سطر 1: |
سطر 1: |
− | بداية الحكاية تجربة شهدتها رنوة – واحدة من مؤسسين أضف – والهمتها، فقررت تتبع أبطالها لمعرفة تفاصيلها؛
| + | بعد سنوات طويلة في عملها بالصحافة، تركت رنوة يحيى المهنة في عام 2005، وكتبت خلال الشهور اللاحقة مقالة عن حال التعليم في مصر، وهو ما تزامن مع إدراكها خلال هذه الأشهر، لكم المجهود والطاقة المطلوبين منها وزوجها علي لمواكبة التطورات التقنية التي كان يتفاعل معها ابنهم نبيل؛ الذي كان يكبر مُحاطً بلغة جديدة لا يشعر تجاهها بأي غرابة أو اغتراب، حيث لم تُعد اللغة الرقمية مجرد مساحة للتسلية وإضاعة الوقت كما كانت تُوصم في جيلي رنوة وعلي، بل أصبحت في حد ذاتها وسيلة لمراكمة المعرفة القائمة على اللعب والتعلم والاكتشاف، وهامش لتعبير الفنية والشباب عن أفكارهم وتطلاعتهم عن طريق هذا الوسيط. |
| | | |
− | في عام 2005، تركت رنوة عملها كصحفية وكانت قد تلاقت عدة لحظات تاريخية لتمهيد خروجها من هذا العالم؛ حادثة سحل الصحفيات الشهيرة وانسحاب إسرائيل من غزة ومن ثمّ زيارتها إليها. كان اشتباكها التالي بعد هذه الزيارة مقالة كتبتها عن حال التعليم المصري وظاهرة "الدروس الخصوصية" المرتبطة بها، وقد أصابها اطلاعها على حقيقة الوضع ب"الفجيعة". تراكمت مشاعرها وزاد اشتباكها بموضوع التعليم في مصر بعد ذلك، وفي واحدة من الجلسات الاجتماعية مع أصدقائها، تحدثوا عن ضرورة إحياء مشروع معسكرات الكومبيوتر وتأثيره على جيل كامل من أبناء المنطقة العربية خاضوا هذه التجربة لمدة عقد امتد من منتصف الثمانينات وصولا إلى منتصف التسعينات (1984 – 1994). | + | انطلاقًا من هذا الإدراك بأهمية دور التعبير في تنشئة الفتية والفتيات وارتباطه في هذا العصر باللغة الرقمية، قررت رنوة تطوير منهجيتها في البحث؛ مستعينة بشبكة واسعة ومتنوعة من التقنيين والفنانيين والكتّاب والأدباء من مختلف دول المنطقة العربية كانت قد كوّنتها خلال سنوات عملها الطويلة كصحفية في لبنان، وهم أفراد فاعلون حتى اليوم في مجالاتهم واستندوا في ممارساتهم المهنية والفنية على وسائط مختلفة للتعبير عن أفكارهم. امتدت هذه المرحلة لخمسة أشهر، قابلت خلالها رنوة ما يقارب خمسون شخصًا، في بيروت والقاهرة، وتكللت هذه الفترة البحثية بصياغة '''ورقة مفاهيمية''' عن المشروع من صفحتين في أوائل 2006 يقترح الفكرة الرئيسية للمشروع، مُحددًا هويته القائمة على أربعة محاور؛ أهمية خلق مساحة للفتية والفتيات دون سن السادسة عشر للتعبير عن أنفسهم، قادمون من مختلف الدول العربية، وذلك باستخدام وسائط رقمية خلال هذه التجربة، في جو من التجريب والاكتشاف واللعب في إطار معسكرات. ارتكزت هذه الهوية على أربع مجالات رئيسية خلال المعسكرات؛ '''الفيديو'''، '''الصوت والموسيقى'''، '''التعبير البصري''' و'''الحوسبة'''. |
| | | |
− | تحمست رنوة للفكرة لكن خلفيتها المهنية كانت الصحافة، فوجدت ضالتها في زوجها علي – العضو الآخر من فريق مؤسسي أضف - الذي كان بالفعل قد خاض المستويات المختلفة من التجربة بمشاركته في معسكرات الكومبيوتر كمشارك، مدرب، نائب مدير ثم مدير. (نبذة عن مشروعي: دار الفتى العربي (موجود في الويكي) ومعسكرات الكومبيوتر.)) كانت معسكرات الكومبيوتر في أوائل ثمانينات القرن الماضي تجربة فريدة لتعليم البرمجة للفتية العرب، وكان هذا المسار سابقّا لعصره حيث مَن تعلم تلك الأدوات في وقتها أصبح بالفعل رائد في هذه المجالات مقارنة بأقرانهم وتكوّنت شبكة من التقنيين، الفنانين والباحثين جراء هذه المعسكرات ظلّوا على تواصل ببعضهم، منهم من سافر خارج المنطقة العربية ومنهم من بقى. كان على حينها يدير مؤسسة "تيم انترناشيونال" وهي تضم خبراء عرب في الإدارة والهندسة بالأساس وكانت الشركة هي الراعية لمعسكرات الكومبيوتر آنذاك، والتي كانت تسمى أيضّا بمعسكرات "تيم" (صورة للوجو).
