتالى فإن اللقطة هي الوحدة الأساسية في صنع أي فيديو أو فيلم.
كل لقطة لها أبعاد محددة: هذا التحديد يعطي إطارا محددا تقع الصورة بداخله فقط و تحدد أبعاده (بالسنتي أو بالبيكسل) على حسب الوسيط و الكاميرا و طريقة العرض و لكن كلها لها أبعاد متقاربة. فالصورة هي كل مايقع داخل إطار محدد مسبقاً يسمى "الكادر". فكيف إذا نستطيع تعريف اللقطة؟
## حجم اللقطة:
هو مدى وسع أو ضيق الزاوية و المنظور المصور فيه. هناك تعريفات كثيرة متغايرة ( و أحيانًا متضادة) لأحجام الكادرات و لكن كلها تتبع نفس المنطق. بما أننا من البشر فقد جرت العادة على تعريف أحجام الكادرات نسبة للعنصر البشري الذي بها، و بالتالي فهي ليست تعريفات لأحجامًا مترية ثابتة و لكن تتغير بتغير الموضوع المصور.
الأحجام هي:
اللقطة شديدة الوسع Extereme Long Shot
أو Extereme Wide Shot
في اللقطات شديدة الوسع، نرى المنظر من مسافة بعيدة. الهدف من هذه اللقطة هو توضيح البيئة المحيطة بالعنصر أو الشخص المصور، كثيرًا ما تستخدم هذه اللقطات لتقديم الموضوع، اللقطة الأولى من مشهد جديد، مصممة لتوضح للمشاهد أين يقع الحدث.
اللقطة الواسعة Long Shot أو Wide Shot
التركيز في اللقطات الواسعة يكون على البيئة المحيطة، ولكن هنا ال"موضوع" أقرب. في هذه اللقطة نرى أيضا البيئة المحيطة.
اللقطة الكاملة Full Shot
هي عندما يحتل الشيء الذي نقوم بتصويره معظم الكادر تاركًا مسافة فوقه ومسافة تحته. "مساحة الآمان" و التي يطلق عليها بالانجليزية "مساحة الرأس Headroom" هذه ضرورية وتجعل العنصر الذي نصورة يبدو أكثر طبيعية بداخل البيئة المحيطة به، بدون محاولة اقحامه في داخل الكادر.
اللقطة المتوسطة Medium Shot
تستخدم عادة في التلفزيون عندما يعطينا المذيع معلومات محددة عن فعالية يتبعها سلسلة من اللقطات من هذه الفعالية. عندما نصور مع أشخاص، يظهر في اللقطة المتوسطة الجزء العلوي من الشخص (من الوسط وحتى الرأس). تسمح هذه اللقطة أيضا لرؤية الحركة الجسمانية بشكل أوضح.
اللقطة القريبة Close Shot أو Close Up
تظهر الشخص أو الشىء الذى نصورة بالتفصيل. في هذه الصورة تظهر في اللقطة رأس الطفل وملامحه بالتفصيل بدون أن تظهر البيئة المحيطة به.
اللقطة شديدة القرب Extreme Close Up أو Big Close Up
تظهر تفصيلة من الموضوع، المكان أو الشخص المصور: إصبعه، عينه، الخ.
هناك أيضا أحجام متعددة بين هذه المحددات مثل اللقطة المتوسطة الواسعة Medium Long Shot أو اللقطة المتوسطة القريبة Medium Close Shot، فالأهم من حفظ تعريفات جامدة لأحجام اللقطات هو فهم منطقها و كيفية التواصل مع الأخرىن بخصوص الحجم المصور.
أيضاً نرى من الأمثلة أن الأحجام المختلفة تنقل معلومات مختلفة عن الموضوع المصور أو الشخص، مشاعره، بيئته المحيطة، علاقاته، الخ. من المهم معرفة وجهة نظر الكاميرا و الحجم المقصود تصويره. ليس مجرد تصوير أي حجم بشكل تلقائي. أيضًا وجود تنوع في الأحجام و الزوايا المصورة يساعد على نقل وجهات نظر مختلفة. و من خلال بناء ترتيب مقصود للأحجام في المونتاج، يساعد على جذب المشاهد و خلق علاقة مقصودة بالشخص أو الموضوع المصور.
## زاوية اللقطة:
وهي العلاقة الجغرافية و الهندسية بين موقع الكاميرا و موقع الموضوع أو الشخص المصور و وضعه الجسماني. و تعرف الزاوية ببعدين: أفقي و رأسي. البعد الرأسي هو موقع الكاميرا الرأسي من الشخص أو الموضوع المصور.
### الزوايا الرأسية:
مستوى النظر eye-level
حيث يكون موقع تصوير اللقطة من نفس المستوى الرأسي للشخص أو الموضوع المصور
زاوية منخفضة low-angle
حيث يكون موقع تصوير اللقطة من أسفل المستوى الرأسي للشخص أو الموضوع المصور، و لكن تنظر من أسفل لأعلى عليه
مستوى منخفض low-level
حيث يكون موقع تصوير اللقطة من أسفل المستوى الرأسي للشخص أو الموضوع المصور، و لكن تنظر للأمام على نفس المستوى المنخفض.
زاوية عالية high-angle
حيث يكون موقع تصوير اللقطة من أعلى المستوى الرأسي للشخص أو الموضوع المصور، و لكن تنظر من أعلى لأسفل عليه
مستوى عالى high-level
حيث يكون موقع تصوير اللقطة من أعلى المستوى الرأسي للشخص أو الموضوع المصور، و لكن تنظر للأمام على نفس المستوى العالي.
