مجهول

تغييرات

من ويكي أضِف
تم إضافة 28٬445 بايت ،  قبل 7 سنوات
إضافة محتوى
بداية الحكاية تجربة شهدتها رنوة – واحدة من مؤسسين أضف – والهمتها، فقررت تتبع أبطالها لمعرفة تفاصيلها؛
في عام 2005، تركت رنوة عملها كصحفية وكانت قد تلاقت عدة لحظات تاريخية لتمهيد خروجها من هذا العالم؛ حادثة سحل الصحفيات الشهيرة وانسحاب إسرائيل من غزة ومن ثمّ زيارتها إليها. كان اشتباكها التالي بعد هذه الزيارة مقالة كتبتها عن حال التعليم المصري وظاهرة "الدروس الخصوصية" المرتبطة بها، وقد أصابها اطلاعها على حقيقة الوضع ب"الفجيعة". تراكمت مشاعرها وزاد اشتباكها بموضوع التعليم في مصر بعد ذلك، وفي واحدة من الجلسات الاجتماعية مع أصدقائها، تحدثوا عن ضرورة إحياء مشروع معسكرات الكومبيوتر وتأثيره على جيل كامل من أبناء المنطقة العربية خاضوا هذه التجربة لمدة عقد امتد من منتصف الثمانينات وصولا إلى منتصف التسعينات (1984 – 1994).

تحمست رنوة للفكرة لكن خلفيتها المهنية كانت الصحافة، فوجدت ضالتها في زوجها علي – العضو الآخر من فريق مؤسسي أضف - الذي كان بالفعل قد خاض المستويات المختلفة من التجربة بمشاركته في معسكرات الكومبيوتر كمشارك، مدرب، نائب مدير ثم مدير. (نبذة عن مشروعي: دار الفتى العربي (موجود في الويكي) ومعسكرات الكومبيوتر.)) كانت معسكرات الكومبيوتر في أوائل ثمانينات القرن الماضي تجربة فريدة لتعليم البرمجة للفتية العرب، وكان هذا المسار سابقّا لعصره حيث مَن تعلم تلك الأدوات في وقتها أصبح بالفعل رائد في هذه المجالات مقارنة بأقرانهم وتكوّنت شبكة من التقنيين، الفنانين والباحثين جراء هذه المعسكرات ظلّوا على تواصل ببعضهم، منهم من سافر خارج المنطقة العربية ومنهم من بقى. كان على حينها يدير مؤسسة "تيم انترناشيونال" وهي تضم خبراء عرب في الإدارة والهندسة بالأساس وكانت الشركة هي الراعية لمعسكرات الكومبيوتر آنذاك، والتي كانت تسمى أيضّا بمعسكرات "تيم" (صورة للوجو).
دافع آخر حمّس رنوة للمضي قدمّا في تتبع خيط هذا المشروع وهو ابنها نبيل، وقد لاحظت كم المجهود والطاقة المطلوبين منها وعلي لمواكبة التطورات التقنية الحاصلة حينها والتعرف أكثر على اللغة الرقمية التي كانت حينها ما زالت وليدة وجديدة بالنسبة لجيلهما بينما ينشأ جيل جديد لا يجد في هذه اللغة أي اغتراب أو غرابة. كان الوصم الشائع حينها فيما يخص هذا العالم الرقمي الجديد اعتباره نوع من أنواع إضاعة الوقت أو مقصور على التسلية في أفضل الحالات. على عكس ذلك، رأت رنوة وعلى في هذا البُعد الافتراضي مساحة جديدة لمراكمة معرفة قائمة على التعلم والاكتشاف، وهامش لتعبير الفتية والشباب عن أفكارهم وتطلاعتهم عن طريق الاشتباك والتجريب مع هذا الوسيط.