| + | على إثر ذلك، طلبت رنوة اجتماع من مجلس إدارة شركة "تيم انترناشيونال" الذي كان علي شعث مديرها آنذاك؛ وهي تضم خبراء عرب في الإدارة والهندسة بالأساس، وكانت الشركة لها خبرة سابقة في دعم "معسكرات الكومبيوتر" في أوائل ثمانينات القرن الماضي لتعليم البرمجة للفتية العرب ''(معسكرات "تيم" - صورة للوجو)''، وعرضت عليهم نتائج البحث؛ مُحفزّة إياهم على ضرورة إعادة إحياء روح معسكرات الكومبيوتر من خلال طلب دعم من "تيم" لتنفيذ المشروع. وافقت شركة "تيم" بالفعل على تمويل المشروع لمدة سنتين على أن يستطيع بعد ذلك تمويل ذاته. كانت نتيجة ذلك الاجتماع هو حصول رنوة على مكتب في "تيم" ومنفذ إلى خبراء الشركة، الذين كانوا مشتبكين بالفعل مع ما يجري حول العالم من تطور تقني ومهتمين أيضًا بتعريب المعرفة لتناسب سياقات البلدان العربية. |
− | دافع آخر حمّس رنوة للمضي قدمّا في تتبع خيط هذا المشروع وهو ابنها نبيل، وقد لاحظت كم المجهود والطاقة المطلوبين منها وعلي لمواكبة التطورات التقنية الحاصلة حينها والتعرف أكثر على اللغة الرقمية التي كانت حينها ما زالت وليدة وجديدة بالنسبة لجيلهما بينما ينشأ جيل جديد لا يجد في هذه اللغة أي اغتراب أو غرابة. كان الوصم الشائع حينها فيما يخص هذا العالم الرقمي الجديد اعتباره نوع من أنواع إضاعة الوقت أو مقصور على التسلية في أفضل الحالات. على عكس ذلك، رأت رنوة وعلى في هذا البُعد الافتراضي مساحة جديدة لمراكمة معرفة قائمة على التعلم والاكتشاف، وهامش لتعبير الفتية والشباب عن أفكارهم وتطلاعتهم عن طريق الاشتباك والتجريب مع هذا الوسيط.
| |
| | | |
− | انطلاقا من هذه التأملات، طوّرت رنوة من منهجيتها وبدأت في كتابة لائحة لأسماء ملهمة من كل المجالات بالعالم العربي استطاعوا امتلاك ملكة التعبير عن رأيهم الشخصي واستخدام وسائط مختلفة لعمل ذلك، خصيصّا هؤلاء الذين شاركوا بالفعل في معسكرات الكومبيوتر (لائحة الأسماء: رنوة). متكئة على خبرتها الطويلة كصحفية، قررت رنوة الذهاب إلى هذه الأسماء والجلوس معهم حاملة ورقة وقلم واشتبكت معهم في أربع محاور؛ معسكرات، تعبير، رقمي وعربي. امتدت هذه المرحلة لخمسة أشهر، قابلت خلالها رنوة ما يقارب خمسون شخصّا، تفرقوا ما بين بيروت والقاهرة وخرجت من هذه المقابلات بكم من الطاقة والإلهام.
| + | مع وجود دعم مادي ولوجستي، انطلق إذّا معسكر الفتية الأول في عام 2007 '''(صور للمعسكر - لوجو اللي صممته لينا مهرج: المعسكرات أول سنتين (اللوحو القديم) / لوجو محي الدين اللبّاد: لوجو تيم.)''' الذي امتد لثلاث أسابيع، والتي تم قصرها على أسبوعين لاحقًا. ضمّ المعسكر فتيات وفتيان من سن 12 إلى15 من مختلف الدول العربية. يحتوي برنامج معسكر الفتية على ورشات تدمج بين التقنية والفنون بالإضافة إلى ورشات التعبير في المسرح والرقص المعاصر والفنون اليدوية والرياضة. ويحتوي البرنامج تنوع واسع بدءًا من التدريب على أسس ومبادئ الكمبيوتر وصولًا إلى محتوى محترف في التقنية وبالتالي يلائم البرنامج طيف واسع بحيث يتيح الفرصة لكل فتى أو فتاة بالتقدم للمشاركة بغض النظر عن مستوى المهارة التقنية. |
− | كتبت رنوة ورقة مفاهيمية عن المشروع من صفحتين في أوائل 2006 يقترح الفكرة الرئيسية للمشروع والأهداف من وراءه وقررت البحث على أبناء من جيلها للمساهمة، فقادها ذلك للتعرف على مجموعة من شباب مؤسسة "نهضة المحروسة" أرسلت إليهم الورقة المفاهيمية، كما عقدت اجتماع معهم للاشتباك أكثر في الشق التنفيذي للمشروع. كانت أول ثمرة من هذه التجربة هو تعرفها على عليا مُسلّم، التي أصبحت عامل هام في تطوير الفكرة والتنفيذ خلال الفترة اللاحقة. خلال نفس العام، حلست رنوة مع شريف القصاص الذي أشار إلى أن إجابة تساؤلاتها يمكن أن توجد في البرمجيات مفتوحة المصدر، وهو ما أكد لها أن اتجاه المشروع مواكب بالفعل للتيار الصاعد على المستوى الدولي.
| |
| | | |
− | بعد خمسة أشهر من العمل التي تُرجمت في شكل الورقة المفاهيمية، طلبت رنوة اجتماع من مجلس إدارة شركة "تيم" وعرضت عليهم نتائج البحث؛ مُحفزّة إياهم على ضرورة إعادة إحياء روح معسكرات الكومبيوتر من خلال طلب دعم من "تيم" لتنفيذ المشروع. وافقوا بالفعل لتمويل المشروع لمدة سنتين على أن يستطيع المشروع بعد ذلك تمويل ذاته. كانت نتيجة ذلك الاجتماع هو حصول رنوة على مكتب في تيم ومنفذ إلى خبراء الشركة، الذين كانوا مشتبكين بالفعل مع ما يجري حول العالم من تطور تقني، كما أنهم لم يكونوا يكتفوا فقط بتعريب المعرفة لكن أيضّا توطينها بحيث تصبح مفهومة لسياقات المنطقة المحلية.
