سطر 302: |
سطر 302: |
| | | |
| | | |
| + | === وجهة السمع === |
| + | الصوت ليس مثل الصورة. الكاميرا تحدد ما تراه، و لكن الصوت يسجل كل ما يسمع، قريبًا أو بعيد. و لهذا لابد دائمًا من أن نضع في إعتبارنا تسجيل النقي للصوت المطلوب دونًا عن غيره. هذه الفكرة البسيطة تسمى ب"وجهة السمع" Point Of Hearing |
| + | |
| + | لابد من وضع وجهة السمع الجيدة في الاعتبار دائماً، فالتصوير الجيد غير ذات قيمة إن لم نسمع ما يقوله الشخص. |
| + | |
| + | === تسجيل الصوت === |
| + | |
| + | ==== تسجيل الصوت بميكروفون الكاميرا ==== |
| + | العديد من الكاميرات المدمجة و الهواتف تسجل الصوت بميكروفون داخلي. هذا ليس أفضل الاختيارات جودة و نقاء و لكنه له مزايا أخرى مثل سهولة الإدارة و عدم الإحتياج لشخص إضافي للتسجيل، فهي تأخذ وقتًا أقل للضبط. |
| + | |
| + | يمكنكم الحصول على جودة معقولة و مقبولة جدًا إذا راعيتم اقتراب الكاميرا أو الهاتف مسافة كافية من الشخص لالتقاط صوته بشكل جيد. و الإبتعاد عن عناصر صوتها عالي (قطار - ماكينات - ضوضاء سوق أو سيارات - الخ). يمكنكم أيضًا الطلب من الشخص أن يرفع صوته بشكل معقول لتضمنوا تسجيل كافة ما يقال. |
| + | |
| + | ==== تسجيل الصوت بميكروفون خارجي ==== |
| + | إذا كنت تسجل بميكروفون خارجي لابد أن تتعرف على أنواع الميكروفونات. لكل ميكروفون زاوية التقاط و نطاق حيوي يسجله أفضل مما دونه، هذا لا يمنع الأصوات العالية من خارج هذا النطاق حيث أن الصوت لا يمكن التحكم به و تحديده. |
| + | |
| + | ===== الميكروفون الخطي Shotgun Microphone ===== |
| + | هذا الميكروفون يسجل في إتجاه شريحته للأمام فقط. و عادة ما تكون له زاوية ضيقة يرمز لها بالخط (|)، و زاوية أوسع يرمز لها بالخط المكسور (\). كل ما يخرج عن هذه الزاوية ينخفض كثيرًا في مستواه الصوتي. |
| + | |
| + | ===== الميكروفون الحيوي Dynamic Microphone ===== |
| + | و هذا هو النوع الأكثر شيوعًا في الحفلات و البرامج التليفزيونية. و شريحته حيوية و ضيقة جدًا تسجل فقط أقرب صوت إليها و تخفض كل الأصوات الأبعد، لهذا يفضله الكثير من الذين يصورون في الشارع. |
| + | عيبه الوحيد أنه لابد من إقترابه كثيرًا من فم المتحدث و إلا لن يسجل الصوت جيداً، لهذا ترى المذيعين في البرامج يدفعون به في فم المتحدث. |
| + | |
| + | ===== الميكروفون المكثِّف Condenser Microphone ===== |
| + | و هو زاويته شبه دائرية (عادة ما يكون نطاقه الحيوي بشكل ٨ و لكن هناك تنويعات أيضاً) و يسجل كل الأصوات المحيطة بشكل متساوي و يكثفها للتوصل لنفس المستوى. و هو مناسب لتصوير الأحداث التي ليس بها متحدث واحد واضح (مظاهرة مثلاً) لأنه يسجل أفضل نتيجة لكل المعطيات الصوتية المحيطة. |
| + | |
| + | توجد أنواع أخرى كثيرة من الميكروفونات و لكن هذه الأنواع الأساسية، الأهم هو معرفة النوع المستخدم أيًا كان و زاويته و نطاقه الحيوي. |
| + | |
| + | عبر فهمك لزاوية الميكروفون تستطيع تحديد الأصوات المرغوبة في موقع التصوير و إيجاد أفضل موقع و توجيه لتسجيلها. |
| + | |
| + | == السرد == |
| + | === الفكرة === |
| + | الفكرة هي أصل وبداية كل مشروع سواء كان لفيلم روائي أو تسجيلي أو كل أنواع الميديا المختلفة، الفكرة هي أول نقطة في بداية السرد أو الحكي، وقد تأتي الفكرة من عدة مصادر مثل: |
| + | * موقف من المواقف الحياتية والشخصية التي نمر بها أو نراها على مدار يومنا وتؤثر في نفس الكاتب ويجعل من هذا الموقف النواة الأولي لبداية فكرته وميلادها. |
| + | |
| + | * أو من شخصية تؤثر في عقل الكاتب وتزيد من شغفه وتخاطب كل وجدانه وتجعله يريد صنع فيلما عنها وتكون تلك الشخصية لها مميزات وصفات تجعل منها شخصية مثيره تجعل من الكاتب يفعل ما في جهده من أجل أن يستطيع أن يجعل هذا الشغف الذي أصابه يصيب نفس وروح المتلقي آيضا. |
| + | |
| + | * أو من خبر صحفي في جريدة. |
| + | |
| + | * أو من قناعة ايديولوجية أو فكرية معينة يحاول صانع الفيلم أن يحولها لشريط مصور. |
| + | |
| + | * سيره شخصية وعائلية لشخصيات مقربة من الكاتب. |
| + | |
| + | * عمل أدبي أو رواية تؤثر في نفس قارئها ويرغب في رؤيتها في شكل مصور. |
| + | |
| + | * قصيدة شعرية قد تجلب عند قراءتها حالة فنية وفكرة لفيلم. |
| + | |
| + | * فترة زمنية قديمة تظهر في قراءة أو صورة فوتوغرافية فتخلق حالة من النوستالجيا والحنين لها ولشكل الحياة بها فتجلب فكرة فنية. |
| + | |
| + | * أحد الأماكن التي يزورها الشخص شاطئ أو منزل قديم أو غيره قد تؤثر فيه بطبيعتها وشكلها. |
| + | |
| + | ==== علاقة الفكرة و تطويرها بالواقع المحيط ==== |
| + | لأن الأنسان دائما مايتفاعل مع واقعه ومع ماحوله من مختلف الأحداث والمواقف فتكون أغلب الأفكار تأتي من الأحداث الحقيقية لأنها أول شئ يؤثر في الأنسان ويدفعه للتساؤل. لذلك فهو يستقي من الواقع الأفكار والشخصيات المقربة والتي يراها بعينه ويعمل على تطويرها وتنسيقها بإضافة تفاصيل من خياله إلى الوقائع الحقيقية، فتبدأ عملية إعادة حكي القصة ولكن بإضافة ماهو متخيل إلى ماهو حقيقي وواقعي في عملية تطوير تلك الفكرة. |