انطلاقا من هذه التأملات، طوّرت رنوة من منهجيتها وبدأت في كتابة لائحة لأسماء ملهمة من كل المجالات بالعالم العربي استطاعوا امتلاك ملكة التعبير عن رأيهم الشخصي واستخدام وسائط مختلفة لعمل ذلك، خصيصّا هؤلاء الذين شاركوا بالفعل في معسكرات الكومبيوتر (لائحة الأسماء: رنوة). متكئة على خبرتها الطويلة كصحفية، قررت رنوة الذهاب إلى هذه الأسماء والجلوس معهم حاملة ورقة وقلم واشتبكت معهم في أربع محاور؛ معسكرات، تعبير، رقمي وعربي. امتدت هذه المرحلة لخمسة أشهر، قابلت خلالها رنوة ما يقارب خمسون شخصّا، تفرقوا ما بين بيروت والقاهرة وخرجت من هذه المقابلات بكم من الطاقة والإلهام.
كتبت رنوة ورقة مفاهيمية عن المشروع من صفحتين في أوائل 2006 يقترح الفكرة الرئيسية للمشروع والأهداف من وراءه وقررت البحث على أبناء من جيلها للمساهمة، فقادها ذلك للتعرف على مجموعة من شباب مؤسسة "نهضة المحروسة" أرسلت إليهم الورقة المفاهيمية، كما عقدت اجتماع معهم للاشتباك أكثر في الشق التنفيذي للمشروع. كانت أول ثمرة من هذه التجربة هو تعرفها على عليا مُسلّم، التي أصبحت عامل هام في تطوير الفكرة والتنفيذ خلال الفترة اللاحقة. خلال نفس العام، حلست رنوة مع شريف القصاص الذي أشار إلى أن إجابة تساؤلاتها يمكن أن توجد في البرمجيات مفتوحة المصدر، وهو ما أكد لها أن اتجاه المشروع مواكب بالفعل للتيار الصاعد على المستوى الدولي.

بعد خمسة أشهر من العمل التي تُرجمت في شكل الورقة المفاهيمية، طلبت رنوة اجتماع من مجلس إدارة شركة "تيم" وعرضت عليهم نتائج البحث؛ مُحفزّة إياهم على ضرورة إعادة إحياء روح معسكرات الكومبيوتر من خلال طلب دعم من "تيم" لتنفيذ المشروع. وافقوا بالفعل لتمويل المشروع لمدة سنتين على أن يستطيع المشروع بعد ذلك تمويل ذاته. كانت نتيجة ذلك الاجتماع هو حصول رنوة على مكتب في تيم ومنفذ إلى خبراء الشركة، الذين كانوا مشتبكين بالفعل مع ما يجري حول العالم من تطور تقني، كما أنهم لم يكونوا يكتفوا فقط بتعريب المعرفة لكن أيضّا توطينها بحيث تصبح مفهومة لسياقات المنطقة المحلية.
البدايات الفعلية. انطلق إذّا معسكر التعبير الرقمي العربي الأول في عام 2007 (صور للمعسكر - لوجو اللي صممته لينا مهرج: المعسكرات أول سنتين (اللوحو القديم) / لوجو محي الدين اللبّاد: لوجو تيم.) بدعم وتمويل من شركة "تيم". امتد المعسكر لثلاث أسابيع، وهي المدة الكافية تربويّا لغرز أنماط سلوكية جديدة عند الفتية والفتيات لكن أثبتت التجربة أيضّا استحالة استمرارية هذه المدة لطولها فتم الاتفاق على قصرها على أسبوعين في السنوات اللاحقة. اعتمد معسكر 2007 على ثلاث محاور وهم الفيديو، الصوت والتصميم البصري وتم إضافة الحوسبة بعد ذلك، إذ تجاوز المشاركون موقع الاستقبال وأصبحوا مشتبكين مع المحتوى والوسائط وقد تم تطوير محتوى المعسكر من خلال ورشة تدريب لتطوير المحتوى عُقدت في 2006 استمرت لمدة 5 أيام.