| + | خرج فريق المعسكرات من التجربة الأولى بعدة دروس، أهمها هو عدم فعالية استخدام شباب الكشّافة لتيسير الورشات، حيث أن المشكلة الحقيقية هي في إيجاد مدربين وميّسرين مؤمنين بقيّم التجريب والاكتشاف، يستخدمون في مُمارساتهم المختلفة أدوات ووسائط رقمية. بناءً على ملاحظات ودروس معسكر 2007، طور فريق المعسكرات رؤيته بضرورة إقامة ورشة "تدريب مدربين" في 2008؛ وهي مجموعة من الورشات تضم شق تقني وآخر تربوي متعلق بكيفية التفاعل والتواصل مع فئة الفتية والفتيات دون السادسة عشر، وقام الفريق بصياغة '''دعوة للتقديم''' على ورشة "تدريب مدربين" لاختيار 6 مدربين متخصصين من أصل 26 شخص متقدم في المجالات الأربعة للمعسكر ليخوضوا تجربة المعسكرات كمدربين '''(صور لتدريب المدربين في 2007)'''. لاحقًا، أصبحت ورشة "تدريب المدربين" مرحلة إلزامية يمر عليها كل من يريد أن يصبح مدربًا في معسكرات أضف للفتية وهي المساحة التي تتجلى فيها ثِقَل رؤية فريق المعسكرات في ضرورة اكتساب المدربين أساليب التعامل التربوي مع الفتية بالتوازي مع المهارات التقنية المختلفة. |
− | البدايات الفعلية. انطلق إذّا معسكر التعبير الرقمي العربي الأول في عام 2007 (صور للمعسكر - لوجو اللي صممته لينا مهرج: المعسكرات أول سنتين (اللوحو القديم) / لوجو محي الدين اللبّاد: لوجو تيم.) بدعم وتمويل من شركة "تيم". امتد المعسكر لثلاث أسابيع، وهي المدة الكافية تربويّا لغرز أنماط سلوكية جديدة عند الفتية والفتيات لكن أثبتت التجربة أيضّا استحالة استمرارية هذه المدة لطولها فتم الاتفاق على قصرها على أسبوعين في السنوات اللاحقة. اعتمد معسكر 2007 على ثلاث محاور وهم الفيديو، الصوت والتصميم البصري وتم إضافة الحوسبة بعد ذلك، إذ تجاوز المشاركون موقع الاستقبال وأصبحوا مشتبكين مع المحتوى والوسائط وقد تم تطوير محتوى المعسكر من خلال ورشة تدريب لتطوير المحتوى عُقدت في 2006 استمرت لمدة 5 أيام.
| |
| | | |
− | عند التفكير في المعسكرات وإدارتها، تم اللجوء إلى الكشافة أول الأمر وهو ما أثبت عدم مناسبته لطبيعة المعسكر والمحتوى المستهدف، إذ تم بناء أول معسكر على عدة فرضيات تم إعادة النظر فيها لاحقا. ادرك فريق معسكر 2007 بعد تجربته الأولى أن المشكلة الحقيقية ليست في الفتية والفتيات لكن في إيجاد مدربين وميّسرين مؤمنون بالقيّم التي تحاول أضف نشرها ودعمها، مشتبكون مع الأدوات والوسائط الرقمية المختلفة ويحاولون التعبير عن أنفسهم من خلالها. أين يمكننا إيجاد فريق مشتبك، متحرر، مؤمن بقيّم المؤسسة وقادر على التعامل مع الفتية والفتيات؟ أضحى ذلك هو التساؤل الحقيقي. نتيجة لذلك، تغيرت دفة البحث إلى وجهة دوائر الشباب الأصغر القادرة على المشاركة في فريق المعسكرات، مستفيدين بطاقاتهم وحماسهم في التعامل مع الفتية والفتيات بشكل كبير.
| + | راحت شبكة فريق المعسكرات تزداد عددًا وتنوعًا بعد إقامة كل معسكر مُمتدة وراء حدود مصر حيث شملت دول عربية مختلفة من أبرزها لبنان وتونس. تكوّنت هذه الشبكة بالأساس من المُعسكرين القدامى، الذين أضحوا في السنوات اللاحقة "رواد أسر" لمجموعات الفتية المختلفة المُشاركة بالمعسكر وأصبح فريق المعسكرات ككل يمر بالتدريب التربوي ليكتسب كل الفريق المٌنخرط في التجهيز للمعسكر أدوات التعامل مع الفتية والفتيات التربوية إلى جانب المحتوى التقني '''(صور لسناء وبحور – معسكرين ثم كرواد أسر)'''. تواكبت هذه التطورات مع التأسيس القانوني للمؤسسة في عام 2009 تحت عنوان "أضف"، مستوحى من أول أربعة حروف لاسم المؤسسة رسميًا بالإنجليزية "Arab Digital Expression Foundation (ADEF)"، التي أصبحت في العربية "مؤسسة التعبير الرقمي العربي". بعد التأسيس، انتقل فريق المعسكرات إلى ما سيصبح مقر أضف الدائم بحي المقطم في 2011 والذي تم افتتاحه رسميًا في فبراير 2012. |
− | في فبراير 2008، وضمن فعاليات التحضير لمعسكر الفتية، عقد فريق المعسكرات خلوة في الفيوم وانتج خلالها عدد من الوثائق التي اُعتبرت بعد ذلك الدعامة الأولى الثابتة والحقيقية لتطوير المشروع، حيث طور الحاضرون أفكار ورؤى تخص ضروررة إقامة "تدريب المدربين" وتبادلوا الخبرات والاقتراحات فيما يخص المحتوى. هكذا، بعد خلوة الفيوم، بدأت الرؤية تضح وانطلاقا منها ومن دروس تجربة 2007 مع الكشافة، قام فريق المعسكرات بصياغة دعوة للتقديم على ورشة "تدريب مدربين" لاختيار 6 مدربين متخصصين من أصل 26 شخص متقدم في المجالات الأربعة للمعسكر ليخوضوا تجربة المعسكرات كمدربين. كان الهدف من الورشة - إلى جانب الشق التقني للمحتوى – هو التعرف على مدربين مؤمنين بنفس قيّم ورؤية المعسكرات قادرين على تمكين الفتية والفتيات من المحتوى التقني في جو من المرح والاكتشاف. (صور لتدريب المدربين في 2007) | |
| | | |
− | خلال عملية اختيار المشاركين لمعسكر 2008، أرسلت جمعية صديقة لأضف في جنين بالضفة أسماء مُرشحيها متضمنّا اسم "بحور"، (صورة لبحور) وهو مُعسِكر سابق شارك عام 2007. برغم قرار فريق المعسكرات الأولي بعدم قبول أي مشارك خاض بالفعل التجربة سابقًا وذلك بهدف إعطاء الفرصة لآخرين، قرر الفريق قبول "بحور" للعام الثاني، وهذه المرة ليصبح مع سناء سيف – وهي معسكرة سابقة أيضَا – نواة "رواد الأسر". كان هذا التغيير في هيكلة المعسكرات الإداري نابع من إدراك فريق المعسكرات لأثر وأهمية الخبرة المتراكمة للمعسكرين السابقين وقدرتهم على الاشتباك مع محتوى المعسكر وبيئته، فتم استبدال الكشافة برواد الأسر الذي أصبح مُكوّن من المعسكرين القدامى. بدءً من هذه اللحظة، أصبح فريق المعسكرات ككل يمر بالتدريب التربوي ليكتسب كل الفريق المٌنخرط في التجهيز للمعسكر أدوات التعامل مع الفتية والفتيات التربوية إلى جانب المحتوى التقني. (صور لسناء وبحور يمكن) أضحت فكرة إشراك عدد من المُعسكرين القدامى في التحضير للمعسكرات اللاحقة باعتبارهم "رواد أسر" من سنن معسكرات الفتية وهي المساحة لانخراط هؤلاء المُعسكرين القدامى بصورة أكثر اشتباكًا ومعمل لتطوير مهاراتهم وأفكارهم.
