سطر 26: |
سطر 26: |
| | | |
| وفي حديثنا عن الإعلام البديل أو الإعلام الحر، وعن الدور الذي يمكن لأضِف أن تلعبه في تطوير بيئة إعلامية تتمتع بالحرية والمصداقية وتسهم في التغيير الإيجابي، فإننا نعي جيداً أننا في مرحلة مبكرة لوصف هذا الدور أو التدخّل. والمدخل الوحيد الذي بحوزتنا لاستكشاف هذا الدور هو ما لدينا من معرفة وخبرات في شبكتنا حتى الآن، وهو ما نرغب بتطويره في بيئة تؤسس لتعلّم سريع وارتباط قوي. ومن هنا فالبيئة التي نفكر بها أيضًا، هي المعسكرات لما لنا من خبرة طويلة في العمل من خلالها، ولإدراكنا للطريقة المختلفة التي تطرحها في التعلّم والتبادل والتفاعل مع الأفكار. أما بالنسبة لمحتوى المعسكر وتنظيمه وتوجهاته وأسلوب الإدارة والعمل داخله والطرق المطلوب العمل عليها والمعرفة المستفادة - بترتيبهم من حيث الأهمية - فلا يزال ذلك في مرحلة التبلور. | | وفي حديثنا عن الإعلام البديل أو الإعلام الحر، وعن الدور الذي يمكن لأضِف أن تلعبه في تطوير بيئة إعلامية تتمتع بالحرية والمصداقية وتسهم في التغيير الإيجابي، فإننا نعي جيداً أننا في مرحلة مبكرة لوصف هذا الدور أو التدخّل. والمدخل الوحيد الذي بحوزتنا لاستكشاف هذا الدور هو ما لدينا من معرفة وخبرات في شبكتنا حتى الآن، وهو ما نرغب بتطويره في بيئة تؤسس لتعلّم سريع وارتباط قوي. ومن هنا فالبيئة التي نفكر بها أيضًا، هي المعسكرات لما لنا من خبرة طويلة في العمل من خلالها، ولإدراكنا للطريقة المختلفة التي تطرحها في التعلّم والتبادل والتفاعل مع الأفكار. أما بالنسبة لمحتوى المعسكر وتنظيمه وتوجهاته وأسلوب الإدارة والعمل داخله والطرق المطلوب العمل عليها والمعرفة المستفادة - بترتيبهم من حيث الأهمية - فلا يزال ذلك في مرحلة التبلور. |
| + | |
| | | |
| ==التحليل== | | ==التحليل== |
سطر 46: |
سطر 47: |
| ==ماذا حصل؟ كيف وصلنا هنا؟== | | ==ماذا حصل؟ كيف وصلنا هنا؟== |
| | | |
− | الوضع الحالي الذي نعيشه يعبر عن الفارق الرهيب بين ما اكتسبناه منذ ٢٠١١ وبعد ٣٠/٦. | + | كما نرى، إن الوضع الحالي الذي نعيشه يعبر عن الفارق الرهيب بين ما اكتسبناه منذ ٢٠١١ وبين ما غدونا عليه بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣؛ فبعد التراكم والتصاعد في الإعلام البديل بكل أشكاله في مرحلة ما بعد حدوث الثورة وبعد أن كان المصدر لأي معرفة حقيقية لها علاقتها بالشارع والأحداث والإحساس العام، تحوّل هذا الإعلام منذ ما قبل ٣٠ يونيو بسنة على الأقل إلى تابع ومراقب للإعلام الرسمي والخاص الجديد. وبعد أن رأينا في السنة والنصف الأولين العديد من المدونين والناشطين في التلفزيونات، تدهور الأمر لنعود ونشاهد مؤخرًا الخبراء الاستراتيجيين ولواءات الجيش. ومثل ذلك على تويتر، بدأ الناس يتناقلون تغريدات (تويتات) ليس فقط باسم يوسف بل أيضًا أحمد موسى وتوفيق عكاشة، بدلاً من علاء عبد الفتاح ووائل عباس وغيرهم. هذا بالإضافة إلى أن الإعلام المؤسسي بمجرد تحوله من إعلام رسمي إلى إعلام خاص، أدى ذلك لتفوّق في آلياته ووسائله (الـ سي بي سي وأون تي في وغيرها)، وفجأة لم يعد هناك قيمة للإعلام البديل، ولم يعد قادرًا على خلق سرد جديد. |
| + | |
| + | |
| + | من جهة أخرى، فخلال تجربتنا في الاشتباك في هذا المجال ودعمه لمدة سنتين، وتجربة العمل مع كثير ممن يعدّون أنفسهم إعلامًا بديلاً مثل الراديوهات والمجلات والمنشورات والجرائد التي تعمل من خلال الإعلام المحلي، قد اكتشفنا أنهم لجأوا للإعلام البديل لأنهم لم يستطيعوا الوصول للإعلام الرسمي والمؤسسي. كما يسعى أغلبهم لإيجاد من يوظفهم أو لإيجاد مستثمر يحوّلهم لراديو إف أم أو جريدة مطبوعة. ثم بدأنا باكتشاف أن من يعملون على اللجان الشعبية ونشر المنشورات ينجحون في تغطية نطاق أوسع في العمل على الأرض، ويعود ذلك لكون العمل يقسم بشكل محلي وتستخدم آليات أكثر محلية في التوزيع، إلا أن التكوين كله لا يزال غير مكتمل. |
