مشروع تمكين الشباب رقميا/سياق المشروع
سياق المشروع وتحليله
وقع المشروع
بعد أن أدرك فريقنا عدم وجود مجالات للقواعد الشعبية للتعبير في مصر وأثناء دراسته للحقائق الرقمية الشاملة فى القاهرة، قرر تطوير مركز للتعبير الرقمي في منطقة المقطم بالقاهرة، ومن خلال هذا المشروع المقترح وتكرار ونشر نموذجه لتنفيذه في مقار منظمات شباب أخرى في المجتمع المحلى، في الحى، وفي محافظة أسيوط، وفي نهاية المطاف في أماكن أخرى في مصر والعالم العربي.
سيتم تنفيذ البرنامج عن طريق منظمات المجتمع المحلي. وسوف تستهدف الأنشطة الشباب، والأطفال، والمنظمات غير الحكومية، ومجموعات الشباب، وكيانات في حي المقطم، تشمل مجتمعات مناطق الزلزال، والزبالين، ومنشية ناصر بمحافظة القاهرة، و صدفا بمحافظة أسيوط.
الواقع أن المكوِّن المحروم فى المجتمع المحلى فى المقطم و صدفا لم يتأثر إلى الآن بصورة مباشرة برياح التغيير التي أطلقها ما كان يُسمَّى أيضا "الثورة الرقمية". ونحن نأمل فى أن تؤثر شبكة عمل مؤسسة التعبير الرقمي العربي وخبرتها بصورة نشيطة فى هذا الشباب، وأن تقدم لهم المهارات اللازمة لاستخدام أدوات التعبير الحديثة للتواصل على مستوى العالم. وللحاجة إلى الحصول على المعرفة الرقمية أهمية خاصة للشباب المحروم الذى ينمو ويعيش في البلدان التي يتم فيها منح حيّز ضئيل للتعبير عن النفس وذلك بسبب القيود السياسية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية.
نريد أن نشارك في تمكين القادة الشباب من صياغة خياراتهم الخاصة في هذه الفترة السياسية الانتقالية، لكيْ يتمكنوا من المشاركة بصورة واعية في الحياة العامة لمجتمعهم، مع تحسين قدراتهم التقنية والفنية. ومن خلال اكتساب هذه المعرفة التقنية، سوف يشعر الشباب بالتمكن والثقة للمبادرة إلى الإسهام فى تنمية طاقتهم الفردية والمجتمعية على حد سواء، وبالتالي للتأثير أيضا بشكل مباشر فى كسب عيشهم. ويرتبط اقتراحنا ارتباطا مباشرا باحتياجات هؤلاء السكان الشباب الذين يُعِدُّون أنفسهم لمستقبل ديمقراطي، يصيرون فيه مواطنين فعالين يشاركون في جميع أشكال الإصلاحات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية.
بيئة المشروع والحالة الاقتصادية الاجتماعية للمجتمع المستهدف
كان لحىّ المقطم الذي طوَّره مخطِّط حضري إيطالي، طراز موحد في مراحله المبكرة تطور بشكل طبيعي على مر السنين. وهو اليوم الحي الذي يُؤوي مجتمعات محلية متقاطعة من مهنيين شباب، وأسر غنية، وعناصر من الطبقة الوسطى التقليدية، ومناطق محرومة. وفي الجزء السفلي من قمة الهضبة التي تشكِّل المقطم يقع مجتمع جامعي القمامة، وهم مجموعة من أهالى الصعيد الذين يعيشون في هذه المنطقة منذ الخمسينات ويعملون منذ ذلك الحين عملا غير رسمي في فرز القمامة وإعادة تدويرها. وفي عام 1992، دفع زلزال ضخم ضرب مصر الآلاف إلى الانتقال إلى الهضبة العليا لمنطقة المقطم حيث تم تقديم الإسكان الحكومي بالنسبة لأولئك الذين فقدوا منازلهم. ومن المتوقع، في الآونة الأخيرة، حدوث موجة من التطوير مع الانتهاء من الحي الراقي داخل الحي تجذب الموسرين فى المحل الأول.
تعانى المجتمعات المحلية المهمَّشة في المقطم الفقر المدقع، ومستوى خطيرا من البطالة والأوضاع المعيشية غير الصحية، والإسكان المفرط الازدحام، وعدم الحصول على الخدمات العامة مثل جمع القمامة أو النقل العام. والمدارس في حالة سيئة للغاية في حين يجرى غالبا إجبار الأطفال على التورط في العمل اليومي مقابل أجور هزيلة فى سبيل إعالة أسرهم. وما يزال العديد من أولئك الذين انتقلوا إلى المقطم في أعقاب الزلزال يعانون من انعدام الأمن وصدمة تشريدهم واقتلاعهم من جذورهم فى مجتمعاتهم الأصلية. وفي حين أن بعض المنظمات غير الحكومية تقوم بتقديم برامج تعليمية ضرورية للغاية وأنشطة فنية، لم تتخصص أىّ منظمات منها بعد في توفير الوصول والمعرفة التقنية فى مجال تكنولوچيا المعلومات والاتصالات، اللازمة لتمكين الشباب من تبنىِّ الحقائق الحديثة التي تحيط بهم.
وصف المشكلة
على مدى عقود، تطورت المنطقة العربية، وعلى وجه الخصوص مجتمعاتها المحلية المهمشة إلى بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية تمنعها من المشاركة في تحديد حياتها ورغباتها. وفي عصر من الإنجازات التكنولوجية الواسعة وتدفقات المعلومات المتغيرة، التى لم يَعُدْ المواطنون فيها مجرد متلقِّين بل صاروا مساهمين في عالم وسائل الإعلام، يحتاج الشباب العربي إلى اكتساب مهارات تسمح لهم بأن يصبحوا جزءا من هذه الثورة المعلوماتية والمشاركة بنشاط في المجتمع المتنامى للمعرفة المشتركة. وفي حين أن للشباب العربي بشكل عام وصولا معقولا إلى الأدوات الرقمية، فإنه لا يخلق إلا قدرا هامشيا من محتوى الشبكة باللغة العربية.