عند التفكير في المعسكرات وإدارتها، تم اللجوء إلى الكشافة أول الأمر وهو ما أثبت عدم مناسبته لطبيعة المعسكر والمحتوى المستهدف، إذ تم بناء أول معسكر على عدة فرضيات تم إعادة النظر فيها لاحقا. ادرك فريق معسكر 2007 بعد تجربته الأولى أن المشكلة الحقيقية ليست في الفتية والفتيات لكن في إيجاد مدربين وميّسرين مؤمنون بالقيّم التي تحاول أضف نشرها ودعمها، مشتبكون مع الأدوات والوسائط الرقمية المختلفة ويحاولون التعبير عن أنفسهم من خلالها. أين يمكننا إيجاد فريق مشتبك، متحرر، مؤمن بقيّم المؤسسة وقادر على التعامل مع الفتية والفتيات؟ أضحى ذلك هو التساؤل الحقيقي. نتيجة لذلك، تغيرت دفة البحث إلى وجهة دوائر الشباب الأصغر القادرة على المشاركة في فريق المعسكرات، مستفيدين بطاقاتهم وحماسهم في التعامل مع الفتية والفتيات بشكل كبير.
في فبراير 2008، وضمن فعاليات التحضير لمعسكر الفتية، عقد فريق المعسكرات خلوة في الفيوم وانتج خلالها عدد من الوثائق التي اُعتبرت بعد ذلك الدعامة الأولى الثابتة والحقيقية لتطوير المشروع، حيث طور الحاضرون أفكار ورؤى تخص ضروررة إقامة "تدريب المدربين" وتبادلوا الخبرات والاقتراحات فيما يخص المحتوى. هكذا، بعد خلوة الفيوم، بدأت الرؤية تضح وانطلاقا منها ومن دروس تجربة 2007 مع الكشافة، قام فريق المعسكرات بصياغة دعوة للتقديم على ورشة "تدريب مدربين" لاختيار 6 مدربين متخصصين من أصل 26 شخص متقدم في المجالات الأربعة للمعسكر ليخوضوا تجربة المعسكرات كمدربين. كان الهدف من الورشة - إلى جانب الشق التقني للمحتوى – هو التعرف على مدربين مؤمنين بنفس قيّم ورؤية المعسكرات قادرين على تمكين الفتية والفتيات من المحتوى التقني في جو من المرح والاكتشاف. (صور لتدريب المدربين في 2007)

خلال عملية اختيار المشاركين لمعسكر 2008، أرسلت جمعية صديقة لأضف في جنين بالضفة أسماء مُرشحيها متضمنّا اسم "بحور"، (صورة لبحور) وهو مُعسِكر سابق شارك عام 2007. برغم قرار فريق المعسكرات الأولي بعدم قبول أي مشارك خاض بالفعل التجربة سابقًا وذلك بهدف إعطاء الفرصة لآخرين، قرر الفريق قبول "بحور" للعام الثاني، وهذه المرة ليصبح مع سناء سيف – وهي معسكرة سابقة أيضَا – نواة "رواد الأسر". كان هذا التغيير في هيكلة المعسكرات الإداري نابع من إدراك فريق المعسكرات لأثر وأهمية الخبرة المتراكمة للمعسكرين السابقين وقدرتهم على الاشتباك مع محتوى المعسكر وبيئته، فتم استبدال الكشافة برواد الأسر الذي أصبح مُكوّن من المعسكرين القدامى. بدءً من هذه اللحظة، أصبح فريق المعسكرات ككل يمر بالتدريب التربوي ليكتسب كل الفريق المٌنخرط في التجهيز للمعسكر أدوات التعامل مع الفتية والفتيات التربوية إلى جانب المحتوى التقني. (صور لسناء وبحور يمكن) أضحت فكرة إشراك عدد من المُعسكرين القدامى في التحضير للمعسكرات اللاحقة باعتبارهم "رواد أسر" من سنن معسكرات الفتية وهي المساحة لانخراط هؤلاء المُعسكرين القدامى بصورة أكثر اشتباكًا ومعمل لتطوير مهاراتهم وأفكارهم.
مع بدء تشكل هوية المعسكر من خلال حضور الأنشطة الرقمية من جهة والحسية من جهة أخرى وتفاعلهم سويّا، واجه معسكر 2008 تحدي التمويل والموارد المالية برغم وجود دعم من شركة "تيم"، فتم تنظيمه انطلاقا من الجهود الذاتية للمؤمنين والمطلعين على المشروع. نجحت رنوة في الحصول على منحة أشوكا – ومدتها ثلاث سنوات – لتطوير محتوى المشروع، فاستغلت هذه الفرصة لإضافة عضو جديد للفريق – شيماء يحيى – للعمل معّا على تمويل المشروع مستقبليّا. استطاع فريق المعسكرات عن طريق منحة أشوكا تمويل جميع العمليات الإدارية لعام 2008 وشارك بالمعسكر 32 مشارك. (صور لمعسكر 2008)

