تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 32: سطر 32:  
=== - النص ===
 
=== - النص ===
   −
نحن اليوم قطعا في دور انهزام. فبعد أن ظنت جماهير عربية واسعة أن حلم الحرية صار قريب المنال، و أن أبواق النُظُم التي قبعت على وجدان الشعوب قد انتهى عصرها و شارفت على التحلل تحت وطأة الحقيقة الصارخة في الشوارع و الميادين، عدنا اليوم إلى وضعية طبق الحساء الكبير: حيث لا معاني للكلمات، و حيث تعني كلمات مثل "ثورة" و "كرامة" و حتى "وطنية" الشيء و نقيضه و حيث يجد التعذيب و القتل و الارتزاق العسكري من يجمّله و يدافع عن وجوده، و يجد كذلك من يقبل كل ذلك و يصغي إليه بينما مواطنو دول العالم العربي يصطفون في طوابير يومية تأكل أيام حياتهم حتى ينتزعوا فقط حق الوجود كأعداد مضافة وسط الجموع، و إذا استطاعوا انتزاعه، ينغمسون في صراعات يومية للأكل و الشرب و الحياة و أحيانا قد يهتف أحدهم بالصحة و التعليم و الدخل المناسب، حتى تهاجمه الأنظمة و أدواتها الإعلامية العديدة و تصفه بالفئوية أحيانا و البله أو الإنحلال في أحيان أخرى و تنقض على كل فرصة لأشخاص أو مجموعات لإنتزاع تفردهم.
+
نحن اليوم قطعا في دور انهزام. فبعد أن ظنت جماهير عربية واسعة أن حلم الحرية صار قريب المنال، و أن أبواق النُظُم التي قبعت على وجدان الشعوب قد انتهى عصرها و شارفت على التحلل تحت وطأة الحقيقة الصارخة في الشوارع و الميادين، عدنا اليوم إلى وضعية طبق الحساء الكبير: حيث لا معاني للكلمات، و حيث تعني كلمات مثل "ثورة" و "كرامة"، ودعك من "وطنية"، الشيء و نقيضه و حيث يجد التعذيب و القتل و الارتزاق العسكري من يجمّله و يدافع عن وجوده، و يجد كذلك من يقبل كل ذلك و يصغي إليه بينما مواطنو دول العالم العربي يصطفون في طوابير يومية تأكل أيام حياتهم حتى ينتزعوا فقط حق الوجود كأعداد مضافة وسط الجموع، و إذا استطاعوا انتزاعه، ينغمسون في صراعات يومية للأكل و الشرب و الحياة و أحيانا قد يهتف أحدهم بالصحة و التعليم و الدخل المناسب، حتى تهاجمه الأنظمة و أدواتها الإعلامية العديدة و تصفه بالفئوية أحيانا و البله أو الإنحلال في أحيان أخرى و تنقض على كل فرصة لأشخاص أو مجموعات لإنتزاع تفردهم.
    
المسيرات الجرّارة في شوارع القاهرة المارة تحت مباني المؤسسات "الإعلامية" العتيدة كانت تشير إليها بالسبابات و تعمرها بهتافات تصمها صراحة بالزيف و الكذب و التصليل و اللصوصية المحضة.
 
المسيرات الجرّارة في شوارع القاهرة المارة تحت مباني المؤسسات "الإعلامية" العتيدة كانت تشير إليها بالسبابات و تعمرها بهتافات تصمها صراحة بالزيف و الكذب و التصليل و اللصوصية المحضة.
9

تعديل

قائمة التصفح