| + | |
| + | حتى عندما تكون الفكرة وليدة الخيال وليس لها أصل ووجود حقيقي في الواقع، فعند عملية تطوير الفكرة وتنميتها لا يستطيع صانع العمل الفني أن يفصل تجاربه الشخصية والحياتية عن الفكرة. لأن كل تجاربه تلك تكون مادة خصبة تجعله يستقيها ويضيف منها تفاصيل حقيقية لما هو في الأصل متخيل فتنشأ حالة مركبة بإضافة التفاصيل الحقيقية للفكرة وليدة الخيال. لذلك فالتجارب الشخصية والحياتية والقراءات المختلفة وغيرها منبع اساسي للأفكار. |
| + | |
| + | تلك الحالة ليست في الأفلام الروائية فقط إنما أيضا في الأفلام التسجيلية. فأوقات ما يتم نقل الأشياء والأماكن كما هي ولكن يجد صانع الفيلم نفسه في حاجة إلى مساحة من التحايل وتغيير الأماكن والأشخاص في أسلوب الحكي وطريقته. أصبحنا نرى في الفيلم التسجيلي مساحة من التمثيل أو إعاده تمثيل بعض المشاهد لتجميل وتنسيق فكرته الفنية وأوقات تكون تلك المشاهد لم تحدث بتلك الطريقة ولكن إعاده تمثيلها تجعلها تكثف الأفكار بشكل أوضح من طريقة حدوثها في الواقع. |
| + | ملحوظة: تذكر ما ذكرناه سابقاً عن الإنحيازات الذاتية و العمل الموضوعي. |
| + | |
| + | على ملتقط الأفكار أن يفكر كثيرا وأن يتأمل بمجرد أن يملاءه الشغف تجاه شخصية أو موقف من المواقف أن يبدأ في طرح الأسئلة على نفسه حول تلك الفكرة أو الشخصية والي أين ستأخذه في التطوير وما الذي يجذبه إليها بتلك القوة وماذا يريد منها وكيف يراها ويتفاعل معها وما كيف يستطيع أن يجعل أحساسه وشغفه وعاطفته تجاه تلك الشخصية أو الموقف يصل إلى المتلقي ويشعر بما يشعر به هو. فعلي سبيل المثال هناك الكثير من الأعمال المستوحاة من نماذج حقيقية. |
| + | |
| + | '''مثال: اللص و الكلاب:''' |
| + | |
| + | عمل مثل اللص والكلاب هو في الأصل عبارة عن قصة حقيقية ظلت تشغل الرأي العام لفترة طويلة على صفحات الجرائد لذلك المجرم الذي خرج من السجن ليقتل عشيقته وزوجها ويدخل في صراع مع الشرطة ويجلب تعاطف شريحة كبيرة من الجمهور مع هذا المجرم، فمجرد خبر في جورنال حرك خيال الأديب نجيب محفوظ ليستوحي هذه الحادثة ليحولها إلى رواية يضيف عليها مساحة ودمج مابين ماهو حقيقي وماهو متخيل وينشئ داخلها صراعات مجتمعية أبعد وأعلى من القصة الحقيقية وتتحول بعد ذلك إلى عمل أدبي رفيع المستوي ثم عمل فني سينمائي، وغيرها من الأفكار والأحداث والشخصيات (ريا وسكينه وخط الصعيد ...الخ). |
| + | |
| + | '''مثال: المومياء:''' |
| + | |
| + | فيلم المومياء للمخرج شادي عبد السلام أستوحى فكرته من حادثة حقيقية في أواخر القرن التاسع عشر عن قبيلة الحربات في صعيد مصر التي تعمل في بيع الأثار و رأى فيها مفارقة تلخص أزمة الهوية المصرية في بدايات القرن العشرين، جعل من تلك القصة تحمل فكرته ليُخرج لنا عملا فنيا بديعا، هناك نماذج أخرى عديدة إجتماعية وليس لها علاقة بالجريمة كالسير الذاتية لشخصيات تحمل مقدارا من الشهرة في شتى المجالات الفنية والسياسية. |
| + | |
| + | أخيراً الفكرة لا تساوى شيئا دون تطوير، و هذا ما سنتعرض له في الجلسات المقبلة. |
| + | |
| + | === تطوير الفكرة === |
| + | ==== البحث ==== |
| + | أول خطوة لتطوير كل فكرة هو إجراء عملية البحث فعلى صانع الفيلم أن يبدأ في طرح مجموعة من الأسئلة المختلفة على نفسه وهذه الأسئلة هي ماتجعله يبدأ رحلة تطوير فكرته. وتكون الأسئلة حول ثلاث محاور: الشخصيات الأساسية - المكان - الزمان) |
| + | |
| + | '''الشخصيات الأساسية:''' |
| + | |
| + | * من شخصيات الفكرة المراد تطويرها؟ |
| + | * طبائع الشخصيات ودائرة حياتهم ومشاكلهم اليومية. |
| + | * العلاقات بين الشخصيات ومقدار تأثير كل منها على الأخرى. |
| + | * علاقة الشخصيات بزمانهم ومقدار تعاملهم معه. |
| + | * علاقة الشخصيات والدراما والمشاكل التي تجعل الشخصيات تصطدم أو تتوافق مع بعضها البعض. |
| + | * علاقة الشخصيات بالمكان المتواجدين فيه وطبيعته. |
| + | |
| + | '''المكان:''' |
| + | |
| + | * ماطبيعة وشكل المكان المتواجد فيه الشخصيات. |
| + | * ماعلاقة الشخصيات بالمكان من حيث التفاعل والتناغم معه. |
| + | * الى أي مدى يؤثر المكان على الشخصيات سواء سلبا أو ايجابا. |
| + | |
| + | '''الزمان:''' |
| + | |
| + | * مازمن الشخصيات الفعلي الذي تعيش فيه. |
| + | * ما مقدار تأثير مرور الزمن على تغييرات الشخصيات والمكان سويا. |
| + | * ما مقدار تفاعل الشخصيات ورضاهم عن الزمن وتعاملهم مع تقلباته. |
| + | |
| + | وكل هذه الأسئلة ما تجعل الكاتب يحاول الوصول إلى أجوبة عنها تجعله يبدأ عملية خلق فكرته وتطويرها وترسله إلى دائرة من الأفكار الكثيرة التي تجعل دوائر الإبداع والتكوين تتفاعل لتطوير فكرته. |
| + | |
| + | ===== مصادر البحث ===== |
| + | |
| + | '''المكتبات: الكتب و الجرائد:''' |
| + | |