### الزوايا الأفقية:
مثل أحجام اللقطات عرفت الزوايا الأفقية نسبة لجسم الإنسان فهي تشرح علاقة موضع الكاميرا بالشخص المصور:
أمامي (فاص) full-face
حيث يكون موقع تصوير اللقطة من أمام وجه الشخص تماما.
ثلاث أرباع أمامي (ترواكار) three-quarters-frontal
حيث يكون موقع تصوير اللقطة من زاوية ٤٥ درجة أمام وجه الشخص.
جانبي (بروفيل) profile/side
حيث يكون موقع تصوير اللقطة جانبي تماما لوجه الشخص بحيث يظهر نصف وجهه فقط.
ثلاث أرباع خلفي (ترواباك) three-quarters-back
حيث يكون موقع تصوير اللقطة من زاوية ٤٥ درجة خلف رأس الشخص.
خلفي (باك) full-back
حيث يكون موقع تصوير اللقطة من خلف رأس الشخص تماما.
## التكوين:
التكوين هو توزيع الكتل و الأشكال و الأحجام داخل الكادر بترتيب معين يدل على معنى أو مغزى أو له قيمة جمالية في حد ذاته. الحجم و الزوايا هي أساسيات شرح اللقطة أو الكادر و لكن هناك العديد من الإعتبارات الأخرى في التكوين. اختيار تكوين الصورة هو شىء يختلف من مصور لآخر، ولكن عموما هو كيفية اختيار وتنظيم العناصر المخطلفة لتكوين الكادر بصرياً. بعض العناصر التي يمكنكم التفكير فيها هي السيمترية والملمس وعمق المجال، الخطوط الموجودة في الطبيعة التي تساعد في كيفية رؤية الأشياء ولك. تذكروا أن الكاميرا هي مجرد عين، وسيلة نستخدمها للتسجيل، ولكن الأمر متروك لنا لتحديد وإيجاد المعلومات. القيمة الجمالية للعمل مهمة، ولكن الأهم هو كيف نستخدم هذه العناصر لتوصيل الفكرة بشكل جيد. هناك بعض الارشادات يمكنها تحسين عملنا، ولكن دعونا نتذكر دائما ان بعض القوانين يمكنها ان تساعدنا، ولكننا نستطيع دائمًا خرقها.
### الخلفيات:
في كل الحالات تساعد خلفية الشخص أو العنصر المصور على إضفاء معنى و توصيل معلومات إضافية. بالإضافة إلى أنه في المقابلات تحديدًا تصبح الخلفيات هامة لعلاقتها في قربها أو بُعدها عن الموضوع..في تركيزها أو تشتيتها الذي يناقشه المتحدث. يفضل أن في إختيار موقع تصوير المقابلة وضع إعتبار للزاوية المصورة و الخلفيات التي قد تنتج عن هذا.
على سبيل المثال إذا كان التصوير خارجي، يمكنكم جعل مبنى أو علامة مميزة خلفية الموضوع، اذا كان التصوير داخلي، يمكن استخدام صور وشعارات والخ. حاولوا اختيار خلفية لها علاقة بموضوع الفيديو/الفيلم. مثلًا المكان الذي حدثت فيه الواقعة الذي يتكلم عنها.
يجب تفقد الخلفية والتأكد انه لا يوجد شىء يشتت المتفرج من التركيز على الشخص المصور عادة تتسبب أشياء بسيطة في تشتيت بصري، مثلًا شيء يظهر كأنه يخرج من رأس الشخص المصور أو لافتة تظهر بشكل مزعج في الصورة.
### تصوير البشر:
أغلب تواصلنا مع الآخرين هو تواصل بصري خارج عن ما نقوله: وضعنا الجسماني، طريقة الحركة، اتجاه النظر. و لذلك هناك عدة إعتبارات عند تصوير الأشخاص: منها الأخذ بعين الإعتبار عدم وضع مفاصل بشرية على حدود الكادر بحيث تظهر أن الشخص المصور عنده قطع أو خلل جسماني. أيضاً تذكر كل مايتعلق بالحجم والزاوية و علاقتنا بالشخص المصور
### قاعدة الأثلاث (المقطع الذهبي)
هو تقسيم الصورة في ذهننا الى أثلاث أفقية لخلق كادر جيد. تطبق هذه القاعدة عندما يتوفر وقت للتخطيط للكادر عندما نكون نصور شهادة مثلاً. بعض الكاميرات بها شبكة تظهر على الشاشة يمكننا تشغيلها أثناء التصوير. تخيلوا ان الصورة مقسمة عن طريق خطين افقيين وخطين رأسيين الى٩ أجزاء متساوية، طبقًا لقاعدة الأثلاث، يجب وضع العناصر التي نقوم بتصويرها بطول هذه الخطوط وعند نقاط التقاطع.
هذا التقسيم يساعدك على تحديد مواطن الضعف و القوة في التكوين و يتيح لك إستخدام بناء الكادر التكويني بتقريب للمقطع الذهبي مما يضفي قيمة جمالية على لقطتك المصورة.
## السرد البصري:
تحفيز المتلقي وقدرته الإبداعية على خلق مساحه تخيليه وقدرة على السرد وتكوين قصة ورؤية شخوصها المختلفة وطبيعتهم الإجتماعيه والنفسيه وعلاقاتهم ببعضهم البعض وقدرته على وصفهم وعلي تكوين علاقات إنسانيه يراها ويستطيع سردها بدقة فيتكون لديه ملكه الحكي والرؤيا السرديه للقصص والحكايات.
[[تصنيف:مناهج مشروع تمكين الشباب رقميا]]