مع قدوم عام 2009، كان جزء كبير من مجهود فريق المعسكرات مُوجه للحصول على دعم مادي يضمن استمرارية العمل والحد الأدنى من الوتيرة المنتظمة لتنفيذ المشروع، وبالفعل حصل الفريق على تمويل من مؤسسة (؟) "نسيج" لعقد ورشة "تدريب المدربين" (صور) التي نُفذت لأول مرة بشكل كامل في قاعات شركة "تيم"، المٌستعدة دائمًا لدعم المشروع عن طريق إتاحة الوصول للخبراء أو المساحات والقاعات. أصبح من الواضح حينها أنه يكفي الوصول للناس الملائمة المُشتبكة مع وسائط مختلفة في مجالاتها المتنوعة والمؤمنة بقيّم المعرفة الحرة والتشاركية لتطوير المشروع خطوة خطوة. من أجل الوصول لهؤلاء الناس "الملائمة"، تم الاستثمار الكثير من الوقت والمجهود في صياغة دعوة المعسكر واستمارات التقديم (صور/وثائق) حيث حاول فريق المعسكرات تطوير رؤيتهم ومشاركتها مع الآخرين من خلال هذه الدعوات، ومثّل ذلك فرصة لبناء سردية جماعية من خلال تفاعل المتقدمين وإجاباتهم على الاستمارة وفتح باب دوائر مشتركة. تجسد ذلك مثلًا في حالة "ميّسرة"، وهو مبرمج برمجيات حرة قرأ الدعوة ذلك العام وقرر أنه يريد الاشتباك مع تلك المجموعة الناشئة في مصر، وظل من حينها مشتبك مع المعسكرات، سواء الفتية أو الشباب، كمطور محتوى ومدرب.
تنظيرة علاء (الويكي / إيميل)

غربية وأضف
خلال عامي 2004 و 2005، كان أحمد غربية مشتبك مع مسائل المشاع الإبداعي والبرمجيات الحرة، خصيصًا رخص المشاع الإبداعي وهي كانت تعتبر موضوع حديثًا نسبيًا في مصر والمنطقة العربية، بالتوازي مع محاولات اكتشاف إمكانيات إعادة إحياء معسكرات الكومبيوتر. في عام 2007، كان يبحث فريق المعسكرات عن شخص يستطيع الحديث وتيّسير جلسة نقاش تخص رخص المشاع الإبداعي خلال ورشة "تدريب المدربين". كانت الورشة تقوم على دعوة شباب من خلفيات متنوعة من المنطقة العربية مهتمين بمسائل تتعلق بالبرمجيات الحرة والرخص الحرة، كما شمل أيضًا تددريب على المحتوى التعليمي والتربوي والسلوكي، فأشارت سناء سيف إلى غربية.
تواصلت رنوة مع غربية، وذهب الأخير بالفعل إلى مقر شركة تيم الذي كان يدعم مشروع المعسكرات حينها باعتباره جزء من مشروع المسئولية الاجتماعية للشركة. وجد غربية هناك شيماء وسما وبيتر فارس الذين كانوا يستخدمون إمكانيات الشركة من موارد لوجستية وتقنية كما قابل علي شعث، المدير التنفيذي للشركة حينها، ودار حوار بينهما بخصوص الويكي. عرف غربية أيضًا خلال هذه الزيارة انخراط منال وعلاء – الذين كانا صديقين له - في مشروع المعسكرات. شارك غربية، على إثر هذه الزيارة، في أول تدريب للمدربين، حيث تحدث حينها عن مسائل المشاع الإبداعي والرخص الحرة كما قام بتدريب المشاركين على أساسيات استخدام الويكي. وهكذا كانت بداية غربية مع مشروع المعسكرات ومن ثمّ أضف، التي انضم إليها رسميًا بعد الثورة مباشرة في 2011. دارت أولى النقاشت بين غربية وعلي بخصوص "ويكي أضف"، كونها واحدة من المكونات الأساسية في رؤية وممارسة المؤسسة، حيث كان علاء عبد الفتاح يساهم مع شركة تيم في تطوير نظام معرفي للشركة. تقابل الثلاثة وقرروا عمل ويكي لمشروع معسكرات التعبير الرقمي العربي، حيث كان بالفعل من أول الأنشطة التي يسّرها غربية بأضف هي ورشة عن تقنية الويكي واستعمالاتها المختلفة (صور). كانت المحررة الأولى لويكي أضف حينها رضوى مدحت.

