فلم فرش و غطا
دعم برنامج أضف أنتم فيلم فرش وغطامن خلال مبادرة السينمائيون المستقلون "مشروع" هي مبادرة من عدد من الفنانين المستقلين لتكوين كيان قادر على إنتاج ودعم إنتاج أفلام سينمائية ذات شكل مستقل، غير تجارية، وتركز على الأفلام التي تتناول أحداث وشؤون لا يوجد رواج لتقديمها في سوق السينما التجاري المعتاد، كما تركز على بناء نوع جديد للإنتاج السينمائي مبني علي منظومة تفاعلية غير هيراركية (المسئوليات الهرمية) قائمة على شكل الأبداع التشاركي أو التفاعلي أحيانا، الذي يدمج الفنانين والعاملين بالفيلم مع الأشخاص الطبيعيين وأصحاب القصص الأصلية التي تتحدث عنها الأفلام، رغبة في البدء في ترسيخ صناعة سينمائية مغايرة اقرب للناس، تحكي حكاياتهم بصدق، و تجعلهم جزءا من منظومة الإنتاج في شكل يدمج بين المبدع والمتلقي في أعمال تشاركية معاصرة.
لذا فهم يُعدون الآن فيلماً سينمائياً مستقلاً، يُسمى "فرش وغطا" وهو مبنى على الحكايات الموثقة للأحداث المؤسفة لفتح السجون المصرية، وما تعرض له المساجين خلال الأيام الأولى من الثورة المصرية عندما وجدوا أنفسهم في الشوارع، يتعرض الفيلم للواقع الإنساني المتردي للحي المهمش الذي ينتمي له البطل، والقمع المستمر الذي يتعرض له من دون أن يكون له يد فيما حدث أو يحدث، الفيلم مبني على المادة الفيلمية التي تم جمعها من قبل مؤسسات حقوقية حول أحداث سجون عديدة كسجن “القطا”، ويتم إعادة محاكاة الوضع بشكل درامي، ولكن مع الوضع في الاعتبار أن الفيلم فيلم روائي بحت، وبالتالي فهو لا يستغرق في المشكلة وعلاجها كشأن المشاريع التوثيقية، إنما يكتفي بالطرح وإعطاء القصة بعدا إنسانيا وفنيا بعيدا عن التوثيقات الرقمية الجافة.
في مراحل العمل بالفيلم يتم التعاون مع شخصيات حقيقية عاصرت الأحداث، ويتم تطوير وبناء القصة والشخصيات بناءا على تفاعل فريق العمل مع الناس الحقيقية واعتمادا على رواياتهم، وبالتالي فالعديد من الشخصيات من المناطق والأحياء تجد نفسها جزءا من العمل ويجد صناع العمل نفسهم جزءا من النسيج الحياتي اليومي، فطريقة إنتاج الفيلم معتمدة على التعاون الكامل والإبداع الجماعي بين فريق الفيلم أو المشاركين من الشخصيات الحقيقية، كنوع من تطوير تجربتنا السابقة في فيلم “ميكروفون - ٢٠١٠” الذي اعتمد على خلق القصص والحكايات بشكل جمعي مع فناني الإسكندرية المستقلين لكي يحكون حكاياتهم، مع فارق الموضوع والمنحى الفني المختلفان في هذا العمل. والتركيز على خلق منظومة تشاركية يتساوى فيها الجميع في مساحة الإبداع والحق في التطوير والإضافة والحذف.
يشارك في فريق العمل كلاً من:
- آسر يس: الممثل الرئيسي - حاصل على عدد من الجوائز منها جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج، من أعماله أفلام: الجزيرة، رسائل البحر.
- أحمد عبد الله السيد: مخرج مصري مستقل، درس الموسيقى، أخرج فيلمي “هليوبوليس” و“ميكروفون” الحاصل على عدد من الجوائز مثل ذهبية مهرجان إسطنبول، وقرطاج، وأفضل فيلم بمهرجان القاهرة الدولي.
- طارق حفني: مصور فوتوغرافي ومدير التصوير - درس الفنون الجميلة، له معارض فوتوغرافيا منها: ”مدن ٢ لون” ومدير تصوير عدد من الأفلام المستقلة منها”ميكروفون”
- عمر شامة: منتج مشارك . أخر أعماله كانت مع المخرج يسري نصرالله حيث كتب بالمشاركة معه فيلمه الأخير "بعد الموقعة" والذي يستعرض حياة أحد الخيالين الذين شاركوا في موقعة الجمل الشهيرة.
