واحد من أفضل وأنجح أفلام أسيا خلال العقدين الأخيرين، يصنع تزاوجاً مثيراً للدهشة بين الحكاية اللاهثة عن "رجل عصابات مزروع الشرطة" و"رجل شرطة مزروع بين إحدى العصابات" من ناحية، وبين الحس الشاعري والشخص جداً الذي يعتمد عليه الفيلم في تناوله لقصة أبطاله، وحين عرض في مطلع الألفية حقق نجاحاً تجارياً عريضاً لدرجة تحويله لسلسلة، إلا أن نجاحه الأكبر كان قراراً غريباً من المخرج الكبير مارتن سكورسيزي في أن يقتبسه في نسخة أمريكية تحمل اسم The Departed، ومكمن الغرابة كان أن "سكورسيزي" بالتأكيد لن يتحمس لهذا الاقتباس لأسباب تجارية، والأمر مربوط بما رآه في الحكاية وفي معالجته الجديدة لها. ومع عرض Departed في 2006 كانت واحدة من المرات النادرة جداً التي يتفوق فيها الفيلم الأمريكي على العمل الأصلي المقتبس عنه، ولكن الأهم أنه فتح الباب لمناقشات جدية عن الفارق بين النسختين، وقدرة المعالجة الإخراجية على خلق فيلمين مختلفين تماماً حتى لو كان التناول للقصة نفسها. والأمر المميز أن شهرة Infernal Affairs نفسه قد ازدادت (عالمياً هذه المرة) لرغبة الجمهور في مشاهدة "النسخة الأصلية للعمل الفائز بالأوسكار". | واحد من أفضل وأنجح أفلام أسيا خلال العقدين الأخيرين، يصنع تزاوجاً مثيراً للدهشة بين الحكاية اللاهثة عن "رجل عصابات مزروع الشرطة" و"رجل شرطة مزروع بين إحدى العصابات" من ناحية، وبين الحس الشاعري والشخص جداً الذي يعتمد عليه الفيلم في تناوله لقصة أبطاله، وحين عرض في مطلع الألفية حقق نجاحاً تجارياً عريضاً لدرجة تحويله لسلسلة، إلا أن نجاحه الأكبر كان قراراً غريباً من المخرج الكبير مارتن سكورسيزي في أن يقتبسه في نسخة أمريكية تحمل اسم The Departed، ومكمن الغرابة كان أن "سكورسيزي" بالتأكيد لن يتحمس لهذا الاقتباس لأسباب تجارية، والأمر مربوط بما رآه في الحكاية وفي معالجته الجديدة لها. ومع عرض Departed في 2006 كانت واحدة من المرات النادرة جداً التي يتفوق فيها الفيلم الأمريكي على العمل الأصلي المقتبس عنه، ولكن الأهم أنه فتح الباب لمناقشات جدية عن الفارق بين النسختين، وقدرة المعالجة الإخراجية على خلق فيلمين مختلفين تماماً حتى لو كان التناول للقصة نفسها. والأمر المميز أن شهرة Infernal Affairs نفسه قد ازدادت (عالمياً هذه المرة) لرغبة الجمهور في مشاهدة "النسخة الأصلية للعمل الفائز بالأوسكار". |