تزامنت سنوات الحراك الاجتماعي والسياسي في مصر وصولًا إلى الثورة مع تحركات أكثر حسمًا وجرأة لفريق المعسكرات؛ ففي 2009، تم التأسيس القانوني للمؤسسة تحت عنوان "أضف"، قادمة من أول أربعة حروف لاسم المؤسسة رسميًا بالإنجليزية"Arab Digital Expression Foundation (ADEF)"، التي أصبحت في العربية "مؤسسة التعبير الرقمي العربي"، وهو ما بدا لكثيرين من المؤسسة ثقيل على اللسان مقارنة بالنسخة الإنجليزية. بعد التأسيس، انتقل فريق المعسكرات إلى ما سيصبح مقر أضف الدائم بحي المقطم في 2011 والذي تم افتتاحه رسميًا في فبراير 2012. خلال هذه المرحلة التأسيسية من عمر المؤسسة، انضم غربية إلى فريق العمل، وكانت أول زيارة له للمقر الجديد ل"دكة أضف"، التي كان حينها يوجد مكانها جراج.

كل هذه التطورات والعوامل ساهمت في تشكيل وتأكيد رؤية أضف بخصوص دعم الثقافة الحرة واكتمال عناصرها المختلفة التي تمثلت في ثلاث أبعاد مختلفة؛ البُعد الرقمي مُتمثل في البرمجيات الحرة، التعبير من خلال استخدام الأدوات الرقمية والبُعد الجغرافي مُمثلًا في الاشتباك مع قضايا المنطقة العربية وتعريب المعرفة. حدثت تغيرات كبيرة بطبيعة الحال خلال عام 2011، وهو ما تجسّد في نقاشات مكثفة مع العديد من المُشتبكين مع أضف ومنهم علي شعث، ميسرة، شادي وغربية وهو ما تمثّل على عدة أصعدة؛ حيث أصبح من الواضح مثلًا أن بإمكان المؤسسة عدم اقتصار أنشطتها على مرحلة الفتية ومدّ يد الشراكة والدعم لمجموعات من الشباب يعملون في المجتمع المدني ومشتبكون مع عملية التغيير الاجتماعي والسياسي (من خلال برنامج دعم مبادرات التعبير الرقمي/متر – ويكي) وذلك سواء أكان هذا الدعم عيني، مالي أو مؤسسي. كما بدأت شبكة أضف تمتد لتضمن ممارسين متنوعين في المجالات المختلفة المعرفية والفنية.

عمرو جاد وأضف
كان عمرو قد انهى دراسته في الصحافة وبدأ العمل في مجال التنسيق الإعلامي في المؤسسات الأهلية في عام 2009 عندما قرر في أكتوبر 2011 البحث عن عمل مختلف، فأشارت له صديقة على أضف، التي لم يكن قد سمع عنها من قبل، فقدم وأجرى مقابلتين، الأولى مع كريم هارون والثانية مع رنوة وعلي شعث في سبتمبر 2011. بدأ عمرو جاد عمله كمنسق إعلامي ومسؤولًا عن المساحة المجتمعية لأضف "دكة أضف" التي كانت في طور التجهيز حينذاك، مُتبعّا تقليد المؤسسة في أن يبدأ مُوظفيها الجدد عملهم يوم الثلاثاء، وذلك لحضور "فطار التلات" الجماعي الذي يشارك فيه جميع الموظفين في نوفمبر 2011. (صور)
يتذكر عمرو شعوره بالتيه أول ثمانية شهور من بداية عمله في أضف؛ حيث معظم العمل الذي قام به خلال هذه الفترة كانت عبارة عن اجتهاد ذاتي منه، يقوم بالبحث عن معلومات تخص تاريخ أنشطة المؤسسة، يشاهد فيديوهات سابقة لأضف ويقوم بترتيب القاعدة الإعلامية للمؤسسة. فكر حينها عمرو في الرحيل عن أضف لكنه لحسن الحظ لم يقدم على ذلك، وفي نوفمبر 2011 انطلق مشروع "متر" وكان دور عمرو خلال هذه الفترة هو تحديث البيانات الموجودة على موقع أضف ومراجعة الرسائل المُرسَلة إلى الإعلام بشكل أساسي. كان ما تزال المؤسسة في طور البناء. البداية الفعلية لدكة أضف كانت في سبتمبر 2012 عندما أقامت منى الصباحي ورشة جرافيتي (صور). يتذكر أيضًا عمرو واحدة من أكبر الفعاليات التي شارك فيها بأضف، بالأخص على المستوى اللوجستي، وهي ملتقى المشاع الإبداعي الرابع في ديسمبر 2012 بالتعاون مع Creative Commons حيث أتى فنانون عرب من مختلف الدولة بالمنطقة لمدة أربع أيام. تحمل عمرو أيضًا مسئولية اللوجستيات في بداية شهر فبراير 2013 مع ورشة أونلاين راديو التي أُقيمت في "الصندرة" بالإسكندرية، والتي كان بدأ التجهيز لها منذ أكتوبر 2012.