| + | يُذكر أن مخيم أضف للفتية 2017 يقام للسنة الحادية عشر على التوالي بعد 10 أعوام متتالية من النجاح شارك خلالها 572 فتى وفتاة من سن 12 إلى 15 سنة و 240 مدربًا ومدربة من سن 20 إلى 35 سنة ينتمون إلى 10 بلدان عربية. |
− | مع بدء تشكل هوية المعسكر من خلال حضور الأنشطة الرقمية من جهة والحسية من جهة أخرى وتفاعلهم سويّا، واجه معسكر 2008 تحدي التمويل والموارد المالية برغم وجود دعم من شركة "تيم"، فتم تنظيمه انطلاقا من الجهود الذاتية للمؤمنين والمطلعين على المشروع. نجحت رنوة في الحصول على منحة أشوكا – ومدتها ثلاث سنوات – لتطوير محتوى المشروع، فاستغلت هذه الفرصة لإضافة عضو جديد للفريق – شيماء يحيى – للعمل معّا على تمويل المشروع مستقبليّا. استطاع فريق المعسكرات عن طريق منحة أشوكا تمويل جميع العمليات الإدارية لعام 2008 وشارك بالمعسكر 32 مشارك. (صور لمعسكر 2008)
| |
| | | |
− | مع قدوم عام 2009، كان جزء كبير من مجهود فريق المعسكرات مُوجه للحصول على دعم مادي يضمن استمرارية العمل والحد الأدنى من الوتيرة المنتظمة لتنفيذ المشروع، وبالفعل حصل الفريق على تمويل من مؤسسة (؟) "نسيج" لعقد ورشة "تدريب المدربين" (صور) التي نُفذت لأول مرة بشكل كامل في قاعات شركة "تيم"، المٌستعدة دائمًا لدعم المشروع عن طريق إتاحة الوصول للخبراء أو المساحات والقاعات. أصبح من الواضح حينها أنه يكفي الوصول للناس الملائمة المُشتبكة مع وسائط مختلفة في مجالاتها المتنوعة والمؤمنة بقيّم المعرفة الحرة والتشاركية لتطوير المشروع خطوة خطوة. من أجل الوصول لهؤلاء الناس "الملائمة"، تم الاستثمار الكثير من الوقت والمجهود في صياغة دعوة المعسكر واستمارات التقديم (صور/وثائق) حيث حاول فريق المعسكرات تطوير رؤيتهم ومشاركتها مع الآخرين من خلال هذه الدعوات، ومثّل ذلك فرصة لبناء سردية جماعية من خلال تفاعل المتقدمين وإجاباتهم على الاستمارة وفتح باب دوائر مشتركة. تجسد ذلك مثلًا في حالة "ميّسرة"، وهو مبرمج برمجيات حرة قرأ الدعوة ذلك العام وقرر أنه يريد الاشتباك مع تلك المجموعة الناشئة في مصر، وظل من حينها مشتبك مع المعسكرات، سواء الفتية أو الشباب، كمطور محتوى ومدرب. | + | ساهمت هذه التطورات في تأكيد رؤية أضف بخصوص دعم الثقافة الحرة وتزامن ذلك مع حراك اجتماعي كبير بالمجتمع المصري بعد 2011 وتكاثر المبادرات الشبابية في شتى المجالات فقررت المؤسسة مدّ يد الشراكة والدعم لمجموعات الشباب المختلفة المنخرطة في المجتمع المدني وذلك من خلال '''برنامج دعم مبادرات التعبير الرقمي (متر)'''. امتد مشروع متر لثلاث سنوات (2011 – 2013) وكان الهدف منه دعم المشروعات المستقلة والكيانات الأهلية في مصر وتونس من خلال صندوق التعبير الرقمي التابع لمؤسسة أضِف، المتاح للمنظمات والمبادرات والأفراد والمشروعات التي لا تزال في مرحلة التنفيذ والتطوير. حصلت المؤسسات والهيئات المختارة على التمويل المادي، وكذلك على دعم فني واستشاري يقدمه مجموعة من الخبراء في مجالات الدعم المختلفة. كما ساهم فريق "أضِف" في إيضاح الرؤية وتقديم المشورة والدعم الإداري للأفكار المطروحة من خلال عقد ورش عمل أثناء عملية التخطيط وتنفيذ تلك المبادرات أو المشاريع. لم يقتصر الدعم على تقديم التمويل المادي وحسب بل سعى فريق أضف إلى إيجاد أنماط مبتكرة من الشراكة مع المشروعات المدعومة. |
| | | |
− | جاءت 2010 بطموح ممتزج بإحباط؛ إذ كان الفريق يمضي معظم السنة في عملية تطوير محتوى المعسكرات يستفيد خلالها ستون طالبًا لمدة أسبوعي المعسكر وكانت رغبة الفريق هي تجاوز هذا العدد وهذه المدة للوصول لجمهور و تأثير أكبر على أرض الواقع. انطلق الفريق منذ البداية بقناعة تتلخص في عدم كونهم مجموعة قاعدية لكن بالأحرى مجموعة قائمة على الخبراء تقيم شراكات وتتعاون مع مؤسسات قاعدية منخرطة مع مختلف فئات المجتمع على الأرض، ثم أتت نقطة التحول من هذه الرغبة في تعظيم تأثيرهم بالمجتمع وهو ما كان يستتبع وجود محلي مادي للفريق، حتى وإن تعلق هذا الوجود في بادئ الأمر بحي.