| + | في رحلة البحث لتطوير الفكرة من الممكن تحفيز القدرة على الإبتكار من خلال المشاهدات والقراءات المختلفة فمشاهدة نوعية من الأعمال الفنية قد تتشابه مع نفس الفكرة أو تحفز العقل بتفاصيل قد تساعد في تطوير الفكرة. أيضاً قراءة بعض الأعمال الأدبية المختلفة أو الشعر تساعد على التطوير والتفكير والإبداع وعلي فتح أفاق واسعه من التخيل والقدرة على الحكي وربط التفاصيل بعضها ببعض. |
| + | |
| + | '''الأفلام الأخرى القريبة من نفس الفكرة:''' |
| + | |
| + | ولأن الأفكار ليست حكر على أحد فأوقات ما تكون هناك فكرة تخطر على بالك وقد تتشابه مع فكرة أخرى لكاتب آخر أو صانع عمل آخر وأوقات تكون الفكرة المتشابهة قد تم تنفيذها في عمل فني آخر. فلا يوجد مايمنع من أن يري صانع الفيلم الأفكار والأفلام التي تحمل مساحة من الشبه بفكرته، فقد تجلب له بعض الأفكار الجديدة وقد تجعله يرى السلبيات التي لحقت بالفكرة المشابهة لفكرته. تجعله قادر على تطوير فكرته بشكل أفضل وطريقة أفضل وتجعله يرى سلبيات فكرته وما يستطيع إضافته من إيجابيات وتطوير لها. |
| + | |
| + | '''البحث على الإنترنت:''' |
| + | |
| + | في رحلة البحث من الممكن أن يقوم صاحب الفكرة والراغب بتطويرها بالبحث على الأنترنت بإستخدام موسوعات المعلومات مثل الويكيبيديا أو مستودعات للمستندات و المواد مثل الأرشيف الرقمي. و حتى عبر البحث عن موضوعه في مواقع مختلفة. ليقرأ و يشاهد عن كل ما يتعلق بفكرته من مكان ما أو شخصية ما أو البحث عن تاريخ ما مفيد لفكرته أو معلومة طبية ونفسية عن أحد الأمراض والحالات أو معلومة جغرافية أو تاريخية...الخ. |
| + | |
| + | '''المعاينات:''' |
| + | |
| + | وفي عملية البحث آيضا من الممكن القيام بمعاينات وإلتقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية المتنوعة لتفاصيل أماكن لها علاقة بالعمل الفني سواء الروائي أو التسجيلي كنوع من تنشيط الذاكرة أو تصوير الشخصيات صور فوتوغرافية وكتابة جمل قصيرة وصفيه عنهم وإلتقاط التفاصيل التي تفيد في رحلة تطوير الفكرة وتحفيزها وزياره تلك الأماكن والنظر لها بشكل تأملي والأقامة فيها إن أمكن. |
| + | |
| + | ==== المفكرة الإبداعية ==== |
| + | من الممكن أن يقوم صانع العمل بالإحتفاظ بشكل دائم بمفكرة إبداعية معه طوال الوقت وتكون أهمية تلك المفكرة الصغيرة في تدوين التفاصيل الصغيرة التي تطرأ على البال من جملة ذات معني أو شخصية أو اسم شخص ما أو اسم مكان أو مشهد متخيل يدور بين شخصيات مختلفة، فتدوين كل هذه التفاصيل بعد فترة يشكل مخزونا من الأفكار الإبداعية التي تساعد في بناء الفكرة وتطويرها ويستطيع حينها الرجوع إلى المفكرة ليأخذ منها تفاصيل يحتاج اليها. |
| + | |
| + | ==== الخريطة الذهنية ==== |
| + | خلق شبكات علاقات و مسودات بناء على البحث: |
| + | |
| + | في رحلة البحث من الممكن أن يتم رسم خريطة أو مسودة وتلك المسودة يتم فيها توضيح الأماكن والشخصيات وإرتباطهم ببعض ونسج العلاقات بينهم وبين الأماكن فيكون بالإمكان رؤية أماكن الضعف والخيوط الضعيفة التي بحاجة إلى مزيد من التواصل والترابط بشكل أفضل وبحاجة إلى مزيد من الجهد في البناء وتكون تلك المسودة في غايه الأهمية بشكل أكبر خصوصا في الأفلام التسجيلية ومن الممكن أن نكتب فيها نوعية الأسئلة التي قد تتحدث بها كل شخصية من شخصيات الفيلم التسجيلي فيكون هناك تغطية شامله لكل موضوعات الفيلم. |
| + | |
| + | |
| + | ==== المقابلات ==== |
| + | في كل عمل فني سواء كان فيلما روائيا مستوحى من شخصية حقيقية أو تسجيليا ينبغي عمل مقابلات مع الشخصية الحقيقية نفسها أو المقربين منها والإستماع إلى الشخصية بما تقوله وتنطق به لتكون مصدرا من مصادر الوحي وتكوين الشخصية وبناءها وتدوين كل الملاحظات والأسئلة التي تطرأ على بال صانع العمل الفني حول تلك الشخصية والحديث المطول معها وطرح الأسئلة والإستماع إلى الأجوبة المختلفة وتكوين وجهه نظر خاصة حول الشخصية، وزيارة الأماكن الحقيقية التي يستوحي العمل منها. وفي الأفلام التسجيلية تحديدا على صانع الفيلم أن يبدأ في عمل تحضير شامل لعمله من خلال: |
| + | * طرح أسماء الشخصيات التي يسعي للتصوير معها. |
| + | * التدقيق في أسباب إختيار تلك الشخصيات تحديدا. |
| + | * أهمية الشخصيات للعمل ومقدار قربها وفائدتها. |
| + | * قدرة الشخصيات على الكلام والتحدث بشكل جيد يفيد العمل. |
| + | * مانوعية وشكل الأسئلة التي سيطرحها على الشخصية. |
| + | * مانوعية الأجوبة والردود التي يتوقعها من الشخصية. |
| + | |
| + | وأثناء عمل المقابلات مع الضيف أو التصوير معه؛ على صانع الفيلم أن يكون شديد التركيز في ماينطقه الضيف من إجابات ويقدمه من معلومات وهل هي تشمل كل ما يدور في بال صانع الفيلم؟، والتركيز على الأسئلة وليدة اللحظة التي تأتي على البال ولم تكن ضمن الأسئلة المعدة سلفا، وقرب أنتهاء المقابلة والتصوير على صانع الفيلم أن يقف لدقائق معدودة ويسأل نفسه بعد الإنتهاء من الحديث مع الشخصية أو التصوير معها - هل قام الضيف بالإجابة على كل الأسئلة المطروحة بشكل كاف ومفيد؟ هل كانت جمل الضيف الحواريه تحمل مساحة من الإتزان والنطق السليم للجمل والعبارات دون تلعثم أو سكتات كثيرة فتكون هناك جمل كاملة ومفيدة ومتسقة مع الموضوع - وهل كانت الأسئلة كافية وبشكل كامل لتغطية كل جوانب الموضوع المعُد لتحضيره أو ماتم تصويره أم هناك مزيد من الأسئلة التي لم تخطر على بال صانع الفيلم وهو بحاجة إلى توجيهها للضيف حتي يكون لديه متسع من الوقت لإضافة تفاصيل أو توجيه أسئلة جديدة تفيد عمله. |