| + | |
| + | |
| + | والتساؤلات المطروحة هنا أمام هذه الفرضيات: هل حصل تبادل الأدوار هذا بقصد؟ هل تعمد الإعلام الرسمي والمؤسسي الخاص جذب الشباب وتصفيهم؟ هل نسينا شيئًا ما؟ وما الذي ينبغي علينا فعله في مواجهة إعلام شاطر؟ فهذا الإعلام المؤسسي الخاص لا ينتظرنا، بل هو متحفز جدًا ومتربص ويمتلك ميزانيات مرتفعة، كما أن لديه طاقم كبير من المعدّين وورائه مؤسسة وأجندة لا نعرف لمن تعود بالضبط. |
| + | |
| + | |
| + | أما المستقلين من الإعلام والذين اخترقوا الإعلام المؤسسي في وقت ما، هل هي محاولة فشلت بالكامل؟ ولو لم تفشل بالكامل، ما الذي يمكن عمله وكيف بإمكاننا أن نساهم في ذلك؟ هذا السؤال يعيدنا للتدخل الذي يمكن لأضِف أن تحدثه، ونريد أن نفعله من خلال معسكرات للإعلام. |
| + | |
| + | |
| + | وأثناء محاولات أضِف المبكرة للاشتباك في مجال الإعلام، نظمنا خلال السنتين الماضيتين أربع ورش عمل للتسجيل والإعداد وعمل اللقاءات والبث والمونتاج لمجموعات تعمل في الراديو المحلي، وقد أثمرت هذه التدريبات بالفعل عن تحسن في مهاراتهم وأدائهم، لكن الفكرة والتكوين الجوهري لكل منهم أو لهم كمجموعة لا يزال ناقصًا، ولم يتم مناقشته إلا في واحدة من الورش التي أقيمت (الورشة الثانية). في تلك الورشة، حاولنا مناقشة ما هو الإعلام المحلي وما هو الإعلام البديل وما هو الراديو وما هو الإنترنت، وهل الإنترنت يمنح نفس الميزات أو يعطي نفس المخرجات التي تتيحها الوسائل الإعلامية الأخرى، وهل نحن نعد إعلامًا منافسًا أم بديلًا، وهل هذا هو المستقبل بتطوره الطبيعي أو هو رد فعل فقط في المرحلة الحالية؟ |
| + | |
| | | |
− | في مرحلة ما بعد ٢٠١١ كان فيه تراكم وتصاعد بيحصل بكل اشكاله تحول حتى قبل ٣٠/٦ بسنة على الاقل من ان هو يكون المصدر لاي معرفة حقيقية لها دعوة بالشارع والاحداث ليها دعوة للتأمل والاحساس العام الى ان يبقى تابع ومراقب للاعلام الرسمي والخاص الجديد. شفنا في اول سنة ونصف كل المدونين والناشطين في التلفزيونات وتدهور الى الخبراء الاستراتيجيين من لواءات جيش. شفنا الناس بدل ما تريتويت علاء ووائل ابتدت تريتويت باسم يوسف بس برضو احمد موسى وزفت عكاشة. الاعلام الاجتماعي والبديل تحول لانه بياخد مصادره من الاعلام الرسمي والاعلام الرسمي بمجرد تحوله من اعلام رسمي الى اعلام خاص تفوق في آلياته ووسائله ال سي في سي واون تي في وفجاءة الاعلام البديل لم يعد له قيمة او في اسوء الاحوال تابع ومش قادر يخلق سرد جديد وبارز مثل الاول.
| + | تم طرح كل هذه الأسئلة على المجموعات لكن دون عمق، وتبيّن أن هناك مبادرات راديو محلية كثيرة لا تمتلك إجابات عن التكوين والإطار الذي تعمل ضمنه. ولكن هناك قلائل ممن يمتلكون إجابات، مثل راديو جرامافون الذي يعرف لماذا هو راديو قائم على الإنترنت (ويب راديو)، ولديه تكوين وهيكلية محددة لعمله، وتصور واضح عن ما يسعى إليه. |
| | | |
− | فرضية اخرى تقول ان الاعلام المؤسسي شفط من الاعلام البديل في اللحظة اللي حصل فيها دربكة والاعلام الخاص لم يرى فرصة الا انه يجيب الشباب دول ثم اسقطهم بوضوح. حتى المصري اليوم كانت فين وبقت فين بعد سنة ونصف في مساحة الحريات هم هم نفس المؤسسة. السنتين اللي فاتوا شافوا تصفية اعلى نقطة كانت ان انا اقلب القناة فين ما اقلب الاقي واحد صاحبي الى انه رجعوا تاني خبراء استراتيجية لواءات. الجرايد شطبت على كل الجيل والتلفزيونات راحوا كمان. الفرضية: هل ده حصل بقصد؟ تعال نشدهم ونصفيهم؟ هل حاجة فاتتنا؟ نعمل ايه في مواجهة اعلام شاطر؟ اعلام مؤسسي خاص متحفز ومعاه فلوس ومش خايب عنده فلوس ومعدين وورائه مؤسسة واجندة اللي نحن لا نعرف هي لمن. المستقلين من الاعلام والذين اخترقوا الاعلام المؤسسي هل هي محاولة فشلت بالكامل؟ ولو لم تفشل بالكامل ما يمكن عمله ونحن كيف نقدر نساهم في هذا؟ هو هذا السؤال ونريد ان نفعله من خلال معسكرات.