| + | تحت مظلة مشروع "متر"، وجدت ثلاث مبادرات مختلفة؛ الأولى وهي "أضف دعم" وتقدم ثلاث أنواع من الدعم الفني والاستشاري بهدف دعم بنية المشاريع المتقدمة لتمكينها من لعب دور فعال في مجتمعاتهم واستفاد من هذه المبادرة الشركات والجمعيات والأفراد. المبادرة الثانية وهي "أضف جيران" والتي استهدفت دعم وسفر وتنقل شباب وأفراد ومؤسسات ومجموعات العمل الشبابية، وبشكل خاص من وإلى مصر وتونس، لإتاحة مزيد من فرص التعلم وتعزيز فرص الاكتشاف وتبادل الخبرات في مجالات الإعلام والتكنولوجيا والتعبير الرقمي، مع توفير تكاليف السفر والإقامة. المبادرة الثالثة هي "أضف أنتم" وتقدم دعم مالي لثمان مشاريع مستقلة، مستهدفةً التنمية الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية بطرق جديدة ومبدعة. تضمّن برنامج دعم مبادرات التعبير الرقمي في مُجمله حوالي 16 شريك، تنوعوا بين جمعيات، شركات وأفراد. |
| | | |
− | كان المبدأ الذي انطلق منه الفريق هو ضرورة وجود مساحة مجتمعية لهم يستطيعون من خلالها مد يد العون والدعم والتواصل مع الفاعلين الآخرين بالمجتمع فتبلورت فكرة بناء "دكة" كمساحة مجتمعية باعتبارها مساحة خاصة للفريق يستطيع الانطلاق منها، مُعتمدين على مبدأ "التأثير المضاعف" للأفكار والمبادرات المختلفة. على هذا الأساس، انتقل فريق المعسكرات إلى مقره الجديد في حي المقطم، واستقروا بالدور العلوي في بناية من دورين. أما المساحة المجتمعية، التي كانت ما زالت عبارة عن جراج في حينها، فقد كان الفريق يحاول الحصول على تمويل من "دروسوس" لتمويل بناءها. أول خطوة قام بها الفريق إثر انتقاله إلى المقطم هو القيام "بمسح مجتمعي" للحي؛ تحديد الطبيعة الاجتماعية للحي، التعرف على مختلف المبادرات الشبابية الفاعلة بالحي والمساحات المجتمعية الأخرى إن وجدت، الشركات الصغيرة التي قد تسمح باستغلال مساحاتها أو مكاتبها خلال عطلة نهاية الأسبوع والموارد عمومًا والإمكانات الذي يوفرها الحي (الويكي). اعتمد الفريق بعد ذلك بقوة على هذا المسح المجتمعي في أنشطته لبناء شراكات مع القوى الفاعلة بالمقطم وقاعدة من الجمهور الشباب. كان الفريق يسير في هذا المسار عندما قامت الثورة.
| + | بعد كل "تدريب مدربين" يلحقه معسكر للفتية، راحت دائرة أضف تكبر وتتشعب في مصر وخارجها فأصبح من الضروري خلق مساحة لهؤلاء الشباب الآتين من خلفيات مهنية وممارسات فنية متنوعة لكي يلتقوا ويتبادلوا خبراتهم ويعملوا سويًا على مشروعات تهمهم. انطلاقًا من ذلك، نشأت فكرة معسكرات أضف للشباب. أقيمت النسخة الأولى من معسكر الشباب في عام 2014 بمصر، تحت عنوان "معسكر الإعلام الحر"، شارك خلاله ٢٨ مدرب ومُيّسر في الفئة العمرية ٢٠-٤٠، و٤٩ متقدم في الفئة ١٨-٣٥ جاؤوا من فلسطين ولبنان والمغرب والسودان والأردن واليمن والبحرين وتونس وسوريا، تنوعت خلفياتهم بين الفئات المستهدفة من التعاونيات والجماعات الطلابية واللجان الشعبية والعمالية والمبادرات والمنظمات غير الحكومية والفرق الإعلامية والمنابر والتعاونيات الإعلامية المحلية ومجتمعات الفنانين والتقنيين. في نسخته الثالثة عام 2016، انتقل معسكر الشباب إلى لبنان، حيث أصبح يٌقام في مكان ناءٍ وبسيط في جبل لبنان، وشارك في المخيم ذلك العام ٤٠ مشارك اختبروا خلالها أكثر من ذي قبل بيئة تليق بطبيعة المشروع كتجربة تشاركية في التنظيم الذاتي للمعيشة والعمل والتعلم. |
| | | |
− | تنظيرة علاء (الويكي / إيميل)
| + | '''"دكة أضف"''' |
| | | |
− | '''غربية وأضف'''
| + | وفي حين استمرت شبكة أضف في الازدياد المطرد، إلا أن حرص فريق أضف على استمرارية التفاعل والتأثير طوال العام وعدم اقتصاره على أسبوعي المعسكرات دفعهم إلى التفكير في ضرورة خلق مساحة على الأرض يستطيعون من خلالها إقامة فعاليات وأنشطة مختلفة طوال العام، بحيث يتأسس حضور المؤسسة على الأرض نفسها وتزداد شبكاتها استقرارًا في تواصلها وتفاعلها معها، ومن هنا جاءت فكرة "دكة أضف". |
− | خلال عامي 2004 و 2005، كان أحمد غربية مشتبك مع مسائل المشاع الإبداعي والبرمجيات الحرة، خصيصًا رخص المشاع الإبداعي وهي كانت تعتبر موضوع حديثًا نسبيًا في مصر والمنطقة العربية، بالتوازي مع محاولات اكتشاف إمكانيات إعادة إحياء معسكرات الكومبيوتر. في عام 2007، كان يبحث فريق المعسكرات عن شخص يستطيع الحديث وتيّسير جلسة نقاش تخص رخص المشاع الإبداعي خلال ورشة "تدريب المدربين". كانت الورشة تقوم على دعوة شباب من خلفيات متنوعة من المنطقة العربية مهتمين بمسائل تتعلق بالبرمجيات الحرة والرخص الحرة، كما شمل أيضًا تددريب على المحتوى التعليمي والتربوي والسلوكي، فأشارت سناء سيف إلى غربية.