| + | |
| + | ===== الحقوق و الواجبات ===== |
| + | في الأفلام التسجيلية يقع على عاتق صانع الفيلم مسؤلية كبيرة تجاه الشخصيات التي سيقوم بالتصوير معها فالمبدأ الأول هو موافقة الشخصية على التصوير معها وشرح الموضوعات التي ستقوم الشخصية بالحديث فيها وموافقتها على ذلك، والمبدأ الثاني هو حرص صانع العمل على عدم تصوير أي شئ يؤذي الشخصية أو قد يُعرضها لأي خطر وموافقة الشخصية للموضوعات التي ستتحدث عنها، والمبدأن يقعان تحت الأمانة العملية في صناعة الفيلم والأمانه في التعامل مع الشخصيات وإحترام حقوقها وحريتها. |
| + | |
| + | في حالة رفض الشخصية فعلي صانع الفيلم أن يقوم بالحديث المطول مع الشخصية لمعرفة أسباب رفضه للتصوير معه أو رفضه لموضوع معين بالحديث عنه ويعرف كل الأسباب ويطرح حلول وإقتراحات للشخصية ليصل إلى حل معها حول التصوير وإقناع الشخصية بالموافقة على نوعية الموضوعات وإذا لم يستطع الوصول إلى نقطه إلتقاء وحل مع الشخصية فعليه أن يقف على رغبة الشخصية في الرفض للتصوير بشكل كامل أو رفض الحديث حول أحد الموضوعات بشكل خاص، |
| + | وفي حالة الموافقة على التصوير فعلى صانع الفيلم أن يأخذ موافقة مكتوبة للشخصية بالتصوير وإستغلال كل المادة المصورة في عمل فني، ومن الممكن أن يأخذ موافقة مصورة للشخصية يتحدث فيها عن موافقته للتصوير وإستغلال المادة المصورة وشخصيته في عمل فني، وذلك كله ليكون العمل تام على أكمل وجه ولا يحدث أي مشكلات مستقبلية للشخصيات أو صناع العمل فيكون الجميع في حالة موافقة على المادة المصورة. |
| + | |
| + | ===== إختيار مكان اللقاء ===== |
| + | في إختيار المكان للتصوير مع الضيف ينبغي أن يكون المكان مريح للشخصية حتي تستطيع التحدث فلا يكون مكانا تكرهه الشخصية أو تخشاه وتكون في قلق وعدم راحه للحديث وهي في هذا المكان، ويتم التركيز في مضمون المكان بالنسبة للشخصية وللعمل الفني، مامدي علاقة المكان الذي يتم فيه تصوير الشخصية بها وماهي الخلفية التي ستظهر خلف الشخصية والزاوية المراد إظهار الشخصية بها وبالشكل المناسب، واختيار المكان في غايه الأهمية وآيضا التركيز على الخلفية التي ستظهر خلف الضيف فلا تكون الخلفية ملفته للنظر بشكل كبير فتلهي المشاهد عن الشخصية وحديثها وتجذب الأنظار فتُضعف من وجود الضيف ومن حديثه فلابد أن تكون الخلفية مناسبه ومريحه ومرتبطه بالضيف. |
| + | |
| + | ولذلك لابد على صانع العمل من طرح مجموعة من الأسئلة حول المكان سواء كان في الفيلم الروائي أو التسجيلي حول أهميته: ماذا أريد إظهاره من هذا المكان؟ ماهي التفاصيل التي تجعله غنيا وملائما ؟ ماهي عيوب المكان التي لا أريد إظهارها وإذا أردت إظهارها فلماذا ولأي غرض؟ |
| + | |
| + | وعلي صانع الفيلم عند معاينة مكان التصوير سواء في الفيلم الروائي أو التسجيلي أن يتأمل تفاصيل المكان جيدا ويدقق في شكل المكان وألوانه وتفاصيله الصغيرة وهل هو مناسب للشخصيات ويدون بشكل كامل عن المشاكل والمعوقات التي يراها في مكان التصوير من حيث الصورة أو الصوت ليستطيع تلافيها أثناء التصوير ويحدد بدقة شكل لقطاته التي تظهر جماليات المكان وتفاصيله الغنيه ومقدار تعايش الشخصيات مع هذا المكان. |
| + | |
| + | === الهوية البصرية === |
| + | هناك عدة طرق لتقسيم لقطات الفيلم و عمل خطة للهوية البصرية لكل نوع لقطات: |
| + | |
| + | تحديد المشاهد الرئيسية و طبيعتها |
| + | |
| + | تقسيم كل شخصية أو كل جزْء من الحكاية بشكل بصري معين |
| + | |
| + | في الفيلم التسجيلي يمكن تقسيم أنواع اللقطات بشكل واسع إلى لقطات ذات مادة سمعية (مثل اللقاءات - الحوارات بين الشخصيات - الخ) و تسمى عادة بالمادة الأولية A Roll و اللقطات ذات مادة مكملة أي لقطات عامة و لقطات للشخصيات أثناء سير عملهم أو في أماكن مختلفة في يومهم و تسمى بالمادة الثانوية أي B Roll. |
| + | |
| + | أيا كانت طريقتك في تقسيم اللقطات المهم الإجابة عن الأسئلة الآتية: طبقا لكل ماجربناه سابقاً |
| + | * ما لقطاتك في كل مشهد؟ |
| + | * كيف ستصور شخصياتك في اللقاءات؟ |
| + | * ما حجم اللقطة؟ هل ستتحرك الكاميرا؟ كيف؟ |
| + | * ما القرارات المتعلقة باللون؟ |
| + | * كيف سيترجم ذلك في شكل مشاهد الفيلم؟ |
| + | * أين سيصور كل مشهد و كل شخصية؟ |
| + | * أي وقت في اليوم سيصور المشهد؟ |
| + | |
| + | والإجابة على الأسئلة السابقة هي مايتعلق بتحديد شكل الهوية البصرية، فالإختيار البصري لكل عنصر هو أساس كل عمل. بالإعتماد على ما رأيناه في الفصل الأول من قرارات لها علاقة بالصورة، هو الخطوة التالية في تطوير بحثك حيث أن الشكل البصري يجب أن يعكس مضمون الفيلم و طبيعته و يعتمد على البحث بشكل أساسي. الشخصيات و المواقع و الأماكن و المواقف و الأحداث تعطيك كصانع العمل إلهاما لتصويرها بشكل محدد. |