الواقع أن تعريض المراهقين والشباب المحرومين لأدوات و مستودعات تعاونية لإنتاج و نشر المعرفة مثل ويكيبيديا، ويوتيوب، وتويتر، وفليكر، و چامندو، و ڤيميو، و مدونات، يساعدهم على كسر الحدود الشخصية والجسدية على السواء. وتمثل وسائل الإعلام الرقمية فرصة هائلة أمام الأفراد للتعلُّم، والنمو، والتعبير، والمشاركة في المجتمعات التي يعيشون فيها، وبصورة خاصة إذا كانت تقوم على معايير مفتوحة يشكل فيها الاقتسام والتعاون قيمة أساسية. وفي سياق لا تلبِّي فيه أنظمة التعليم الشكلية السائدة بالضرورة الحاجة إلى التمكين، والإبداع، والتعبير عن النفس، والتفكير النقدي، وعندما تكون تكنولوچيا المعلومات والاتصالات وبرامج المصادر المفتوحة هي التي تقدم نماذج مستقلة للتعلم يمكن أن تملأ تلك الثغرات الناقصة، فإن مؤسسة التعبير الرقمى العربى، التي تعنى الحروف الأولى فى كلماتها ADEF "أَضِفْ" باللغة العربية، تشرع فى العمل.
الخبرة السابقة للمنظمات غير الحكومية
بعد إنشائها بست سنوات، قامت مؤسسة التعبير الرقمي العربي بتجميع كَمٍّ ملهم من المعرفة بشأن القضايا والممارسات حول التعبير الرقمي، والحثّ على التعبير عن النفس، والتعاون، والنماذج المفتوحة المصادر للتنمية(1)، وتعريب الممارسات التعليمية، وغيرها. وقد تم بناء هذا الكَمّ من المعرفة حول معسكرات تعليمية وسكنية متعاقبة للتعبير الرقمي يجرى تنظيمها كل صيف لاستضافة من 60 إلى 80 من الصغار من ثمانية بلدان في العالم العربي. كم تم تجميعها من خلال شبكة متطورة من الفنانين، والتقنيين، ورجال التعليم، والناشطين، الذين عملوا مع مؤسسة التعبير الرقمي العربي بأشكال مختلفة، من تقديم المشورة بشأن المناهج الدراسية المقررة، إلى التدريب، إلى دعم البناء المؤسسي، إلى نسج صلات لمبادرة التعليم للمنطقة وأكثر من ذلك.
ومنذ أن بدأت أنشطتها، قامت مؤسسة التعبير الرقمي العربي بتدريب 170 من المهنيين الشباب العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 من مصر، وتونس، والمغرب، ولبنان، وفلسطين، والعراق، والسودان، واليمن، والأردن، وسوريا، في الفنون الرقمية التى تقوم على تكنولوچيا المصادر المفتوحة ومختلف منهجيات التدريب التى تقوم على التجريب والمرتبطة بغرض التعبير. كما قامت المؤسسة بتدريب 284 من الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 16 خلال ستة معسكرات إقامة صيفية في مختلف أشكال التعبير الرقمي بما في ذلك السينما، والصوت، والموسيقى، وتصميم الجرافيك، وتصميم المواقع الإلكترونية، والرسوم المتحركة، وويب كوميكس، وويب 2.0. وتترافق مع المسارات الرئيسية أنشطة مثل الرياضة، والفنون، والحرف اليدوية التى تهدف إلى خلق بيئة حرة يتم فيها تطوير التعبير الفردي والجمعي من خلال الألعاب.
عملت مؤسسة التعبير الرقمي العربي مع المنظمات المجتمعية، بما في ذلك منطقة المقطم. وأقمنا ورش عمل محلية في أماكن عملها وفي وقت لاحق حضر عدد من صغارهم معسكراتنا الصيفية. وفي العام الماضي، أطلقنا دراسة بحثية لرسم خرائط للمجتمع المحلى في الحي وذلك لتحديد الكيانات الموجودة فى المجتمع المحلى، والموارد، واحتياجاتها. ونحن نأمل أن نوسع هذه التجربة لتمتد إلى المنظمة الشريكة لنا في صدفا(2)، وذلك لتنفيذ مشروعنا هناك أيضا. وسوف نقوم بإنشاء شراكات مع 10 منظمات/كيانات محلية (8 من المقطم و 2 من صدفا) لكى يقوم هذا البرنامج المحدَّد والعمل بالاشتراك معها بتعليم شبابها ومجتمعاتها المحلية.
تحليل المنظمات غير الحكومية للمشاكل و الفرص
فيما كان يقوم بإنضاج مشروعه الشامل، أدرك فريق مؤسسة التعبير الرقمي العربي وجود ندرة فى المجالات، البدنية والعقلية على السواء، المتاحة لهدف التعبير عن النفس في العالم العربي. وفيما يتعلق بزرع الثقافة والأنشطة التى تقوم على التعبير والتجربة التعليمية في هذه المنطقة، انتهت مؤسسة التعبير الرقمي العربي إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من أبنية القواعد الشعبية الدائمة بالإضافة إلى أنشطة موسمية، مثل معسكرات الإقامة الصيفية، التى قامت بتنظيمها على مدى السنوات الست الماضية. ولهذا قررت تطوير مركزها الدائم للتعبير الرقمي ومن خلال هذه التجربة تطوير برنامج لتكرار ونشر نموذجه.