| |
− | تواصلت رنوة مع غربية، وذهب الأخير بالفعل إلى مقر شركة تيم الذي كان يدعم مشروع المعسكرات حينها باعتباره جزء من مشروع المسئولية الاجتماعية للشركة. وجد غربية هناك شيماء وسما وبيتر فارس الذين كانوا يستخدمون إمكانيات الشركة من موارد لوجستية وتقنية كما قابل علي شعث، المدير التنفيذي للشركة حينها، ودار حوار بينهما بخصوص الويكي. عرف غربية أيضًا خلال هذه الزيارة انخراط منال وعلاء – الذين كانا صديقين له - في مشروع المعسكرات. شارك غربية، على إثر هذه الزيارة، في أول تدريب للمدربين، حيث تحدث حينها عن مسائل المشاع الإبداعي والرخص الحرة كما قام بتدريب المشاركين على أساسيات استخدام الويكي. وهكذا كانت بداية غربية مع مشروع المعسكرات ومن ثمّ أضف، التي انضم إليها رسميًا بعد الثورة مباشرة في 2011. دارت أولى النقاشت بين غربية وعلي بخصوص "ويكي أضف"، كونها واحدة من المكونات الأساسية في رؤية وممارسة المؤسسة، حيث كان علاء عبد الفتاح يساهم مع شركة تيم في تطوير نظام معرفي للشركة. تقابل الثلاثة وقرروا عمل ويكي لمشروع معسكرات التعبير الرقمي العربي، حيث كان بالفعل من أول الأنشطة التي يسّرها غربية بأضف هي ورشة عن تقنية الويكي واستعمالاتها المختلفة (صور). كانت المحررة الأولى لويكي أضف حينها رضوى مدحت.
| |
| | | |
− | تزامنت سنوات الحراك الاجتماعي والسياسي في مصر وصولًا إلى الثورة مع تحركات أكثر حسمًا وجرأة لفريق المعسكرات؛ ففي 2009، تم التأسيس القانوني للمؤسسة تحت عنوان "أضف"، قادمة من أول أربعة حروف لاسم المؤسسة رسميًا بالإنجليزية"Arab Digital Expression Foundation (ADEF)"، التي أصبحت في العربية "مؤسسة التعبير الرقمي العربي"، وهو ما بدا لكثيرين من المؤسسة ثقيل على اللسان مقارنة بالنسخة الإنجليزية. بعد التأسيس، انتقل فريق المعسكرات إلى ما سيصبح مقر أضف الدائم بحي المقطم في 2011 والذي تم افتتاحه رسميًا في فبراير 2012. خلال هذه المرحلة التأسيسية من عمر المؤسسة، انضم غربية إلى فريق العمل، وكانت أول زيارة له للمقر الجديد ل"دكة أضف"، التي كان حينها يوجد مكانها جراج.
| + | المساحة المجتمعية لمؤسسة التعبير الرقمي العربي "دكة أضف" هي إذًا إحدى مشروعات دعم التعبير باستخدام الوسائل التكنولوجية؛ تقدمها "أضف" للفتية والشباب الباحثين عن مساحة حرة للتعبير عن أنفسهم وتبادل الخبرات والمعارف والتشارك فيها والتعاون من أجل خلق بيئة سوية تحترم تلك المبادئ. كانت من أولى الخطوات التي قام بها فريق أضف بعد انتقاله في 2010 إلى مقرهم الدائم بحي المقطم هو القيام "بمسح مجتمعي" للتعرف على البيئة المهنية والاجتماعية والثقافية للحي وطبيعة المبادرات والفعاليات الموجودة به. |
| | | |
− | كل هذه التطورات والعوامل ساهمت في تشكيل وتأكيد رؤية أضف بخصوص دعم الثقافة الحرة واكتمال عناصرها المختلفة التي تمثلت في ثلاث أبعاد مختلفة؛ البُعد الرقمي مُتمثل في البرمجيات الحرة، التعبير من خلال استخدام الأدوات الرقمية والبُعد الجغرافي مُمثلًا في الاشتباك مع قضايا المنطقة العربية وتعريب المعرفة. حدثت تغيرات كبيرة بطبيعة الحال خلال عام 2011، وهو ما تجسّد في نقاشات مكثفة مع العديد من المُشتبكين مع أضف ومنهم علي شعث، ميسرة، شادي وغربية وهو ما تمثّل على عدة أصعدة؛ حيث أصبح من الواضح مثلًا أن بإمكان المؤسسة عدم اقتصار أنشطتها على مرحلة الفتية ومدّ يد الشراكة والدعم لمجموعات من الشباب يعملون في المجتمع المدني ومشتبكون مع عملية التغيير الاجتماعي والسياسي (من خلال برنامج دعم مبادرات التعبير الرقمي/متر – ويكي) وذلك سواء أكان هذا الدعم عيني، مالي أو مؤسسي. كما بدأت شبكة أضف تمتد لتضمن ممارسين متنوعين في المجالات المختلفة المعرفية والفنية.