سيما دكة، وهي واحدة من الأنشطة التي ابتكرتها أول منسقة لدكة أضف، رشا سعفان وهي عبارة عن نادي للسينما يستهدف بالأساس جمهور المقطم من شباب وشابات يرغبون في مشاهدة أفلام مختلفة لا تُعرض بالضرورة في دور العرض التقليدية. سيما دكة في ذلك السياق جزء من أنشطة أضف الترفيهية إلى جانب "سهرة الخميس" (صور) وذلك بهدف تغيير رؤية الجمهور لهذه النوعية من الأنشطة والشعور بأهميتها من حيث كونها أنشطة بها محتوى تربوي وتعليمي في إطار ترفيهي. بدأت "سيما دكة" عروضها في أكتوبر 2013 (صور لأول عرض) وفي بداية ديسمبر لنفس العام، تم عرض فيلم "فرش وغطا"؛ كان الفيلم له جماهيرية كبيرة بالأساس ثم تواجد جزء من فريق عمل الفيلم (المخرج أحمد عبد الله) بالعرض ساهم أيضًا في استقطاب أعداد أكبر من المشاهدين، حيث وصل عدد الحضور في ذلك اليوم لما يقارب الخمسمئة شخص، توزعوا على أربعة عروض مختلفة ونقاش مع مخرج الفيلم. كان فريق أضف حاضر يومها بكامل قوته.

في بداية "سيما دكة"، كان يتم تحضير واختيار الفيلم أسبوعيًا وهو ما أثبت كونه مُرهق فقرر فريق دكة تحضير "تيمة" شهرية تجمع أربع أو خمس أفلام، وهو ما أصبح القاعدة فيما بعد. حرص فريق دكة أضف ألا يحتكر أحد وضع برنامج "سيما دكة" الشهري وذلك لاختلاف الأذواق والتوجهات بين الجمهور نفسه. تيمة "سيما دكة" اتكملت مع حلول عام 2016 إذ أصبح هناك "تيمة سنوية" بعنوان "سيما دكة حول العالم" (لوجو)، مُقسَمة إلى أشهر تزور أماكن مختلفة مثل "أمريكا، بريطانيا، فرنسا، أمريكا لاتينية، اليابان". كانت هذه العروض كاشفة بالنسبة لعمرو، حيث يستطيع أن يستشف من خلالها اهتمامات وتفضيلات الجمهور؛ فتوصل مثلًا إلى عدم اهتمام الجمهور بالسينما الآسيوية بيما هناك إقبال على السينما الإيرانية واللاتينية. كانت المفاجأة بالنسبة لعمرو هو اهتمام الجمهور وإقباله على عروض أفلام السينما الرومانية. استمرت "سيما دكة" في جذب أعداد أكبر من الجمهور والمهتمين بالسينما بينما كوّنت مجموعة أساسية من أربعة أو خمس أشخاص يحضرون كل عرض، بدأت طبيعة الجمهور أيضًا تتنوع بين كبار السن والأمهات التي تأتي مع أبناءها. ساعد تنوع الحضور واستمرارية الفعالية دون انقطاع منذ بدءها في 2013 في تطوير الثقافة السينمائية للحضور، بالذات مع إقامة حلقة نقاشية بعد كل عرض فيلم ليشارك من يريد من الحضور انطباعاته وآراءه عن الفيلم. بدأت "سيما دكة" مؤخرًا تعاونها مع مساحات مجتمعية أخرى بالقاهرة، فمثلًا في ديسمبر 2015 أُقيم عرض في كافيه روم كجزء من خطة "سيما دكة" للتعاون مع مساحات أخرى خارج المقطم. منذ بدايتها في أكتوبر 2013 حتى أكتوبر 2017، أي خلال أربع سنوات من تقديم عروض أفلام لجمهور المقطم، عُرض 137 فيلم "بسيما دكة".

[[تصنيف:تاريخ أضف]]
[[تصنيف:مشروعات]]