| + | |
| + | ولكل عمل فني شكل بصري والشكل البصري يعتمد على حالة كاملة من تناسق وتناغم بين كل العناصر والمكونات لهذا العمل من الشخصيات وملابسهم وإختيار الأماكن وطبيعتها الجغرافية ولونيتها وتفاصيلها الصغيرة والكبيرة من ديكورات وفرش وايضا عنصر الزمن والذي يفرض شكل مميز للأماكن وألوانها وآيضا لونيات الملابس ونوعيتها المتماشية مع شكل هذا الزمن ولهذا فعلي كل صانع عمل فني أن يحدد هوية عمله البصرية ويعمل على خلق تناسق كامل والتفكير في كل العناصر للوصول إلى المحافظة على هوية عمله البصرية. |
| + | |
| + | === الزمن === |
| + | في كل فيلم هناك مستويان أساسيان للزمن، فهناك: |
| + | |
| + | * زمن عرض الفيلم نفسه على الشاشة، و يطلق عليه الزمن المادي أو الزمن الحقيقي Physical Time |
| + | |
| + | * زمن الأحداث في الوقت المتخيل للقصة نفسها و هو مايطلق عليه الزمن الفيلمي Filmic Time أي أنه الزمن بعد أن تحايل على إظهاره صانع العمل السينمائي: فقد تظهر به الثانية على مدار ساعة أو العام بالكامل قد يمر في دقيقة. و هو في ذاته قد نرى به مستويات من الزمن مثل: |
| + | ** الزمن الذي تستغرقه الأحداث نفسها و يطلق عليه الزمن الدرامي Dramatic Time |
| + | ** أو الزمن الإجمالي لأحداث القصة و يطلق عليه الزمن القصصي Story Time |
| + | ** أو الزمن النفسي للشخصيات Psychological Time |
| + | |
| + | و غيرها. هل تتذكر مشاهد كان الزمن الحقيقي مختلف تماما عن الزمن الفيلمي؟ ماهي؟ كيف صنعت؟ |
| + | |
| + | ==== بعض وسائل التحايل الزمني ==== |
| + | |
| + | ===== الإسترجاع للماضي Flashback الفلاش باك ===== |
| + | طريقة للحكي معتمدة على الرجوع إلى أحداث قديمة نسبة للوقت الحالي في الزمن الدرامي. هو أسلوب تم أستخدامه كثيرا في السينما بشكل عام وخصوصا في أفلامنا المصريه القديمة بشكل كبير. |
| + | الإستباق للمستقبل Flashforward الفلاش فورورد: طريقة للحكي عكس الفلاش باك وهي بالإنتقال الزمني إلى المستقبل لحكي ماسيحدث أو مايتوقع حدوثه للشخصيات. |
| + | |
| + | =====الفوتومونتاج Photomontage ===== |
| + | وسيلة للعرض السريع لعدة أحداث سواء تحدث بشكل متتابع و متشابه، أو تحدث بشكل متوازي أي كلها في نفس الوقت. |
| + | الزمن الموازي Parallel Time: طريقة للحكي يتم بناءها في طريقة الكتابة أولا ويظهر شكل تنفيذها في مرحلة مونتاج مابعد التصوير وتعتمد على فكرة حكي حدثين في زمنيين بطريقة التوازي سواء كان الحدثين في نفس الزمن أو ربط مابين زمن حاضر وزمن ماضي وهي طريقة تشويقيه للمتلقي لأنها تجعله يتابع تطور كل حدث في أزمنه مختلفة و يحاول توقع العلاقة أو نقطة الإلتقاء. |
| + | |
| + | أيضا في مجرد إختيار لقطات معينة، أو إبطاء أو تسريع لقطات، يتم التحايل تلقائياً على الزمن. لماذا نفعل ذلك؟ |
| + | |
| + | |
| + | ==== الإيقاع ==== |
| + | الإيقاع يحدد الكثير من العناصر الأخرى منذ لحظات الكتابة الأولي لأنه سيبني بعد ذلك لقطاته طولها وقصرها. هل هو إيقاع سريع مرتبط بسرعة الأحداث التي تحدث للشخصيات وتؤثر فيها وتُغير من شؤنها أم إيقاع بطئ ناتج عن بطء الأحداث مما يتطلب أن تسير الشخصيات في نفس ذلك الإيقاع البطئ المتأمل الحذر؟ |
| + | |
| + | أسئلة أساسية حول إيقاع الفيلم: |
| + | * متى يتم تقديم المعلومات الأساسية في العمل؟ |
| + | * ما الفترة الزمنية الفعلية التي تفرق بين كل معلومة هامة و أخرى؟ بين كل حدث هام و اخر؟ |
| + | * ما طبيعة الحركة الجسدية للشخصيات الرئيسية في العمل؟ |
| + | * ما طبيعة حركة الكاميرا؟ |
| + | * ما العناصر الأساسية التي تصورها الكاميرا؟ هل لها إيقاع خاص بها؟ |
| + | |
| + | |
| + | |
| + | === القصة === |
| + | '''ما القصة؟''' |
| + | |
| + | كل اختيار يعطي معنى مختلف ويحكي قصة مختلفة، وهذا ما تحدثنا عنه من قبل. |
| + | |
| + | بعض الناس لديهم قصص في وجوههم وأعينهم واوضاع أجسامهم. من واجبنا ان تقرأ هذه القصص ثم نفهمها ونوصلها للمتفرج. |
| + | لكي ننجح في هذا، يجب علينا ان ندرك جيدًا ونتحكم في أراءنا الشخصية في أثناء العمل. |
| + | |
| + | كما ناقشنا في الدروس السابقة أنه من أهم الأشياء هو كيفية تواصلنا مع الشخصيات والقصة، يجب علينا أن نقرر اذا ما كانت وجهة النظر المقدمة ذاتية أم موضوعية، ويجب ان يكون هذا القرار واضح جداً. أن نقدم وجهة نظر موضوعية شاملة هو شيء مستحيل عملياً. كلما ادعت وسائل الاعلام انها موضوعية، تأكدوا ان هذا يعني وجود انحياز دفين. الموضوعية الحقيقية هو ان نقدم وجهة نظر ذاتية ولكن بوضوح وصراحة. الانتقال من وجهة النظر الذاتية للموضوعية له دلالات، من لقطة عامة للقطة تفصيلية أو العكس. كيف نقدم هذا، وكيف نعلق عليه هو ما يكون القصة التي يشهادها الناس. |
| + | |
| + | ==== هيكل القصة ==== |
| + | لسرد أي قصة هناك أكثر من طريقة. الطريقة الأشهر هي الطريقة التقليدية التي تعتمد على أسلوب الحكي التقليدي والطبيعي ما يسمى ب"بناء الثلاثة فصول" |
| + | |
| + | بداية - وسط - نهاية |
| + | |