| + | كانت البداية الفعلية "لدكة أضف" في سبتمبر 2012 حيث أقامت المدربة منى الصبّاحي '''(صور)''' أول ورشة جرافيتي ومن ثم توالت وتنوعت الأنشطة التي استضفتها المساحة المجتمعية؛ حيث وصل عدد مجمل الورشات في عام 2013 التي استضفتها "دكة أضف" إلى عشر ورشات في مجالات الفنون البصرية، الكتابة، الصوت والموسيقى، التقنية ونظم المعلومات الحرّة والفنون اليدوية. ارتفع هذا الرقم إلى ثمان عشر ورشة في 2016. |
| | | |
− | '''عمرو جاد وأضف''' | + | كما أن من أبرز فعاليات دكة أضف '''"سيما دكة"'''، وهي عبارة عن نادي للسينما يستهدف بالأساس جمهور المقطم من شباب وشابات يرغبون في مشاهدة أفلام مختلفة لا تُعرض بالضرورة في دور العرض التقليدية. "سيما دكة" هي إذًا جزء من أنشطة أضف الترفيهية إلى جانب '''"سهرة الخميس"''' (صور) وذلك بهدف تغيير رؤية الجمهور لهذه النوعية من الأنشطة والشعور بأهميتها من حيث كونها أنشطة بها محتوى تربوي وتعليمي في إطار ترفيهي. بدأت "سيما دكة" عروضها في أكتوبر 2013 '''(صور لأول عرض)''' ويقوم المسؤول عن "دكة أضف" بتحضير "تيمة" شهرية تجمع أربع أو خمس أفلام. من بداية 2016، أصبح هناك "تيمة سنوية" بعنوان '''"سيما دكة حول العالم"''' '''(لوجو)'''، حيث يتم عرض أفلام من أماكن مختلفة من العالم مثل "أمريكا، بريطانيا، فرنسا، أمريكا لاتينية، اليابان". منذ بدايتها حتى سبتمبر 2017، أقامت "سيما دكة" 135 عرض. |
− | كان عمرو قد انهى دراسته في الصحافة وبدأ العمل في مجال التنسيق الإعلامي في المؤسسات الأهلية في عام 2009 عندما قرر في أكتوبر 2011 البحث عن عمل مختلف، فأشارت له صديقة على أضف، التي لم يكن قد سمع عنها من قبل، فقدم وأجرى مقابلتين، الأولى مع كريم هارون والثانية مع رنوة وعلي شعث في سبتمبر 2011. بدأ عمرو جاد عمله كمنسق إعلامي ومسؤولًا عن المساحة المجتمعية لأضف "دكة أضف" التي كانت في طور التجهيز حينذاك، مُتبعّا تقليد المؤسسة في أن يبدأ مُوظفيها الجدد عملهم يوم الثلاثاء، وذلك لحضور "فطار التلات" الجماعي الذي يشارك فيه جميع الموظفين في نوفمبر 2011. (صور)
| |
− | يتذكر عمرو شعوره بالتيه أول ثمانية شهور من بداية عمله في أضف؛ حيث معظم العمل الذي قام به خلال هذه الفترة كانت عبارة عن اجتهاد ذاتي منه، يقوم بالبحث عن معلومات تخص تاريخ أنشطة المؤسسة، يشاهد فيديوهات سابقة لأضف ويقوم بترتيب القاعدة الإعلامية للمؤسسة. فكر حينها عمرو في الرحيل عن أضف لكنه لحسن الحظ لم يقدم على ذلك، وفي نوفمبر 2011 انطلق مشروع "متر" وكان دور عمرو خلال هذه الفترة هو تحديث البيانات الموجودة على موقع أضف ومراجعة الرسائل المُرسَلة إلى الإعلام بشكل أساسي. كان ما تزال المؤسسة في طور البناء. البداية الفعلية لدكة أضف كانت في سبتمبر 2012 عندما أقامت منى الصباحي ورشة جرافيتي (صور). يتذكر أيضًا عمرو واحدة من أكبر الفعاليات التي شارك فيها بأضف، بالأخص على المستوى اللوجستي، وهي ملتقى المشاع الإبداعي الرابع في ديسمبر 2012 بالتعاون مع Creative Commons حيث أتى فنانون عرب من مختلف الدولة بالمنطقة لمدة أربع أيام. تحمل عمرو أيضًا مسئولية اللوجستيات في بداية شهر فبراير 2013 مع ورشة أونلاين راديو التي أُقيمت في "الصندرة" بالإسكندرية، والتي كان بدأ التجهيز لها منذ أكتوبر 2012.
| |
| | | |
− | سيما دكة، وهي واحدة من الأنشطة التي ابتكرتها أول منسقة لدكة أضف، رشا سعفان وهي عبارة عن نادي للسينما يستهدف بالأساس جمهور المقطم من شباب وشابات يرغبون في مشاهدة أفلام مختلفة لا تُعرض بالضرورة في دور العرض التقليدية. سيما دكة في ذلك السياق جزء من أنشطة أضف الترفيهية إلى جانب "سهرة الخميس" (صور) وذلك بهدف تغيير رؤية الجمهور لهذه النوعية من الأنشطة والشعور بأهميتها من حيث كونها أنشطة بها محتوى تربوي وتعليمي في إطار ترفيهي. بدأت "سيما دكة" عروضها في أكتوبر 2013 (صور لأول عرض) وفي بداية ديسمبر لنفس العام، تم عرض فيلم "فرش وغطا"؛ كان الفيلم له جماهيرية كبيرة بالأساس ثم تواجد جزء من فريق عمل الفيلم (المخرج أحمد عبد الله) بالعرض ساهم أيضًا في استقطاب أعداد أكبر من المشاهدين، حيث وصل عدد الحضور في ذلك اليوم لما يقارب الخمسمئة شخص، توزعوا على أربعة عروض مختلفة ونقاش مع مخرج الفيلم. كان فريق أضف حاضر يومها بكامل قوته.