| + | |
| + | وهكذا، بفكرتنا الأساسية في أضِف وهي حرية التعبير والحق في المعرفة وأن الإنسان القادر على التعبير قادر على التغيير، اهتممنا بالإعلام البديل طوال الوقت، ولكن بعد ما وصل إليه وتحليل تكويناته، لدينا مشكلة حقيقية في الطروحات الموجودة. |
| + | |
| | | |
| ==ما المطلوب؟== | | ==ما المطلوب؟== |
| | | |
− | ايه المطلوب للاعلام؟ شباب شاف المرحلة اللي فاتت واشتبك معاها اونلاين وفي الشارع جرب ونجح ثم فشل في النصف ونحن الان في هذا الموقف. في ناس صدقت في النصف انها حتبقى هي الاعلام ان صوتنا احنا الاكثر سمعا وآلياتنا هي الاحسن والان نرى تراجع عظيم
| + | ما المطلوب للإعلام في هذه المرحلة التي وصلنا لها؟ شباب كثر رأوا المرحلة السابقة من تطور الإعلام واشتبكوا معاها أونلاين وفي الشارع، جربوا ونجحوا ثم تعثروا أو فشلوا في منتصف الطريق، ونحن الآن وصلنا لهذا الموقف الذي يسيطر فيه الإعلام المؤسسي الخاص على إنتاج المحتوى وعرضه. وبعد أن صدق بعض الشباب في وقت ما أنهم سيصبحون هم واجهة الإعلام، وأن صوت المطالبين بحرية التعبير والحق في المعرفة هو الأكثر سمعًا وأن آلياتنا هي الأفضل، نشهد هذا التراجع العظيم وعلينا أن نتحرك! |
| | | |
− | نشتغل نحن على اي مساحات؟ نحن نتكلم بوضوح عن الشباب الناشط المشتبك مع مجتمعه ويروا ان المسألة مسألة اعلام ومعرفة. نعمل معاهم ايه؟ اشتغلنا نحن على تمكين الصوت وان عنده رأي لازم يقوله ونوفر الادوات التي تساعد على ذلك وتمكينهم منها ونحن اليوم وهي دي الفرضية: يحصل ايه لما منافسك اشطر كتير مش خايب خيبة اعلام مبارك وطنطاوي والاخوان؟
| |
| | | |
− | الاعلام البديل ايه وضعه ايه احتياجاته كيف نكمل بناء؟
| + | ما الذي يمكننا أن نقدمه؟ ما المساحات التي سنعمل عليها؟ نحن نتكلم بوضوح عن الشباب الناشط المشتبك مع مجتمعه والذي يرى أن المسألة مسألة إعلام ومعرفة. ماذل نفعل معهم؟ فقد عملنا على تمكين الصوت وتعزيز فكرة أن الذي يمتلك رأيًا ما يجب أن يعبر عنه ويقوله مع توفير الأدوات التي تساعد على ذلك وتمكينهم منها. ولكن، ومع الفرضية الحالية لواقع الإعلام: كيف نتصرف في حين أن منافسك الجديد (الإعلام المؤسسي الخاص) أشطر وأخبث بكثير، وليس كما خائبًا وغير مؤثر في كخيبة إعلام مبارك وطنطاوي والإخوان؟ |
− | حصل في مصر على الاقل اذا مش في العالم العربي تطورات في الاصوات المستقلة التي تعمل من خلال التكنولوجيا وما فعل ذلك بالاعلاميين ووصلنا الى ان يتبع الاعلام الرسمي والخاص الاعلام البديل.
| |
| | | |
− | لما ننظر الى ما حصل في الفترة الماضية من السنة حصل تحول الاعلام الرسمي والمؤسسي تطور يتابع الاعلام البديل ثم يستخدمه كمادة اعلامية ثم تشطر في رسم خطط واستراتيجيات وتطوير الشكل الى ان وصلنا ان الاعلام البديل يتابع الرسمي والمؤسسي من يناير ٢٠١٣. جزء من التحليل اللي وصلنا اليه ان الاعلام البديل فقد محتواه ولم يعد هناك ما يقدمه بعد ان اضطرت تتحالف مع الفلول ضد الاخوان وفقدت قيمها.
| + | |
| + | والإعلام البديل نفسه، ما هو وضعه؟ ما هي احتياجياته؟ كيف نكمل بناءه؟ |
| + | |
| + | كيف نصل لمفاهيم ومبادئ وآليات الإعلام الجديد الذي نحلم به؟ |