| + | البداية يتم فيها تقديم الشخصيات ونسج علاقاتهم ببعض وشكل حياتهم وشكل الشخصية الرئيسية وطباعها ثم الوسط حيث تبدأ الأزمة التي يواجهها البطل ويظل في صراع معها طوال مرحلة الوسط حتي تصل إلى مرحلة الذروة وهي أعلى مراحل أشتداد الأزمة وتأزمها ثم تأتي مرحلة النهاية والتي يتم فيها حل الأزمة الممتدة من الوسط وتلتقي الخيوط كلها وتُحل كل المشاكل ونصل إلى النهاية. هذه طبعا هو البناء الكلاسيكي و تفصيله في الصورة التالية: |
| + | هناك أيضاً عدة أساليب مختلفة للسرد مثل: وضع المتفرج في قلب المواجهة، ثم العودة تدريجيا لشرح أسباب الأزمة و معرفة تفاصيلها.فنرى أفلاما تبدأ بمشهد هو تقليدياً نهاية الفيلم ونعود من جديد لنبدأ سرد بدايات القصة من أولها لنعرف لماذا وصلت القصة إلى تلك النهاية أو تكون البداية عند ذروة أحداث الفيلم ونعود لنحكي من جديد البداية لنصل إلى الذروة ويأتي الحل. |
| + | |
| + | من الأمثلة على ذلك نري فيلم المرأة المجهولة (١٩٥٩) من إخراج محمود ذو الفقار حيث يبدأ الفيلم بالبطلة وهي عجوز ذاهبة إلى المحاكمة في جريمة قتل ويراها زوجها السابق وهو سبب ما الت إليه فنعود بالذاكرة لحكي بداية القصة وشباب البطلة وما حدث لها ونصل إلى الذروة من جديد وابنها المحامي يترافع عنها ويأتي الحل. |
| + | |
| + | طريقة أخرى للسرد و هي طريقة التوازي: حيث يكون هناك حدثين يسيران مع بعضهما في التطور وممكن أن يكونا يسيران مع بعضهما إلى الأمام أو العكس أو أكثر من حدثين وتلك الطريقة كثيرا ما تستخدم في أفلام التشويق والأكشن أو في غيرها من الأفلام .فعلي سبيل المثال نجد فيلم حياة أو موت (١٩٥٤) للمخرج كمال الشيخ واحد من هذه النماذج فنري خلق التشويق عند المتفرج لرؤية الطفلة في رحلة جلب الدواء لأبيها المريض ونري الأب المريض والمعرض للموت ونري الطبيب في محاوله منع الطفلة من الوصول إلى أبيها بالدواء الذي أعطى لها بالخطأ، ثلاث أحداث تسير بالتوازي لخلق الشغف والفضول لدي المتلقي فيظل يتابع بأستمرار مايحدث. |
| + | |
| + | أخيرا يجب اختيار هيكل القصة بناءً على الموضوع، الهيكل يساعدنا في المونتاج. توجد عدة وحدات صغيرة أيضًا داخل كل قصة عبارة عن: السؤال > الإجابة. أي أن في كل وحدة في القصة تطرح سؤالا يدفع المتفرج للمشاهدة حتى يعرف إجابته. تختلف إيقاع الأسئلة و الإجابات و تواليها على حسب نوع البناء المختار فمثلاً: |
| + | |
| + | * تحقيق إستقصائي: السؤال -> البيانات -> الإجابة |
| + | * فيلم يعرض رأي أو وجهة نظر: ملاحظة ١ -> ملاحظة ٢ -> ملاحظة ٣ -> إستنتاج في الختام |
| + | * احتمال -> معطيات -> دلائل -> ختام (تأكيد الاحتمال) |
| + | |
| + | |
| + | |
| + | أمثلة لبناء هياكل قصة تقليدية: |
| + | |
| + | |
| + | الأفلام البوليسية مبنية على طرح عدة أسئلة و عدم الإجابة عنها حتى نهاية الفيلم: |
| + | |
| + | يكون الهيكل يشبه ذلك: سؤال ١ -> سؤال ٢ -> اجابة ١ -> سؤال ٣ -> إجابة ٢ -> إجابة ٣ |
| + | |
| + | |
| + | أفلام التشويق والإثارة قد تعطيك أجوبة قبل الأسئلة فتعرف أكثر مما يعرفه الشخصيات: |
| + | |
| + | يكون الهيكل يشبه ذلك: سؤال ١ -> إجابة ٢ -> إجابة٣ -> سؤال٢ -> سؤال٣ -> إجابة١ |
| + | |
| + | |
| + | أخيرا تستطيع إختلاق طريقة السرد التي تناسبك و تمثل الموضوع أو القصة المصورة، هذه الإقتراحات و أشكال البناء هي لجعلك تفكر في كيف تؤثر في الجمهور.أيضاً في كل أشكال السرد هناك عناصر أو ملامح مشتركة، هذه هي أبرزها: |
| + | |
| + | '''الشخصية الرئيسية:''' من هي أو هو الشخصية الرئيسية و كيف تظهر؟ عادة ما يحتاج المتفرج لمعرفة الشخصية الرئيسية مبكراً أثناء المشاهدة: وإظهار مواصفاتها الشكلية وطبائعها الشخصية وعلاقاتها بالمكان الموجودة فيه وعلاقاتها بالشخصيات المحيطة بها. هل يستطيع المتفرجون أن يتماثلوا مع الشخصية الرئيسية أم لا؟ لماذا؟ |
| + | |
| + | '''الأزمة:''' الصراع / الأزمة هو أساس العمل الدرامي. تأتي دائما فبل المنتصف فتظهر لتمثل العائق والتحدي أمام الشخصية الرئيسية ومشكلتها الأساسية. هل الأزمة متمثلة في شخصية معادية؟ هل تتمثل في أي شكل أخر: عاصفة طبيعية - ظروف سياسية - أو غيرها؟ هل هي أقوى من الشخصية الأساسية؟ أم لا؟ |
| + | |
| + | '''الحبكة:''' هي طريقة ربط الأزمة طوال الأحداث بالتشويق ويتم إلقاء المعوقات في طريق الشخصية الرئيسية بحيث يظل المتلقي في شغف دائم لمعرفة كيف ستُحل الأزمة وتزول تلك المعوقات. |
| + | |
| + | '''الذروة:''' هي أعلى نقطة في في تصاعد الأزمة والأحداث وهي النقطة التي يصل عندها المتلقي إلى أعلى حالات التساؤل حول كيف ستُحل الأزمة وعادة ماتكون مواجهة مباشرة بين طرفي الصراع و بعدها يأتي الحل مباشرة. |
| + | |
| + | === وحدات الزمن في الفيلم === |
| + | |
| + | '''اللقطة < المشهد < التتابع < الفصل < الفيلم''' |
| + | |
| + | يبنى هيكل القصة إعتمادًا على الوحدات الزمنية المختلفة في الفيلم. لتعريف تلك الوحدات تم الإتفاق على الآتي: |
| + | |
| + | * '''اللقطة:''' هي أصغر وحدة في الفيلم المصور و هي الصورة المتحركة المتصلة من بداية الضغط على مفتاح التسجيل و حتى الضغط على مفتاح التوقف |
