سطر 1: |
سطر 1: |
− | تسعى "أضف" للإسهام في الحفاظ على التاريخ الإنساني والإبداعي وطرحه للاستفادة منه لجميع المهتمين إعمالاً لأهم مبادىء "أضف" وهي دعم المعرفة الحُرة، وضمن هذا السعي، ترى "أضف" في الأراشيف الحرة مُكوّن أساسي للوصول إلى هدف هذا المسعى. | + | تسعى "أضف" للإسهام في الحفاظ على التاريخ الإنساني والإبداعي وطرحه للاستفادة منه لجميع المُهتمين إعمالاً لأهم مبادئ "أضف" وهي دعم المعرفة الحُرّة، وضمن هذا السعي، ترى "أضف" في الأراشيف الحُرّة مُكوّن أساسي للوصول إلى هدف هذا المسعى. |
| + | |
| + | |
| + | ظهرت الرغبة في الحفاظ على المعرفة بشكلها العام لدى "أضف" مع ثورة 25 يناير 2011؛ فالحدث جماهيري بالدرجة الأولى ويتمتع بتفاصيل ومعلومات غنية لكل تفصيله من تفاصيله المتعددة، لكل منها أوجه مختلفة تعبر عن الجانب الذي ننظر منه للحدث الواحد. فالقصة أو المشهد الواحد في تلك الثورة له جوانب لا يمكن حصرها منها ما هو الخاص بالثائر الذي أيد هذا التحول والتغيير الذي لم يكن يتخيل تأثيره ودوره في نشر الفكرة وتفاعل الجمهور معه وإحساسه ونقاشاته وتحضيراته ومواقفه التي مر بها منذ يوم 25 حتى 11 فبراير، وفي نفس الوقت لدى كُلّا من السياسي والشُرطي وفرد الأمن لإحدى المؤسسات والممرضة والدكتور وأعداد هائلة من البشر على اختلاف انتماءاتهم وتخصصاتهم شاركوا في ذلك الحدث كُلّا منهم له قصته التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتشابه مع الأخرى. |
| + | |
| + | |
| + | لذا من أجل الحفاظ على هذا التاريخ الإنساني المتمثل في الذكريات والحقائق على اختلاف أنواعها النصية، والمسموعة، والمرئية، والمصورة بخصوص حدث إنساني حصد اهتمام العقل الجمعي المصري لفترة من الزمن، ارتأت "أضف" أن تلك اللحظة التاريخية يجب الحفاظ على تفاصيلها الدقيقة من النسيان، فكان التفكير في طريقة يسيره تجمع كل التفاصيل المتعلقة بحدث واحد متعلق بحدث أكبر ويتم تسجيل الجوانب والرؤى المختلفة لهذا الحدث الصغير بحيث يستطع المُستَخدِم أو الباحث عن معلومة ما الوصول لها وفي نفس الوقت يكون موصولا بطريقة ما بباقي المعلومات المتعلقة بنفس الحدث. لم تجد "أضف" أفضل من فكرة "الأرشيف الحُرّ" والذي يعتمد على المواطنين أو الفاعلين الأساسيين في حدث ما حيث يكون لهم الحق في سرد حكاياتهم وتجاربهم المتعلقة بالحدث ويكون لديهم القدرة على إمداد ذلك الأرشيف بالمعلومات على اختلاف وسائطها المتعددة ما بين المسموع والمرئي والنصي وتعزيز كل ذلك بتواريخ وتفاصيل جانبية تثري بعضها البعض. فهذه الأرشفة الجماعية تحد من التحيز تجاه رأي أو وجهة نظر محددة دون الأخرى، وتعرض أكثر من تفسير للحدث الواحد مما يدفع ذلك إلى التفكير في المعلومات المعروضة ومدى اتساقها مع بعضها البعض والاقتناع بها أو رفضها كُليا أو جزئيا. |
| + | |
| + | |
| + | هذا النوع من الأرشفة يُعزز من قيمة عقل الإنسان كأداة قادرة على التمييز والفصل ما بين ما هو حقيقي ومتناغم وبين ما هو مُزور ومُحرف، حيث يجب الحفاظ على طبيعة المعلومات من التحريف حتى تصل للإنسان مجرده يقرأها ويضيف عليها ويحللها ويستنتج منها معلومات أخرى لم تكن واضحة لغيره ويستطع أن يُكَوِن منها معرفته الخاصة وتقديره للحدث بناءا على المعطيات التي كانت ظاهرة أمامه، وفي نفس الوقت لابد من توفير نفس تلك المعلومات المجردة لإنسان أخر يحللها ويضيف عليها بما لديه من معلومات ليستنتج وجهة نظر أخرى مغايرة تماماً لما هو معروض سابقا من معرفة؛ فذلك هو حق الإنسانية في معرفة حُرّة من أجل تقديس عملية التفكير الحُرّ من أجل إنتاج معارف متعددة مبنية على أسس مختلفة كُلّا منها له وجهة النظر التي تعضده وتحمي الأسس التي قامت عليه، ومن ثم يأتي عقل الإنسان ليكون هو الفاصل والمحدد إن كان سيعترف بتلك المعلومات ووجهة النظر تلك ويقتنع بها أم يترك كل ما سبق ليعود إلى المعلومات المجردة التي تحتفظ بها الإنسانية ليكون لنفسه معارف أخرى تستند على مبادئ ووجهات نظر تحاول أن تُحييد وجهات النظر الأخرى. لذلك نادت "أضف" ولزالت بضرورة الحفاظ على المعرفة الإنسانية ودعم وجودها بالحُرية. |
| + | |
| | | |
| | | |