- هاني صقر: منتج فني، يعمل بين القاهرة و دبي، من أوائل المشتغلين على شكل الإنتاج المستقل في مصر، عمل مع عدد من المخرجين مثل إبراهيم البطوط ، أحمد عبد الله، محمد خان.
- محمد حفظي: منتج مشارك - مؤسس شركة فيلم كلينيك وكاتب سيناريو، انتج عدد من الأفلام منها : الطيب والشرس والسياسي – ميكروفون.
الفيلم السينمائي تنتهي حالته التفاعلية على الصعيد الحياتي ومن حيث العلاقة المباشرة بالأفراد حينما يتم عرضه على الشاشات.. ويتحول لتفاعل وجدال نظري بين صناعه ونقاد الفن ومشاهدي الفيلم.
المدونة المنبثقة من المشروع سيكون دورها التفاعلي أطول وربما أعمق بعض الشيء، لما سيترتب عنها من نقد وإعادة تقييم للمحتوى وللفيلم وأفكاره، ومتابعة ما نجم عن هذه التجربة، ورد فعل الناس بشأنها.
هذا الفيلم السينمائي يلازمه شق أخر غير الشق الفني الذي تم سرده سابقاً، وهو إنشاء مدونة تعمل بالتوازي مع فترة العمل بالفيلم لتغطي المواضوعات ووجهات النظر التي قد لا يطرحها الفيلم السينمائي بشكل مباشر. تلك المدونة لها جانب سمعي بصري عبارة عن أفلام قصيرة مصورة أثناء العمل تشمل لقاءات مع سكان المناطق التي يتم التصوير فيها وتعرض لظروف حياتهم اليومية بشكل واضح، فضلا عن ربط ذلك بوجهة نظر فريق التصوير حول الوضع الراهن للتجمعات السُكانية موضوع الفيلم، ومحاولة الوقوف على الشكل الحياتي المعاش يوميا هناك بأسلوب مباشر واضح قد يسهل الرجوع إليه ودراسته وإعادة استخدامه خاصة في الجانبين البحثي والحقوقي كما نتمنى، حيث أن الفيلم السينمائي -وهو الشق الرئيسي، ونظرا لاختيارات فنية - قد لا يحوي قدرا من المباشرة والاستغراق في الأزمات في كثير من الأحيان. و إنما يلتزم برؤيته وأسلوبه الخاص في عرض الأزمات أو إثارة التساؤلات عنها.
وبالتالي فالمدونة ستكون ذات محتوى مفتوح للجميع منشورة تحت رخصة المشاع الإبداعي، تشمل عددا من الأفلام الوثائقية القصيرة وبعضاً من لقطات الفيديو واللقاءات، التي لا يمكن الوقوف على عددها وتوقيتها الآن إلا بالبدء في التصوير حينما سيظهر بشكل جلي مدى ملائمة هذا الوسيط “الفيديو الحواري المصور”لكل منطقة او محطة ستمر من عليها أحداث الفيلم. وإضافة إلى الأفلام فسيكون هناك المحتوى المكتوب الذي سيُعَد في صيغة تشبه “يوميات”التصوير، لكنها لا علاقة لها بالشكل المعتاد لتغطية التصوير وفريق عمله أو ما يعرف بـ Making .. بالعكس، فإنها ترتكز على الشق التفاعلي الحقيقي بين الفيلم وصانعيه من ناحية والأماكن الطبيعية التي سيتم التصوير فيها و أهلها من ناحية أخرى.
الفيلم السينمائي، وما سيتبعه من شق توثيقي مرئي أو مقروء في المدونة سيعتمد على رؤية الأطراف الحقيقة، وليس على تحليلنا كصناع فيلم للقضايا، وإنما الأمر أقرب برؤية تأملية للوضع، مع التركيز على إعطاء الشخصيات مساحة للحكي والحديث، كذلك مع التأكيد على عدم كيل اتهام واضح لشخص أو جهة أو كيان، والتأكيد على ميلنا العام لجعل الأمر أشبه بصيغة العرض الشامل منه إلى القفز للنتائج والتحليل التي لا نراها مهمة الفيلم السينمائي، والتأكيد على الجانب الحقوقي المعني بالبعد التام- صورة أو قولا - عن كل ما يتعارض مع مباديء حقوق الإنسان كالتحريض الطائفي أو تبني خطاب كراهية أو تبني أفكار نختلف جميعا معها وفقا للمفهوم الإنساني قبل الحقوقي.
للتواصل مع مبادرة السينمائيون المستقلون "مشروع" عبر موقعهم http://mashrou3.org