| + | |
| + | * '''المشهد:''' عدة لقطات مجمعة تشترك في الزمان و المكان و الحدث، مثلًا أثناء تصويرك داخل مظاهرة واحدة يمكنك تصوير عدة لقطات من زوايا مختلفة و تقطيعها معًا أثناء المونتاج لتصبح مشهدًا واحداً. |
| + | |
| + | * '''التتابع:''' هو عدة مشاهد تشترك في الفترة الزمنية: مثلًا تتابعًا من مشاهد لأحداث محمد محمود، كل مشهد في يوم من ١٨ نوفمبر حتى ٢٥ نوفمبر. الكثير من الأفلام المصنوعة شعبيًا هي مشاهد أو تتابعات. |
| + | |
| + | * '''الفصل:''' في الأفلام الطويلة نجد عدة فصول، مثل فصول المسرحية، و التي تتكون من مجموعة تتابعات مع بعض تعتبر قصة رئيسية و موحدة كجزء من الفيلم ككل. |
| + | |
| + | * '''الفيلم:''' هو الفيلم كاملًا بإحتوائه لعدة فصول التي هي وحدات الهيكل الرئيسية (بداية – وسط - نهاية) |
| + | |
| + | و لكن كما قلنا سابقاً، هذه التعريفات لمجرد تسهيل العمل و التفكير في كيفية بناء الفيلم. و لكن لا يجب الإلتزام بها بغض النظر عن موضوع الفيديو الخاص بك، فيمكن وجود فيلم هو عبارة عن لقطة واحدة أو مشهد واحد. |
| + | |
| + | |
| + | == التنفيذ == |
| + | === تقسيم الأدوار === |
| + | عند التنفيذ ستجد انه من الضروري أن تقسم الأدوار بشكل ناجح لكي يتم العمل. جزء أساسي من نجاح هذا التقسيم هو قدرة كل عضو في الفريق على إيصال أفكاره و التحاور مع باقي الفريق، و الثقة المتبادلة بينهم. يمكنك تقسيم الأدوار بأي شكل تريده: و لكن هنا دعنا نتعرف على المهام الأساسية و كيف يتم تقسيمها في الصناعة التقليدية، يمكنك بعد ذلك تقسيم كل جزء من دور على أكثر من شخص أو العكس. |
| + | |
| + | '''المخرج:''' |
| + | |
| + | صاحب الرؤية، و الدافع للفريق للعمل. في الأفلام التي يتم تطويرها بشكل جماعي عادة مايستطيع الأشخاص الإستفادة من الرؤى المكملة للمجموعة و لكن أيضاً إذا وجدت لديك أو لدي أحد أفراد فريقك الرؤية الواضحة لفكرة الفيلم، فلا عيب من مساندتها و الدفاع عنها و إقناع باقي المجموعة بها. |
| + | |
| + | '''المنتج:''' |
| + | |
| + | على بديهيتها: من أهم المهام هو التأكد من أن كل الفريق يقوم بمهامه. يجب تولي شخص ما هذا الدور، ليتأكد أن كل الشخصيات و اعضاء الفريق و أصحاب أماكن التصوير تم الإتفاق معها بالإضافة إلى كتابة أي متطلبات أخرى و توكيل أحد أفراد الفريق بها و متابعة تولي الجميع مهامهم المكلفة. هذه المهام تعتبر الإدارة العليا للمشروع، يجب أن يتوافر عند أحد أعضاء فريق العمل القدرة على التعامل مع الظروف المختلفة و تذليل العقبات في طريق العمل. |
| + | |
| + | '''الكاتب/الباحث:''' |
| + | |
| + | كما رأينا يحتاج تطوير كل فيلم لبحث و كتابة، يقوم الباحث أو الكاتب برحلة البحث والتوثيق وجمع المعلومات وتجميع الشخصيات و جمع مادة تاريخية ومراجعتها وتصحيحها بشكل صحيح. هذه من المهام التي يمكن تقسيمها على الفريق كله أيضاً بحيث تستفيد من خبرات و مجهودات الجميع. |
| + | |
| + | '''الممثلين/الشخصيات:''' |
| + | |
| + | في حالة الأفلام أو المشاهد الروائية أو المختلقة لابد من وجود ممثلين يظهرون أمام الكاميرا. و هناك عدة عناصر مهمة منها مواءمة هؤلاء الممثلين للمراحل العمرية المطلوبة وقدرتهم على الاداء. هذه ليست مهمة سهلة بأي حال من الأحوال فيجب على من يقوم بها أن يفكر كثيرا في حالة الشخصية الإجتماعية وشكل ملابسها وحالتها النفسية وعلاقة الشخصية بباقي الشخصيات ومدي تغير حالتها. |
| + | |
| + | '''المصور:''' |
| + | |
| + | هو الشخص المسئول عن كل مايتعلق بجانب الصورة والإضاءة وتبدأ مهامه منذ جلسات عمل المناقشة في الفكرة و تطويرها. يأخذ من الجميع الأفكار المتعلقة بالهوية البصرية و نوعية اللقطات و يحدد مع الفريق كافة العناصر البصرية ثم أثناء معاينات أماكن التصوير المقترح التصوير بها يبحث شكل الإضاءة ولونيه الفيلم المناسبه للحالة الدرامية وشكل اللقطات التي قام المخرج بتجهيزها للتنفيذ وزوايا الكاميرا والحالة الدرامية للشخصيات التي تفرض شكل الإضاءة في المشاهد وحركة الممثلين في داخل اللقطة. قد تجد في فريقك أن عدة أفراد يستطيعون تصوير المشاهد المختلفة و قد تكون هناك ميزة في تقسيم تلك المشاهد عليهم، بحيث يستفيد الفريق من رؤية و موهبة كل شخص. |
| + | |
| + | '''مهندس الصوت/مصمم شريط الصوت:''' |
| + | |
| + | هو المسئول عن كل ما يتعلق بشريط الصوت وبالتالي فهو يقوم بتسجيل الصوت أثناء العمل وله دور كبير في مرحلة التنفيذ وله دور في مرحلة بعد التنفيذ في التصميم النهائي لشريط الصوت (الميكساج). قد تجد أيضاً في فريقك أن عدة أفراد يستطيعون تسجيل الصوت بالمشاهد المختلفة و قد تكون هناك ميزة في تقسيم تلك المشاهد عليهم، بحيث يستفيد الفريق من رؤية و موهبة كل شخص. |
| + | |
| + | '''مهندس الديكور والمناظر:''' |
| + | |
