تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 64: سطر 64:  
هل كانت اللحظة الثورية تحمل حقا نواة رؤية مغايرة للعالم و بدائل لطرقه القديمه، أم أن فئات من الجماهير الممارسة الفعل الثوري في لحظة توهجه اندرجوا كذلك في ممارسة علنية مظهرية ما أن أتقنت النظم لعبتها حتى قلبت بها السحر عليهم!
 
هل كانت اللحظة الثورية تحمل حقا نواة رؤية مغايرة للعالم و بدائل لطرقه القديمه، أم أن فئات من الجماهير الممارسة الفعل الثوري في لحظة توهجه اندرجوا كذلك في ممارسة علنية مظهرية ما أن أتقنت النظم لعبتها حتى قلبت بها السحر عليهم!
   −
هل كان فعل التذمر الأقصى الطافح بتجرع خيبة الأمل الجمعية و الكفر بتاريخ من التلاعب بالعقول مصحوبا بقدرة جديدة على التحليل الآني لمعطيات الحظة الماثلة في رسائل تصدرها كلّ الأطراف اللاعبة؟ أم أن ذلك الانفجار كان بدافع من أمل لم تواكبه مثل تلك القدرة على الاستشراف و التوليف؟
+
هل كان فعل التذمر الأقصى الطافح بتجرع خيبة الأمل الجماعية و الكفر بتاريخ من التلاعب بالعقول مصحوبا بقدرة جديدة على التحليل الآني لمعطيات الحظة الماثلة في رسائل تصدرها كلّ الأطراف اللاعبة؟ أم أن ذلك الانفجار كان بدافع من أمل لم تواكبه مثل تلك القدرة على الاستشراف و التوليف؟
    
و لماذا ظل السؤال الاستنكاري "هل لديكم بدائل؟" جاثما على كل خطوة، مهددا في كل لحظة بانفضاض كتل كبيرة ممن لم يكونوا قد حسموا أمورهم بعد، و هم المتلقي و المستهدف الأول بطوفان رسائل كل الأطراف الدافعة بالتغيير - في اتجاه أو آخر. لماذا عجزت رسائل قوى التغيير عن إحداث أثر ببدائلهم المطروحة - بغض النظر عن درجة محدوديتها و شموليتها - يماثل ذلك الأثر الذي كان يحدثه ثغاء التخويف و التفزيع و ضلالات المؤامرة و هلاوس معاداة العالم؟
 
و لماذا ظل السؤال الاستنكاري "هل لديكم بدائل؟" جاثما على كل خطوة، مهددا في كل لحظة بانفضاض كتل كبيرة ممن لم يكونوا قد حسموا أمورهم بعد، و هم المتلقي و المستهدف الأول بطوفان رسائل كل الأطراف الدافعة بالتغيير - في اتجاه أو آخر. لماذا عجزت رسائل قوى التغيير عن إحداث أثر ببدائلهم المطروحة - بغض النظر عن درجة محدوديتها و شموليتها - يماثل ذلك الأثر الذي كان يحدثه ثغاء التخويف و التفزيع و ضلالات المؤامرة و هلاوس معاداة العالم؟
   −
عند نشوب أية حركة تغيير احتجاجيَّة، سواءٌ أكانت سياسيَّة أم اجتماعيَّة، فإنَّ أحد مطالب لحركة التغيير الاحتجاجيَّة هذة تكون عادة، وكما يقول التاريخ، الإسقاط الكلي للأدوات الإعلامية التي كانت تعتمد عليها السلطة السابقة. هذا ما حدث تقريباً في غالبية الحركات التغييريّة في أوروبا وأميركا، و لنا في الثورات الطلابيَّة في أوروبا في الستينات مثالا واقعا.  
+
عند نشوب أية حركة تغيير احتجاجيَّة، سواءٌ أكانت سياسيَّة أم اجتماعيَّة، فإنَّ أحد مطالب حركة التغيير الاحتجاجيَّة هذة تكون عادة، وكما يقول التاريخ، الإسقاط الكلي للأدوات الإعلامية التي كانت تعتمد عليها السلطة السابقة. هذا ما حدث تقريباً في غالبية الحركات التغييريّة في أوروبا وأميركا، و لنا في الثورات الطلابيَّة في أوروبا في الستينات مثالا واقعا.  
    
ولطالما كان الإعلام العربي خاضعاً بشكل متفاوت الأعماق، إلى الأجندة المعنوية للجهات التمويليَّة و ممارسا لتوجهات و افعال تبتعد في مجملها عن دور الإعلام في محله، أصبح هذا الإعلام يهتم بهواجس الدول الممولة ومشاريعهم الخاصَّة، بدلاً من مفعوله الاجتماعي والسياسي التغييري. لذلك نشأ الإعلام البديل كمحاولة للامتلاك الاجتماعي للإعلام، وإخراجه من سيطرة القوى المالية-السياسية- الأمنية الكبرى.  
 
ولطالما كان الإعلام العربي خاضعاً بشكل متفاوت الأعماق، إلى الأجندة المعنوية للجهات التمويليَّة و ممارسا لتوجهات و افعال تبتعد في مجملها عن دور الإعلام في محله، أصبح هذا الإعلام يهتم بهواجس الدول الممولة ومشاريعهم الخاصَّة، بدلاً من مفعوله الاجتماعي والسياسي التغييري. لذلك نشأ الإعلام البديل كمحاولة للامتلاك الاجتماعي للإعلام، وإخراجه من سيطرة القوى المالية-السياسية- الأمنية الكبرى.  
412

تعديل

قائمة التصفح