| + | '''مشروع تمكين الشباب رقميًا – شمشر''' |
| | | |
− | في بداية "سيما دكة"، كان يتم تحضير واختيار الفيلم أسبوعيًا وهو ما أثبت كونه مُرهق فقرر فريق دكة تحضير "تيمة" شهرية تجمع أربع أو خمس أفلام، وهو ما أصبح القاعدة فيما بعد. حرص فريق دكة أضف ألا يحتكر أحد وضع برنامج "سيما دكة" الشهري وذلك لاختلاف الأذواق والتوجهات بين الجمهور نفسه. تيمة "سيما دكة" اتكملت مع حلول عام 2016 إذ أصبح هناك "تيمة سنوية" بعنوان "سيما دكة حول العالم" (لوجو)، مُقسَمة إلى أشهر تزور أماكن مختلفة مثل "أمريكا، بريطانيا، فرنسا، أمريكا لاتينية، اليابان". كانت هذه العروض كاشفة بالنسبة لعمرو، حيث يستطيع أن يستشف من خلالها اهتمامات وتفضيلات الجمهور؛ فتوصل مثلًا إلى عدم اهتمام الجمهور بالسينما الآسيوية بيما هناك إقبال على السينما الإيرانية واللاتينية. كانت المفاجأة بالنسبة لعمرو هو اهتمام الجمهور وإقباله على عروض أفلام السينما الرومانية. استمرت "سيما دكة" في جذب أعداد أكبر من الجمهور والمهتمين بالسينما بينما كوّنت مجموعة أساسية من أربعة أو خمس أشخاص يحضرون كل عرض، بدأت طبيعة الجمهور أيضًا تتنوع بين كبار السن والأمهات التي تأتي مع أبناءها. ساعد تنوع الحضور واستمرارية الفعالية دون انقطاع منذ بدءها في 2013 في تطوير الثقافة السينمائية للحضور، بالذات مع إقامة حلقة نقاشية بعد كل عرض فيلم ليشارك من يريد من الحضور انطباعاته وآراءه عن الفيلم. بدأت "سيما دكة" مؤخرًا تعاونها مع مساحات مجتمعية أخرى بالقاهرة، فمثلًا في ديسمبر 2015 أُقيم عرض في كافيه روم كجزء من خطة "سيما دكة" للتعاون مع مساحات أخرى خارج المقطم. منذ بدايتها في أكتوبر 2013 حتى أكتوبر 2017، أي خلال أربع سنوات من تقديم عروض أفلام لجمهور المقطم، عُرض 137 فيلم "بسيما دكة". | + | بمشروع تمكين الشباب رقميًا – شمشر، الذي انطلق في 2014، تهدف مؤسسة التعبير الرقمي العربي أضف إلى تعزيز قدرة الشباب في مناطق مختارة في القاهرة ومحافظات غيرها على التعبير بحرية بأدوات رقمية وفنية، والمشاركة كأفراد فاعلين في مجتمعهم المحلي، بالإضافة لتطوير نظم إدارة المساحات المجتمعية للمؤسسات الشريكة في المشروع ومن ضمنها "دكة أضف”. |
| | | |
− | '''أحلام أضفوية'''
| + | بدأ مشروع شمشر بتطوير مناهج التعبير الرقمي في مجالات حرف وفنون الفيديو، والصوت والموسيقى، والتعبير البصري ومنهج الحوسبة. تضمّنت عملية تطوير المناهج ورشات قادها خبراء تطوير مناهج تربويةبغرض تضمين القيم التربوية. |
| | | |
− | '''غربية/'''
| + | كوّنت إدارة المشروع شراكات مع مؤسسات ومبادرات معنية بالتعليم البديل والفنون والتنمية وهي جمعية ألوان وأوتار وجمعية حقق حلمك ومؤسسة رواد التنمية وجمعية النهضة العلمية والثقافية "جيزويت القاهرة" في القاهرة، مركز التكعيبة في القليوبية، ومبادرة المدينة للفنون ومبادرة طُراحة في الإسكندرية. تضمنت هذه الشراكات تجهيز معامل تعبير رقمي في مساحات المؤسسات الشريكة كما تم تقديم تدريبات بناء قدرات للعاملين بتلك المساحات لإعدادهم لاستضافة وتنظيم المدارس الصيفية. |
− | أحب رؤية أضف حاضنة لمشروعات مختلفة في نفس الاتجاه العام المتعلق بالتعلم التشاركي وتطوير معرفة حرة ونشرها. أحب أن يكون عندنا قدرة على احتضان المبادرات الكثيرة الموجودة في هذا المجال سواء أكان دعم مؤسسي أو مالي وأن نعمل معهم في صورة شراكات مرنة/واسعة(loosely coupled) حيث يعمل كل فريق في مشاريعه بينما يجمعهم علاقة تنسيقية مضبوطة على نفس الموجة، حيث يدعم بعضنا الآخر لتعظيم معلوماتنا ومواردنا.
| + | |
− | | + | تضمن المشروع أيضا "تدريب مدربين" على المناهج المطورة وعلى مهارات التربية وسياسة حماية الطفل ومهارات التيسير، لتأهيل المدربين التعامل مع الفتية في المرحلة العمرية بين (12-15) سنة و (16-21) سنة وتم ذلك على مرحلتين في ورش منفصلة عام 2016 وفي معسكر تدريبي في عام 2017. |
− | '''عمرو/'''
| |
− | يتمنى عمرو أن تتكاثر المساحات الشبيهة بدكة في الكثير من المحافظات غير القاهرة، آملًا أن تقدم هذه المساحات خدمات معررفية في مختلف المجالات الترفيهية والثقافية بدون مقابل مادي. كما أنه يؤكد على أهمية تنمية المهارات لجمهور السينما مثلما يحدث في "سيما دكة"، حيث يثّمن من دور الحلقة النقاشية المنعقدة بعد عرض الفيلم. فيما يخص عمل أضف عمومًا، يطمح عمرو إلى تطوير النظام الإداري للمؤسسة بحيث يكون متكامل ومعبر عن رؤى المؤسسة.
| |
| | | |
| + | استهدفت المدارس الصيفية فتية وفتيات من المجتمعات المحلية للمؤسسات الشريكة وأقيمت المدارس في شهري يوليو وأغسطس لعامي 2016 و2017 انتج المشاركون خلالها العديد من المشاريع الفنية، أفلام قصيرة ومقاطع صوتية وموسيقية عُرضت في احتفالية أقيمت في نهاية المدارس بحضور أهالي الفتية والفتيات. |
| | | |
| [[تصنيف:تاريخ أضف]] | | [[تصنيف:تاريخ أضف]] |
| [[تصنيف:مشروعات]] | | [[تصنيف:مشروعات]] |