| + | هو المسئول عن جماليات أماكن التصوير من حيث الديكورات والأكسسوارات فإذا تطلب بناء أحد أماكن التصوير داخل البلاتوه تكون مهمته، يعمل معه المخرج في توصيل الحالة الفنية للفيلم من شكل الديكورات إذا تم بناءها أو تم التصوير في أماكن حقيقية وشكل الألوان للحوائط ومدي تناسقها مع لونيات الملابس وإختيار أشكال الأكسسوارت المختلفة داخل الفيلم. |
| + | |
| + | '''المونتير:''' |
| + | |
| + | هو الشخص الذي يأتي دوره في مرحلة مابعد التصوير وهي مرحلة العمل على تجميع اللقطات وخلق الإيقاع العام للفيلم والتحكم في الزمن ويأتي دوره بتفصيل أكثر في الفصل الرابع. |
| + | |
| + | |
| + | === ظروف التصوير المختلفة === |
| + | في يوم التصوير يكون عنصر الوقت واللحظة في غاية الأهمية فعلي كل فرد في فريق العمل أن يكون ذهنه حاضراً و قد راجع كل مهامه التي اتفق على أداءها. إذا كان فريق العمل مكوناً من أربعة أفراد و سمح لكل منهم لنفسه بربع ساعة تأخير هذا سيؤدي إلى تأخير لمدة ساعة مما سيجعل الأشخاص الأخرين متململين من المشاركة أصلا، و لن يمكنكم الإتفاق معهم مرة أخرى. |
| + | |
| + | === استباق المشاكل === |
| + | نصف المشاكل يمكن آن تحل قبل التصوير فيجب أن يكون فريق العمل متوقعا لمشاكل اليوم المختلفة، إو أن تكتشف أن ماصورته ليس بالجودة التي كنت تتمناها نتيجة لمشاكل مثل: |
| + | |
| + | تأخر أعضاء الفريق في موعد حضورهم |
| + | |
| + | أو التأخير في التجهيزات في الملابس والأكسسوارات |
| + | |
| + | تغيير رأي أحد الشخصيات أو تقاعسه |
| + | |
| + | تتحدث الشخصية بطريقة غير جيدة بها الكثير من السكتات أو عدم إكمال جمل مفيدة |
| + | |
| + | أو تتحدث الشخصية بموضوعات ليست ذات أهمية لفكرة الفيلم وبشكل مطول بدون داعي. |
| + | |
| + | أو أن يقاطعك أحد في تصويرك فاتضطر للتوقف أو للإسراع في العمل على حساب الجودة. |
| + | |
| + | أو بعدما يتم معاينة أحد الأماكن، عند التصوير تجد المكان قد تغير كثيرا عن المعاينة بفعل بعض الأهمال أو تغييرات من أصحاب المكان أنفسهم أدخلوها عليه دون علم |
| + | |
| + | يجب أن يجد الفريق الخطة التي تساعده على إدراك ماقد فاته و التي يحسب فيها حساب وقتاً لإدراك ما سقط أو إعادة التصوير. وأن يكون في حساباته خطة بديلة دائما في حالة حدوث مشاكل لخطة التصوير الأصلية. |
| + | |
| + | فلذلك على فريق العمل أن يكون حاسبا لكل الحسابات ويعرف كيف يوازن الوقت في حالات التأخير. أيضاً تقسيم المهام الناجح ضروري بحيث يكون هناك من يؤكد على كل الأشخاص و كل الأفراد المواعيد بدقة، حاسباً حساب التأخيرات الناتجة عن أي من الظروف، كما يحسب حساب التنقل خصوصا في بلادنا المزدحمة. |
| + | |
| + | في الأفلام التسجيلية على سبيل المثال يكون فكرة الوقت والزمن شديدة الأهمية نظرا للعمل على أخذ لقطات حقيقية وغير مصطنعة فيكون واجباً على من يقوم بتحضير الكاميرا سرعة التجهيز لأخذ لقطاته كما هي بطبيعتها. فاللحظة التي تذهب من الصعب أن تعود ولذلك فالزمن والوقت شديد الأهمية بالنسبة للمكان الذي يتم التصوير فيه وآيضا بالنسبة إلى الشخصيات التي يتم التصوير معها والتي من الصعوبة أن يتم إحضارهم والتصوير معهم في يوم آخر غير المعد للتصوير. |
| + | |
| + | ==== إدراك الإحتمالات المختلفة ==== |
| + | آيضا في التصوير أحيانا ما يأتي لصانع العمل أفكار إبداعية جديدة لم تكن في باله أثناء التحضير وهي الأفكار وليدة لحظة التصوير تأتي من نظرة جديدة الي لمكان أوالي لشخصية فتلهمه بفكرة ما أوسؤال ما أو لقطة ما لم يدرجها في جدول تصويره ولكنه يراها مهمة ويريد تحقيقها فعليه أستغلال هذا الإحساس. كلما كان تحضير الفريق وافيا، كلما سمح بدرجة أعلى من الإرتجال و الإستجابة لمعطيات اللحظة. |
| + | |
| + | === للتذكر في تنفيذ المشروع === |
| + | ==== قبل التصوير ==== |
| + | * البطاريات كاملة و مشحونة (إذا معك ميكروفون أو أجهزة خارجية تحتاج لبطاريات أيضًا تذكرها) |
| + | * الكارت خاليًا و المادة التي عليه نزلت، كارت إضافي أو أكثر على حسب التصوير المُزمع تنفيذه |
| + | * ساعة و تاريخ الكامرا أو مسجّل الصوت مضبوطة (إن كانت تسجّل التاريخ) |
| + | * الشنطة مرتبة بكل ما تحتاجوه للتصوير، الشنطة شكلها لا يثير الشبهات |
| + | |
| + | ==== أثناء التصوير ==== |
| + | * صوّر كل لقطة بعناية ولا تتسرع. تذكر دائمًا التكوين و كيفية الحصول على أفضل نتيجة مما تراه |
| + | * تذكر البحث عن مصادر الإضاءة و ضبط الكاميرا و الزاوية لأفضل تعريض ممكن. |
| + | * وجهة السمع: أين يقع مسجل الصوت من مصدر الصوت. |
| + | |
| + | ==== بعد التصوير ==== |
| + | * تنزيل المادة المصورة كاملة في مخزن مُنظّم للتسجيلات و مسح الكارت |
| + | * كتابة ملخص نصّي لمحتوى التسجيل\التصوير يحدد أوقات و تواريخ و أماكن التصوير و أسماء الأشخاص الذين أجرينا معهم الحوارات، و ملخّص لسياق الأحداث المُصوّرة أو موضوع المقابلة\التصوير، و ربط ملف الوصف بملف التسجيل\التصوير (بتدوين اسم الفلم في الملف النصّي مثلا) و حفظه في مكان منظّم. الأفلام مجهولة البيانات فائدتها تقلذ كثيرا بعد فترة عندما تنسى ملابسات تسجيلها. |
| + | * وضع البطاريات في الشاحن و الترتيب للتصوير القادم |
| | | |
| | | |